هدنة اليمن: توقف غارات التحالف واستمرار المواجهات الميدانية

27 يوليو 2015
الحوثيون لم يعلنوا التزامهم بالهدنة الإنسانية (فرانس برس)
+ الخط -
توقفت، اليوم الإثنين، غارات التحالف العربي في اليوم الأول للهدنة في اليمن، فيما استمرت حدة المواجهات الميدانية على وتيرتها، وخصوصاً في مدينة تعز التي تشهد مواجهات عنيفة، وقصفاً مكثفاً من قبل الحوثيين على الأحياء.


وأفادت مصادر محلية في تعز بأن أحياء المدينة، التي يسيطر عليها المقاومون، تتعرض لقصف بواسطة المدفعية والقذائف المختلفة، من قبل الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، بالتزامن مع مواجهات عنيفة في منطقة "حدنان" و"مشرعة" و"جبل صبر".

وحسب الأنباء، سقط العديد من القتلى والجرحى في المواجهات والقصف ضد الأحياء السكنية، فيما قتل وأصيب العديد من الحوثيين بهجوم نفذته المقاومة وسط المدينة.

إلى ذلك فشلت الهدنة الإنسانية في ساعاتها الأولى بعد اختراقها في الضالع ولحج وتعز، فيما بدأت عملية تحرير الحوطة عاصمة لحج، بينما تتجه الأوضاع نحو تحرير إقليم عدن وتأمينه بتحرير إقليم الجند.

ومع بداية الساعة الأولى بعد منتصف ليل الأحد، تعرضت مناطق شمال وعدن الضالع لقصف عنيف من قبل مليشيات الحوثيين والمخلوع في تعبير أولي عن رفض الهدنة وسجلت نصف الساعة الأولى لحظة اختراق الهدنة.

ونالت عدن قصفاً من بعض مناطق لحج طاول أحياء في مدينة دار سعد شمال عدن، ويقول المتحدث الرسمي لمجلس قيادة المقاومة في عدن، علي الأحمدي، لـ "العربي الجديد"، إنه "بعد مرور نصف ساعة على الهدنة قامت مليشيات الحوثي والمخلوع بقصف لأحياء عدن الشمالية، بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، في خرق واضح للهدنة، وعدم احترام لأية مساع لوقف القتال، وانسحاب المليشيات، وإيصال المساعدات للمناطق المنكوبة".

وأضاف: "وفوراً تم التعامل من قبل طيران التحالف مع مصادر القصف"، موضحا أن "المقاومة (قامت) بترتيب عملية خاطفة، لتطهير وتمشيط الجيوب المتبقية في دار سعد، والمتمثلة في جولة الكراع، ومحطة السلام الواقعة على طريق عدن لحج، وبحمد الله باتت تحت سيطرة المقاومة".

وأكد "تطهير المجلس المحلي لدار سعد وجبهة الفيروز بشكل كامل"، مضيفا أن "مجلس المقاومة يدعو سكان تلك المنطقة إلى تفقد ممتلكاتهم، بكل أمان، بعد تمشيط العمائر من وجود القناصة المجرمين".

كما أوضح أن "المليشيات استهدفت مناطق شمال الضالع، من قرى في محيط سناح، ودارت اشتباكات بين المقاومة ومليشيات الحوثيين والمخلوع، بعد محاولة الأخيرة شن هجوم على قرى عدة، من شمال وغرب الضالع".

في المقابل، اندلعت معارك منذ الساعة الأولى، في محافظة أبين، في المنطقة الوسطى، وعكد والعين شمال المحافظة.

وحاولت المليشيات شن هجوم على المقاومة والجيش الموالي للشرعية، اللذين يحاصران معسكر لبوزة، شمال غرب قاعدة العند الجوية، مع بدء سريان الهدنة، ودارت مواجهات بين مليشيات الحوثيين والمخلوع، وبين المقاومة.

كما دارت معارك في مداخل مدينة الحوطة جنوب قاعدة العند الجوية، وتفيد المصادر بأن طائرات التحالف عادت، بعد ساعتين من اختراق الهدنة الإنسانية، إلى قصف مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، في لحج وقاعدة العند وشمال عدن وفي أبين.

وبدأت المقاومة والجيش الموالي للشرعية من يوم أمس، الأحد، عملية تحرير مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، وصولا إلى تحرير قاعدة العند الجوية المحاصرة.

وتسعى المقاومة والجيش الموالي للشرعية والتحالف إلى تحرير لحج وأبين والضالع خلال الفترة القادمة، بما يعني تأمين عدن من خلال تحرير إقليم الجند لتأمين إقليم عدن وجعله الخط الأمامي له.

ولا يزال الغموض يكتنف مصير ست ضربات شنتها طائرات لا يعرف مصدرها، استهدفت المقاومة في جبهة بله. ففي حين تقول مصادر إن التحالف نفذ غارات جوية بالخطأ، أكدت مصادر أخرى أن مليشيات الحوثيين والمخلوع استخدموا إحدى الطائرات داخل قاعدة العند الجوية وقاموا  بقصف المقاومة في جبهة بله ومنعها من التقدم نحو قاعدة العند الجوية، في محاولة لفك الحصار عن القاعدة منذ أكثر من أسبوع.


ووصلت تعزيزات إلى الحوثيين خلال الأيام الماضية إلى تعز، فيما يبدو أن الجماعة وحلفاءها يسعون إلى استغلال الهدنة وتعويض خسائرهم في الجنوب.

وفي محافظة مأرب، اتهمت المقاومة الحوثيين بالقيام بقصف مدفعي في منطقة "الجفينة" غربي المدينة، بعد بدء سريان الهدنة، مما أدى إلى سقوط قتيل على الأقل وعدد من الجرحى.

إلى ذلك، شهدت محافظة لحج جنوبي اليمن مواجهات في منطقة "صبر" ومناطق قريبة منها شمال عدن، وسط اتهامات متبادلة بخرق الهدنة الإنسانية.

وحلقت طائرات التحالف العربي في صنعاء ومحافظات أخرى للاستطلاع، حيث سمعت مضادات الطائرات ولم ترد معلومات حول وقوع أية غارات.

ولم يعلن الحوثيون، حتى اللحظة، موقفاً رسمياً من الهدنة التي بدأت بإعلان من قيادة التحالف العربي بناءً على طلب من الرئيس، عبد ربه منصور هادي، ومن المقرر أن تستمر لخمسة أيام.

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بالهدنة المعلنة، داعياً الحوثيين وحلفاءهم إلى احترامها والموافقة عليها، وطالب جميع الأطراف بضبط النفس والعمل بحسن نية طوال فترة سريان الهدنة.

اقرأ أيضاً: الحوثيون يخرقون الهدنة وبان كي مون يحذر من استغلالها

المساهمون