توتر جديد جنوب شرق طرابلس: حفتر يحشد مقاتليه قرب العاصمة الليبية

27 مارس 2019
مساع وجهود اجتماعية لتجنب التصعيد (Getty)
+ الخط -

تشهد منطقة جنوب شرق العاصمة الليبية طرابلس، منذ مساء أمس الثلاثاء، توترا أمنيا مجددا، على خلفية وصول كميات من الأسلحة والذخائر، خلال الأيام الماضية، لقوات اللواء السابع بمدينة ترهونة من قاعدة الوطية (140 كلم جنوب غرب طرابلس)، التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر.

ولا تزال حتى صباح اليوم الأربعاء المئات من السيارات المسلحة التي تحمل المقاتلين التابعين لمليشيات طرابلس تحتشد شرق قصر بن غشير، الضاحية الجنوبية الشرقية لطرابلس، والمتاخمة لمدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس)، حيث يطالب ائتلاف "قاعدة قوة حماية طرابلس"، وهو ائتلاف عسكري لأكبر أربع قوى مسلحة في طرابلس تكوّن في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قادة اللواء السابع بتوضيح موقفهم من حفتر، وتسليم سلاحهم، وسط مساع وجهود اجتماعية لرأب الصدع مخافة اندلاع صراع مسلح جديد بين الطرفين.

وحاولت قوات اللواء السابع اقتحام طرابلس مرتين، الأولى في سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول الماضيين، والثانية في يناير/ كانون الثاني الماضي، لكن المحاولتين فشلتا أمام ضربات قوة حماية طرابلس، التي اضطرتها للرجوع لقواعدها في ترهونة.

وفيما لم تعلن أي من الأطراف المسلحة في طرابلس وترهونة عن أي موقف رسمي حتى الآن، تلتزم حكومة الوفاق الصمت.

وأكد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، أن المنطقة الفاصلة بين قصر بن غشير وترهونة تشهد توترا وترقبا كبيرين في انتظار انتهاء الوساطات الاجتماعية التي قدمت من مصراته للتوصل إلى حلول، وسط أنباء تناقلتها وسائل إعلام محلية تفيد بنفي قيادات اللواء السابع تلقيها أي دعم عسكري من قبل حفتر، ودخولها في خطط الأخير الرامية للانقضاض على طرابلس.

وتبدي التطورات الأخيرة تغيرات طرأت في كواليس الأزمة حول طرابلس، وتحديدا تغير موقف حفتر في المفاوضات التي تجري لإشراكه في السلطة دون استخدام السلاح، فقد أكد مصدر تابع لرئاسة أركان الجيش بحكومة الوفاق أن "التوتر على أشده، وأن حفتر عازم على تصعيد وشيك"، كاشفا عن تكليفه للواء عبد السلام الحاسي كآمر لـ"غرفة تحرير طرابلس" وتحويل مهامه إلى قاعدة الوطية بعدما كان آمرا للعمليات الأخيرة في الجنوب.

وقال المصدر أيضاً إن "تحركات المجموعات المسلحة، مساء أمس، باتجاه ترهونة، جاءت متزامنة مع تحليق لطائرات أميركية صباح أمس في سماء مناطق جنوب طرابلس انطلقت من على متن سفينة حربية راسية بالقرب من شواطئ تونس"، في إشارة للسفينة USS Arlington، التي قالت صحف تونسية إنها رست بميناء حلق الواد بتونس، الجمعة الماضي، وعلى متنها مروحيات أباتشي وألف من جنود المارينز.

وفيما كانت صفحة الإعلام الحربي التابعة لحفتر قد نشرت فديوهات تظهر توجه أرتال عسكرية جديدة، مشيرة إلى أنها "متجهة للمكان المعلوم" دون تحديده، كشفت كلمة المتحدث باسم قوات حفتر أحمد المسماري، مساء أمس، عن أسباب تغير موقف حفتر المفاجئ.

وأوضح المسماري، مساء أمس، في كلمته أثناء اجتماع ضباط حفتر مع مسؤولي وزارة الخارجية بالحكومة التابعة لمجلس النواب، أن حفتر "لن يسمح بتكوين حزب مسلح كمليشيات حزب الله في طرابلس"، وبشكل أكثر وضوحا، قال إن "البعثة الأممية تعمل على إدخال المليشيات في حوار سياسي وإشركها في السلطة"، مؤكدا أن "الجيش (قوات حفتر) يرفض ذلك"، ما يعكس جديدا في جهود الأمم المتحدة لإشراك قادة المجموعات المسلحة في الملتقى الوطني الجامع المرتقب، ما سبب تغيرا في مواقف حفتر من جهود التسوية السياسية التي ترعاها أطراف دولية.


وكانت قنوات مقربة من حفتر قد نقلت، مساء أمس، أنباء عن وصول سفراء الدول الأوروبية المعتمدين لدى ليبيا لقاعدة الرجمة وعقدهم لقاء موسعا، دون أن تفصح عن أسباب اللقاء ونتيجته.

وأيضا، أكد المصدر أن حكومة الوفاق مصممة على الوقوف بقوة السلاح ضد أي تحرك لحفتر باتجاه العاصمة، بدعم دولي، وسط سعي منها لمعالجة سريعة للتقليل من ثقل حفتر العسكري في مناطق غرب البلاد، ولا سيما في قاعدة الوطية، التي يعتبر استمرار سيطرة حفتر عليها تهديدا مباشرا لطرابلس، واصفا ما يحدث حول العاصمة بـ"المراوغة من حفتر"، وأنها "جس نبض لردود الفعل الدولية"، مرجحا قرب خضوعه للإرادة الدولية وقبوله أن يكون شريكا للأطراف الأخرى بطرابلس.

وأوضح المتحدث ذاته أن كل محاولات ضباط حفتر وشخصيات مقربة منه للتفاوض مع قادة مليشيات طرابلس انتهت بالفشل، ورفض التنسيق معه بأي عملية عسكرية.​

دلالات