وأفاد مصدر طبي في مستشفى العريش العسكري "العربي الجديد"، بأن "التعليمات الموجهة لنا تتمثل في عدم التعامل مع حالات فيروس كورونا، وعدم التدخل في مواجهة الجائحة، طالما أنها محصورة في صفوف المدنيين". ويأتي ذلك على الرغم من عدم قدرة المستشفيات المدنية على عزل كافة الحالات الوافدة إليها، ما اضطرها إلى عزل عشرات الحالات في منازلها، دون أي متابعة طبية ميدانية.
وأشار المصدر إلى أنه جرى تجهيز أقسام للعزل الطبي في المستشفى العسكري، وزيادة أجهزة التنفس الصناعي، وتوفير الأدوات الطبية والمستلزمات المتعلقة بالتعامل مع الفيروس، مع وجود تعميم على كافة الوحدات العسكرية في جميع أرجاء سيناء، بضرورة إبلاغ الطواقم الطبية بواسطة عمليات القوات المسلحة، في حال شعور أي عسكري بأعراض المرض، حتى يمنع انتقال العدوى في صفوف القوات، ويسمح بالسيطرة على الفيروس في بداياته.
وتعقيباً على ذلك، رأى باحث في شؤون سيناء، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن انتشار الفيروس في أوساط العسكريين يعني اختراقاً خطيراً للقوة العسكرية المنتشرة في سيناء، ما عدّه "خطراً قد يفوق ذلك الناجم عن تنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم داعش"، على حد وصفه. وفي هذا الصدد، أوضح أنه "في حال انتشر الفيروس بين المدنيين، وانتقل للعسكريين بحكم الاحتكاك بينهم في مناطق واسعة من سيناء، فإن ذلك يستدعي فصل القواعد العسكرية بعضها عن بعض وتخفيف التواصل في ما بينها بشكل كامل، خوفاً من تمدد الفيروس، ما يؤثر سلباً على خطط مواجهة تنظيم ولاية سيناء". ولفت إلى أن "سيناء هي المنطقة الوحيدة التي ينتشر فيها الجيش وسط المدنيين، بالإضافة إلى كونها ضعيفة طبياً، في ظل عدم توافر مستشفيات ذات مستوى عالٍ في التعامل مع جائحة كورونا، سواء للمدنيين أو العسكريين". ورأى أنه "في حال انتشر الفيروس، فإن الجيش سيكون مضطراً إلى تبديل كافة القوات التي انتشرت العدوى في صفوفها، وفي ذلك استنزاف للقوة البشرية".
وأضاف الباحث أنه "إثر ذلك، سيكون الجيش المصري مضطراً للبحث عن إجراءات للحيلولة دون انتشار الفيروس بين المدنيين في المرحلة الحالية والتي قد ينتقل منها للعسكريين، من خلال دعم المنظومة الصحية في المحافظة، وتوفير الاحتياجات اللازمة لتقليل نسبة انتشار الفيروس، وتخفيف إجراءاته على الكمائن والارتكازات". واعتبر أنه "بذلك، سيكون المثل القائل ربّ ضارة نافعة قد طُبّق في سيناء، بعدما بُحَّ صوت أهالي سيناء في نداءات للمسؤولين بضرورة تحسين المنظومة الصحية في محافظتهم، وتخفيف الإجراءات المشددة على الكمائن والحواجز والنقاط، خصوصاً في ظل الهدوء النسبي الذي تشهده الأوضاع الأمنية في المحافظة خلال الفترة الأخيرة".
وفي آخر الإحصاءات الصادرة عن مديرية الشؤون الصحية بشمال سيناء، ما نشرته المديرية يوم الأربعاء الماضي، أن إجمالي الحالات 103، الحالات السالبة منها هي 37 حالة، و8 حالات تحت البحث، و37 حالة عزل منزلي تعافت منها 8 حالات، و29 تحت العزل، أما الحالات الموجبة فـ21، 5 منها تم عزلها في مستشفى بئر العبد، و7 حالات عزلت بمستشفى العريش، مع تسجيل حالتي وفاة، و3 حالات قيد العزل المنزلي، وشفاء 4 حالات.