مركز أميركي: مسؤول بالخارجية كان يرأس مجموعة لليمين القومي

09 اغسطس 2019
المسؤول الأميركي نشر دعاية متطرفة (Getty)
+ الخط -
كشفت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية النقاب، اليوم الجمعة، عن تقرير جديد وصفته بـ"المتفجر"، يفيد بأنّ مسؤولاً في وزارة الخارجية الأميركية كان رئيس فرع لمجموعة قومية بيضاء في واشنطن، ونشر دعاية متطرفة عبر الإنترنت.

ولفتت إلى أنّ ماثيو جيبيرت، الذي عمل كضابط الشؤون الخارجية في مكتب موارد الطاقة في وزارة الخارجية الأميركية، نشط في ترويج مشاعر القومية البيضاء، وكان عضواً بارزاً في دوائر القومية البيضاء، وفق ما كشفه عنه مركز "ساوثرن بوفيرتي لوو سنتر" الأميركي، في مدونة "هايت ووتش"، الأربعاء.

وأشارت المدونة إلى أنّ جيبيرت ناقش غالباً الحاجة إلى دولة مصمّمة حصرياً من أجل الأشخاص البيض، وتتميز بـ"رادع نووي"، كما أنّ زوجته آنا فوكوفيتش كانت أيضاً مدونة تنشر وجهات نظر القومية البيضاء، وفق ما أكده التقرير. وذكرت مصادر الباحثين أنّ الرجل وزوجته كانا يعتمدان اسمين مستعارين، ويدعوان بانتظام قوميين بيضاً آخرين إلى منزلهما في ليسبرغ في فرجينيا.

وقال جيبيرت في بودكاست العام الماضي، مستخدماً اسمه المستعار، وقاصداً بكلامه "البيض": "نحتاج دولة خاصة بنا مع أسلحة نووية، وسنستعيد هذا الشيء فوراً"، مضيفاً أنّ "هذا كلّ ما نحتاج إليه. نحتاج إلى دولة مؤسَّسة من أجل الأشخاص البيض، مع رادع نووي، وشاهدوا كيف سيرتجف العالم".

وفي عام 2017، قال المسؤول الأميركي إنه مستعدّ لخسارة عمله وراتبه في سبيل متابعة الترويج لأيديولوجيات القومية البيضاء، وفق "هايت ووتش"، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر هو الأهم بالنسبة إليه، إلى جانب عائلته.

وأوضحت "ذي إندبندنت" أنّه تمّ الإبلاغ في يوليو/ تموز 2018 عن أنّ جيبيرت تبرّع بمبلغ 200 مليو دولار لمرشح جمهوري في ويسكنسن، تمّت إدانته بالترويج لوجهات نظر معادية للسامية عبر "تويتر". ولم يعلّق المسؤول الأميركي ولا وزارة الخارجية على تقرير "هايت ووتش".


ويأتي هذا التقرير بعد حادثة إطلاق نار دامية وقعت في مدينة إل باسو في تكساس، السبت، وراح ضحيتها 20 شخصاً، في جريمة رجّحت الشرطة أن يكون دافعها عنصرياً.
ولمّحت صحف عالمية إلى أنّ شبح خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب حضر في مجزرة إل باسو، المدينة الواقعة على الحدود مع المكسيك، والتي يشكّل الناطقون بالإسبانية نحو 85% من سكانها.

وذكرت "واشنطن بوست" الأحد أنّ مذبحة إل باسو كانت بالنسبة إلى الخبراء على الأرض متوقّعة، لافتة إلى أنّ الرئيس السابق لمكتب مكافحة التجسس في مكتب التحقيقات الفدرالي، فرانك فيغليوزي، كتب قبل أربعة أيام في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ كلمات ترامب قد تحرّض في نهاية المطاف على إراقة الدماء. وقال إنه إذا كان الرئيس يصوّر الأشخاص الملونين على أنّهم "العدوّ"، ويشجع على إعادتهم إلى حيث أتوا، فإنّه بذلك يمنح غطاءً لمن يشعرون بأنّ عليهم القضاء على ما يصفه ترامب بالغزو.

بدوره، لمح الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إلى أنّ خطاب خلفه ربما خلق أجواء مؤاتية لهذا الهجوم. وعلى الرغم من عدم تسميته لترامب بالاسم، إلا أنّ أوباما شدّد على أنّه "يجب علينا أن نرفض بشدّة اللغة التي تخرج من أفواه قادتنا الذين يغذون مناخ الخوف والكراهية، ويجعلون المشاعر العنصريّة طبيعيّة"، مشيراً إلى القادة الذين يصوّرون الأشخاص الذين لا يشبهوننا على أنّهم تهديد، أو يحذرون من أنّ الأشخاص الآخرين، بمن فيهم المهاجرون، يهددون طريقة عيشنا، أو يشيرون إلى أشخاص آخرين على أنّهم دون البشر، أو يلمحون إلى أنّ أميركا تنتمي لنوع معين من الناس.