"الجبهة الشعبية" بتونس تنتقد السفير السعودي لـ"خرقه الأعراف الدبلوماسية"

19 يوليو 2018
اعتبرت الجبهة التدخل مساً بالسيادة الوطنية (Getty)
+ الخط -

أكدت "الجبهة الشعبية" في تونس، اليوم الخميس، أن سفير المملكة العربية السعودية بتونس، محمد بن محمود بن علي العلي، عبّر عن رفضه عضوية النائبة عن "الجبهة الشعبية" مباركة براهمي في لجنة الصداقة البرلمانية التونسية الخليجية.

وذكرت الجبهة الشعبية في بيان لها، أن هذا الموقف للسفير السعودي "يعتبر خرقا لكل الأعراف الديبلوماسية"، معتبرة أن "هذا التدخل السافر هو تدخل في السيادة الوطنية"، بحسب نص البيان.

ودعت الجبهة إلى اتخاذ موقف واضح إزاء هذه التدخلات، وطالبت رئاسة مجلس نواب الشعب باتخاذ موقف حازم تجاه ما وصفته بـ"الممارسات الرعناء".

وأوضح النائب عن "الجبهة الشعبية"، زياد لخضر، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن سفير السعودية بتونس صرح بأنه يرفض التعامل مع اللجنة طالما أن النائبة عن الجبهة الشعبية مباركة براهمي موجودة فيها، مبينا أن السفير السعودي رفع الـ"فيتو" في وجه نائبة منتخبة من قبل الشعب التونسي وأن هذا الأمر يعتبر تدخلا في الشأن الداخلي التونسي.

وأضاف لخضر أن تونس لم تتدخل في الشأن السعودي، وأن هذا الموقف بني على تصريحات ومواقف عرفت بها النائبة من مجمل القضايا المطروحة في الساحة العربية، مشيرا إلى أنّ رفض السفير السعودي التعامل مع اللجنة لأن نائبة من الجبهة موجودة فيها هو "مسّ بهيبة المجلس وبالسيادة الوطنية".

ولفت النائب عن الجبهة الشعبية، إلى أن هذه الحادثة "لا تعتبر الأولى، إذ سبق وأن تمت إقالة وزير الشؤون الدينية، عبد الجليل بن سالم على خلفية تصريحاته في نقاش داخلي ضمن لجنة برلمانية"، مؤكدا أن الإقالة "بسبب ضغوطات خارجية".

وبيّن لخضر أن التونسيين "هم الذين يحددون أعضاء اللجان، وأن على الطرف الآخر قبول جميع الأعضاء دون استثناء"، لافتا إلى أنه كان يمكن للسفير السعودي أن يعلق على بعض تصريحات براهمي أو ينتقدها، ولكن لا يمكن له بأي حال من الأحوال رفض وجودها في لجنة الصداقة التونسية الخليجية.

وأكد النائب أنهم يطالبون رئاسة مجلس النواب بإصدار موقف واضح بسبب هذا التدخل في الشأن الوطني والتعدي على الأعراف الدبلوماسية، مشددا على أن الموقف الصادر عن السفير السعودي غريب.

ويذكر أن النائبة مباركة عواينية براهمي، هي أرملة النائب التونسي الشهيد محمد براهمي، وعرفت عواينية بمواقفها من قضايا عدة، إذ سبق وأن اتهمت في جلسة عامة وزير الشؤون الخارجية، خميس الجيهناوي باتباع تعليمات السعودية والزج بالبلاد في سياسة المحاور، الأمر الذي رفضه الوزير، ورد أن البلاد لا تنتمي إلى أي محور وتقودها المصلحة الوطنية، وتصطف خلف كل ما يخدم أهدافها ولا تحدد مواقفها تبعا للعاطفة.

المساهمون