العطية: قتل خاشقجي صدم العالم

31 أكتوبر 2018
العطية: لا يمكن لأحد أن يؤثر في رؤية قطر(الأناضول)
+ الخط -
في أول رد فعل رسمي قطري على القضية، أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، عن الأسف لمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

وقال العطية الذي كان يتحدث، اليوم الأربعاء، في منتدى "عودة المقاتلين الأجانب" المنعقد في الدوحة، والذي يبحث في تفكيك هذه الظاهرة وكيفية مواجهتها: "نأسف بشدة لمقتل خاشقجي، وطريقة قتله صدمت الجميع، وننتظر نتائج التحقيقات التي تتم من أكثر من جهة، ونأمل العثور على جثته ليتم دفنها بشكل لائق".

ورداً على سؤال في ما إذا كان التهديدان السعودي والإماراتي ضد قطر لا يزالان قائمَين، قال العطية: "نحن نحضر أنفسنا، وجاهزون لمواجهة التهديدات أينما كانت بغض النظر عن المسميات، وقد استعددنا لمواجهتها".

وفي الوقت ذاته، شدد العطية على أنّ قطر لا تفكر بهذه الطريقة، قائلاً إنّه "لدينا حلفاء وأصدقاء ولدينا اتفاقية تعاون دفاع مع الولايات المتحدة الأميركية، ولكن لا نفكر أن نطلب من أحد أن يدافع عنا، سندافع عن أنفسنا بأنفسنا وهذه عقيدتنا القتالية، وقطر تركز على الاقتصاد وتعمل على دعم قدراتها الدفاعية، ويجب أن يكون لنا درعنا وسيفنا".

ووصف العطية العلاقات بين قطر والولايات المتحدة الأميركية بأنّها "علاقات استراتيجية مبنية على الاحترام المتبادل"، لافتاً إلى أنّ واشنطن "لا تضغط على الدوحة بشأن علاقتها مع إيران، ولم يكن هناك أي تهديد أو نوع من الشروط المسبقة، وهي تحترم قراراتنا وهذا شيء مهم".

واستبعد العطية، حصول صدام عسكري بين الولايات المتحدة وإيران، وقال إنّ "الولايات المتحدة الأميركية دولة مؤسسات، وهي تعرف مصالحها الاستراتيجية وتحافظ عليها".

وفي ما يخصّ توقعه حول تأثير استمرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمنصبه، في الأوضاع بالمنطقة، رد العطية بالقول: "لا يمكنني أن أتوقع ما يحدث، لكن في مرحلة ما لدينا أصحاب قرار وهم يقررون ما هي مصلحة المنطقة، وما يحدث أزمة هي الأولى من نوعها؛ أن تكون هناك مشكلة مع شخص ولا مخرج لها، فهذه حالة غريبة في التعامل معها من الناحية الجيوسياسية".


وحول الدور القطري، في مفاوضات حل الأزمة الأفغانية، قال العطية إنّ "قطر تلعب دور الميسّر والمسهل في الأزمة الأفغانية وليس دور الوسيط"، مذكّراً بأنّ "مكتب طالبان افتتح بالدوحة بناء على طلب أميركي في السابق"، موضحاً أنّ "انضمام 5 أعضاء جدد للمكتب السياسي لطالبان أمر جيد، والأقوياء هم القادرون على الجلوس على طاولة المفاوضات".

وبشأن الأزمة السورية، أكد العطية أنّ قطر "لن تقف عائقاً أمام أي حل للأزمة السورية، وهي تدعم الاتفاق التركي - الروسي بشأن إدلب، ومستعدة لتقوم بدور الميسّر والمسهّل للمفاوضات إذا طُلب منها أن تقوم بهذا الدور".

 وحول الأزمة اليمنية، قال العطية إنّ "كل يمني له الحق في الجلوس على مائدة المفاوضات والتعبير عن رأيه وعندها يمكن الوصول إلى حل"، مضيفاً أنّ "اليمن تمثّل مشكلة للجميع، ولا أحد يستطيع أن يحتل اليمن وينجح في إدارتها"، مشدداً على أنّ "طاولة المفاوضات هي السبيل الوحيد للتوصل إلى حل للأزمة اليمنية".

ولم ينف العطية أو يؤكد في ردّه على سؤال حول وجود وساطة قطرية بين تركيا واليونان، مشيراً إلى أنّ قطر "تتمتع بعلاقات طيبة مع البلدين"، وقال في هذا الشأن إنّ "الحكومة القطرية لن تألوَ جهداً في المساعدة في تقريب وجهات النظر بينهما".


ولفت العطية إلى أنّ قطر "عضو موثوق في عملية الوساطة، وهي تلعب دوراً بناء في حل النزاعات، ولديها أهداف ورؤية واضحة، ولا يمكن لأحد أن يؤثر في رؤيتها وثقتها في قدرتها على تحقيق النتائج، رغم الهجمة العنيفة التي تعرّضت لها من بعض الدول، ومحاولة إلصاق تهم تمويل الإرهاب بها، بهدف الإساءة لصورتها".

وختم بالقول إنّ "قطر، وبعد 17 شهراً من الهجوم عليها بكل الوسائل، عرف العالم أنّها لا تعاقب أحداً يريد أن يعبّر عن رأيه، فهناك حرية تعبير، وجهود قطر ونجاحها في العديد من الوساطات ملموسة، وهي أثبتت أنّها تقوم بأشياء مفيدة للعالم".

المساهمون