الخديعة الروسية

11 مارس 2017
الهدف التالي للنظام قد يكون غوطة دمشق (قصي نور/الأناضول)
+ الخط -
يبدو الخط الذي تسير عليه الأحداث الميدانية على الأرض، منذ تقديم الروس أنفسهم كضامن للنظام ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه في العشرين من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وكأن النظام وحلفاءه الروس والإيرانيين يشترون الوقت من أجل استكمال مخططات سابقة لهم، كان من الصعب عليهم استكمالها في ظل الظرف السابق لاتفاق وقف إطلاق النار.

فمع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار كان النظام يحاصر منطقة وادي بردى، واستمر بحصاره وقصفه لتلك المنطقة، حتى بعد بدء تنفيذ الاتفاق، مستثنياً إياها من طرف واحد من الاتفاق، والحجة كانت جاهزة "وجود مسلحين من جبهة النصرة ضمن وادي بردى". إلا أن الواقع كان يشير إلى رعاية من الضامن الروسي لعمليات النظام في وادي بردى ساعدته على إتمام حصاره واقتحامه وسيطرته على المنطقة، في الوقت الذي كانت تطمئن فصائل المعارضة وتحثهم على التقيد باتفاق وقف إطلاق النار تارة، وتطلب من النظام التوقف عن قصف المنطقة لبضع ساعات، ريثما ينتهي اجتماعها بالفصائل على خير، لتنتهي اجتماعات أستانة واحد مع استكمال النظام سيطرته على كل وادي بردى.

ومع بداية أستانة 2، بدأ الضامن الروسي برعاية مخطط لتهجير سكان حي الوعر الحمصي، ضمن فرض اتفاق تهجير شبيه باتفاقيات محيط دمشق. واستمر الروس بالاستفادة من ظرف الهدنة والضغط على سكان حي الوعر بهدف إنهاكهم بحيث يقبلون بتهجيرهم وبأقل الشروط الممكنة. ومع قرب أستانة 3، أصبح حي الوعر قاب قوسين أو أدنى من عملية تهجير شاملة، فيما ينتظر كل من أحياء القابون، وتشرين، وبرزة، شرق دمشق، الدخول في لعبة التهجير، التي ترعاها روسيا، من أجل إحكام السيطرة عليها وتهجير كل من يعارض النظام إلى خارجها في ظل هدنة إذا استمرت على هذا المنوال، فمن المتوقع أن يكون الهدف التالي هو غوطة دمشق التي تشهد بين الحين والآخر هجمات للنظام خرقاً للهدنة. إن موقف الفصائل المشاركة في اجتماعات أستانة حول وضع شروط على المشاركة في أستانة 3 هو الخطوة الأولى في الطريق الصحيح لإيقاف الخديعة الروسية للمعارضة ووضع حد لهذه المهزلة.
المساهمون