مناورات "البوليساريو" تهدد بنسف حوار جنيف بشأن الصحراء

08 يناير 2019
مناورات البوليساريو أمس جرت بمنطقة مهيريز (استيفانو مونتيسزي/Getty)
+ الخط -
يخشى مراقبون أن يعود ملف نزاع الصحراء إلى نقطة الصفر، خاصة بعد تحقيق "مكسب" الاجتماع في جنيف السويسرية بين أطراف القضية الأربعة (المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا)، ولا سيما عقب اقتحام عناصر عسكرية من جبهة البوليساريو مناطق عازلة في الصحراء.

وبعدما اعتقد كثيرون أن ملف نزاع الصحراء تمت حلحلته من خلال لقاءات جنيف، والتي تقرر اتباعها بجلسات حوار في الأسابيع القليلة المقبلة، عادت التكهنات بإجهاض هذه التحركات الدبلوماسية بعد مناورات عسكرية أجرتها عناصر البوليساريو، أمس، في منطقة مهيريز المنزوعة السلاح بموجب اتفاق أممي.

وأشرف زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، وقياديون آخرون، على انطلاق تدريبات عسكرية في الناحية العسكرية الرابعة بمهيريز، نفذتها "وحدات من مقاتلي الناحية العسكرية الرابعة من مشاة محمولة، ووحدات الدفاع الجوي والهندسة، ووحدات الإمداد والإسناد المختلفة للبوليساريو"، وفق وسائل إعلام موالية للجبهة.

وصرح قياديون عسكريون بالبوليساريو بأن هذه المناورات في منطقة مهيريز "تتوج سنة من الجهد والمثابرة والعمل المتواصل للجيش الصحراوي، كما تندرج في إطار التحضير للاستعداد القتالي، تجسيدا لشعار الرفع من مستوى الاستعداد لأعلى درجاته من خلال التنافس الذي تقدمه مختلف النواحي العسكرية الصحراوية"، وفق تعبيرهم.

وحول هذه المستجدات، قال المستشار الدبلوماسي والخبير في ملف الصحراء سمير بنيس، لـ"العربي الجديد"، إن المناورات العسكرية التي قامت بها جبهة البوليساريو داخل المنطقة العازلة المشمولة باتفاق وقف إطلاق النار تعد "خرقاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن 2414 و2440، التي عبر فيها مجلس الأمن عن انشغاله من وجود قوات البوليساريو في الكركرات، ودعا فيها الجبهة إلى الامتناع عن القيام بأي خطوات من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة العازلة".

ويرى بنيس أنه "من شأن هذه الاستفزازات التي قامت بها البوليساريو أن تضع مصداقية مجلس الأمن على المحك، فقرارات مجلس الأمن واتفاقية وقف إطلاق النار بهذا الخصوص واضحة ولا تدع مجالاً للجدل أو الاجتهاد"، مضيفاً أنه "حين خرج المغرب من المنطقة العازلة بعد التوصل إلى اتفاق التسوية عام 1991، لم يقم بذلك لترك المجال مفتوحا أمام البوليساريو من أجل التصرف في تلك المنطقة وبسط سيطرتها عليها، بل من باب حسن النية وتمهيد الطريق لبدء مسلسل التسوية الأممية".

وذهب المستشار إلى أنه "ينبغي على الدول الأعضاء أن تتصرف بحزم، لأن من شأن هذه المناوشات أن تشكل تهديداً لأمن واستقرار المنطقة".

المساهمون