إيران منتشية بتظاهرة حلفائها في العراق: رسالة لواشنطن

25 يناير 2020
اعتبر خامنئي التظاهرات مؤشر على "الكراهية" للولايات المتحدة(Getty)
+ الخط -
كانت إيران حاضرة بقوة في المظاهرات التي شهدتها العاصمة العراقية ومدن أخرى، أمس الجمعة، ضد الوجود الأميركي العسكري بالعراق، ليس فقط لجهة أن منظميها هم حلفاؤها، بل لرسائل أرادت طهران إرسالها لواشنطن من خلالها.

وأظهرت التغطيات الإعلامية الواسعة لهذه المظاهرات، في وسائل الإعلام الإيرانية الناطقة بالفارسية أو العربية، أو غيرها من اللغات، وتوعد السلطات الإيرانية، العسكرية والسياسية، على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، أن مظاهرات العراق جاءت في سياق عملية الرد على اغتيال قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني، من قبل طهران وحلفائها العراقيين، وهي عملية، تقول إيران إنها تنتهي بإنهاء الوجود الأميركي في المنطقة، بعدما وصل التنافس والصراع بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية في أكثر من ساحة إقليمية، وخصوصا العراق، إلى مرحلة "كسر العظم"، ليقول كل طرف للآخر "لم يعد لك مكان هنا".

وفي السياق، وبموازاة اهتمام إعلامي إيراني واسع بمظاهرات الحلفاء في العراق على مدى اليومين الماضيين، بدأت تخرج، اليوم السبت، تعليقات رسمية من إيران على هذه المظاهرات، حيث كتب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بتغريدة في حسابه على "تويتر" اليوم السبت، معتبرا أن التظاهرات مؤشر على "الكراهية" للولايات المتحدة في المنطقة والعراق.

وخاطب خامنئي الإدارة الأميركية قائلا إن "شعوب دول المنطقة تكره أميركا. أنتم في العراق ارتكبتم جرائم والشباب العراقيون يكرهونكم"، مختتما تغريدته بهذا التساؤل "لماذا لا يفهم الأميركيون ذلك؟".

كما أن نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اعتبر أن الاغتيالات "أشعلت شرارة نهاية الوجود الأميركي في المنطقة"، معتبرا أن مظاهرات العراق، أمس الجمعة، كانت "واسعة".

وأكد عراقجي أن سياسة الضغوط القصوى الأميركية على بلاده "منيت بفشل ذريع وبوضوح، لكن المتطرفين في البيت الأبيض لا يفهمون شيئا عن إيران ويصرون على توجههم".

وعلّق المتحدث الإيراني على تهديدات المبعوث الأميركي بشأن إيران، برايان هوك، الخميس الماضي، باغتيال خليفة سليماني، إسماعيل قاآني، إذا ما واصل السير على نهجه، قائلا إن "قليلي الخبرة في وزارة الخارجية الأميركية أصبحوا عميا، لدرجة لا يمكنهم رؤية المظاهرات الواسعة ويهددون باغتيال جنرال آخر".

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، قد دان، الخميس، تهديدات هوك، معتبرا أنها "بمثابة إعلان رسمي وكشف واضح عن إرهاب الدولة، تمارسه الولايات المتحدة الأميركية"، بحسب قوله.

وأضاف أن لجوء واشنطن إلى سياسة الاغتيالات "دليل على الضعف والارتباك والعجز"، داعيا المجتمع الدولي إلى التنديد بهذه السياسة.

وفي تصريحات أخرى له، اليوم، انتقد موسوي معاملة قوات الحدود الأميركية مع الرعايا الإيرانيين، معتبرا أنها "انتهاك واضح لحقوق الإنسان وتصرفات بدافع التمييز لأسباب عرقية وطائفية وقومية".

المساهمون