هايكو ماس متهماً الألمان بالكسل: انهضوا عن الأريكة وواجهوا العنصرية

03 سبتمبر 2018
تظاهرة "بيغيدا" في مدينة كيمنتس (أود آندرسون/فرانس برس)
+ الخط -
ذهب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أمس الأحد، خلال مقابلة أجرتها معه "بيلد ام سونتاغ"، إلى حد تقريع مواطني ألمانيا باتهامهم بـ"الكسل في الكفاح من أجل تثبيت الديمقراطية ومحاربة العنصرية". 

واعتبر ماس أنه "من المهم النهوض عن الأريكة وفتح الفم بوجه ما يجري". 

وأردف وزير خارجية ألمانيا، في سياق تصريحات عدد من السياسيين الألمان الذين يشعرون بنوع من "الفزع"، وفقا لـ"بيلد"، بشأن مجريات أحداث الاحتجاجات اليمينية في بلدهم، أن "جيلنا أخذ الحرية وسيادة القانون ودولة العدالة والديمقراطية كمنحة وهدية، فلم يقاتل من أجلها، بل اعتبرها عطاء طبيعيا". 

وجاءت تصريحات الوزير الألماني بعد يوم من احتجاجات، جرت السبت، بمشاركة ما يقدر بـ4 آلاف من مناصري اليمين المتشدد، استجابة لدعوة مشتركة بين حركة "بيغيدا" وحزب "البديل لأجل ألمانيا" اليميني المتشدد، وفقا للصحافة الألمانية، للاحتجاج ضد المهاجرين واللاجئين، في كيمنتس، بعد نحو أسبوع من مقتل رجل ألماني على يد شابين لاجئين. 

وشهدت كيمنتس أيضا، تحرك الآلاف من الشباب اليساري والمعارض للعنصرية، بالتزامن مع انتشار نحو ألفي شرطي في شوارع المدينة.

وأثارت الحادثة جدلا واسعا، فيما ترى الصحافة الألمانية أن اليمين المتطرف "قام باستغلالها لمصلحته كما يفعل حزب (البديل لأجل ألمانيا)"، وفقا لتقرير موسع عرضته "بيلد" أمس الأحد.

ويأتي تحذير وزير الخارجية الألماني على خلفية شيوع ما يشبه حالة شرعنة لمشاركة النازيين الجدد في التحركات الاحتجاجية لحزب "البديل"، وانتشار الخطاب المتطرف، بحجة "الغضب"، و"أن ما يجري هو ردة فعل على حادثة القتل". 

وتعرضت الشرطة الألمانية، الأسبوع الماضي، لانتقادات عنيفة، إذ اتهمت بـ"التراخي" في مواجهة حركة اليمين المتطرف في شوارع كيمنتس، في الوقت الذي عانى الصحافيون الألمان من انتشار "العدائية" والهتافات المسيئة بحق مؤسساتهم التي يتهمها اليمين المتطرف بـ"التحيز" و"قلب الحقائق".

واستعرضت "شبيغل أونلاين"، مساء الأحد، ما اعتبرته "علاقة حزب البديل بالحركة النازية"، معتبرة أن "دعم الحزب للنازيين ليس جديدا، فعدد من برلمانييه أصلا لهم جذور في اليمين المتطرف، وثمة تقارير كثيرة تتحدث عن العلاقة مع الحركة القومية الألمانية" (النازيون الجدد). 

 وأضافت الصحيفة أن "دعوة التظاهر نهاية الأسبوع، بشكل مشترك بين (بيغيدا) و(البديل)، تحت عنوان مسيرة صامتة، وتأسيس (حركة مواطني كيمنتس)، تؤكد أن (البديل) يظهر نفسه متجها أكثر فأكثر نحو اليمين المتطرف". 


واستعرضت "شبيغل" عددا من "الاستفزازات التي يكررها (البديل) لإظهار تقاربه مع النازيين، من خلال الهجوم على السياسيين والتحريض عليهم، على غرار ما فعله ألكسندر غاولاند بالتحريض على البرلماني من يسار الوسط الاجتماعي الديمقراطي، أيدان أوزيغوس، وتكرار تصريحاته المعجبة بالفترة النازية، ورفضه النصب التذكاري لضحايا النازية بتسميته نصب العار، وقوله إن البلد يشهد تحولا عرقيا".

ولم يختلف وزير الخارجية السابق وزعيم الاجتماعي الديمقراطي، سيغمار غابرييل، في موقفه الرافض لتحركات اليمين المتطرف في بلده، إذ دعا، في لقاء مع "بيلد"، ضمن محاورة السياسيين المخضرمين حول ما يجب فعله أمام الأحداث الأخيرة، إلى ضرورة "تدخل مؤسسات الدولة بأقصى درجات التصميم والقسوة ضد هؤلاء الإرهابيين"، في إشارته إلى الحركة النازية واليمين المتطرف العنفي.​

المساهمون