نقلت وسائل إعلام عن مصادر أمنية قولها إنّ مليشيات عراقية تعرّضت، ليل الأربعاء، لقصف جديد من قبل طائرات مجهولة، في منطقة البوكمال الواقعة في الجانب السوري من الحدود العراقية السورية.
ونقلت وسائل إعلام عن هذه المصادر أنّ القصف استهدف موقعاً لمليشيا "فاطميون"، وهي خليط من مسلحين عراقيين وأفغان، وتوجد على الشريط الحدودي العراقي السوري، ما أوقع قتلى وجرحى.
وتُعدّ عملية القصف هي الثانية التي تستهدف مواقع مليشيا "فاطميون"، والثالثة ضد مقرات المليشيات العراقية داخل الحدود السورية خلال أقلّ من أسبوع.
وتوجَّه اتهامات للاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء هذه الهجمات، وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في وقت سابق، إنّ غارات جوية استهدفت مواقع للمليشيات قرب الحدود العراقية السورية، الثلاثاء الماضي، مشيرة إلى أنّ الإعلام العراقي نسب القصف لإسرائيل.
إلا أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، قال إنّ التحقيقات بعمليات الاستهداف المتكرّرة لمقرات الفصائل العراقية لا تزال مستمرة، مشيراً في حديث مع عدد من الإعلاميين، مساء الأربعاء، إلى عدم امتلاك بلاده أدلة تثبت تورط اسرائيل بالقصف، وأنه يسمع عن ذلك في وسائل الإعلام لكن من دون أدلة ملموسة يمكن تقديمها إلى مجلس الأمن، في حال أراد العراق التقدم بشكوى.
إلى ذلك، قال عضو البرلمان عن تحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي)، فاضل الفتلاوي، إنّ ملف الاستهداف الصهيوني لـ"الحشد الشعبي"، لم يُغلَق، مؤكداً، في تصريح صحافي، أنّه "من المنتظر أن تصل نتائج التحقيقات إلى لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، بهدف عرضها على مجلس النواب، لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحق الجهات المعتدية".
وشدد على أنّ "قصف مقرات الحشد أمر لا يمكن نسيانه، وأن التحقيقات مستمرة في ظل وجود لقاءات مع كبار المسؤولين من أجل اتخاذ موقف مناسب"، مضيفاً أنّ"جميع القوى السياسية واعية لطبيعة المؤامرة ضد العراقيين، لأن الاستهداف الصهيوني للحشد يمثل استهدافاً للعراق وشعبه، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه".
في غضون ذلك، قالت مصادر في حرس الحدود العراقي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ "الفصائل المسلحة العراقية المتمركزة في الشريط الحدودي بين العراق وسورية، من جهة مدينة القائم العراقية، اتخذت إجراءات احترازية تحسباً لتعرضها لهجمات مماثلة من قبل الطيران المسيّر المجهول"، مشيرة إلى "قيامها بتغيير مواقع وجودها أكثر من مرة خلال هذا الأسبوع".
والثلاثاء الماضي، قالت مصادر مقربة من "الحشد الشعبي" في بلدة القائم العراقية، إنّ عناصر عدة من فصيل عراقي مسلّح يوجد في بلدة البوكمال المحاذية من الجانب السوري، قضوا بتفجير داخل مبنى مهجور تابع للمؤسسة العامة للصرف الصحي السورية، ويقع جنوب شرقي المدينة وتتخذه المليشيا مقراً لها.