طهران تدين
قالت وزارة الخارجية الإيرانية، بحسب ما نقل التلفزيون الإيراني، إنّ "طهران تؤيد حق سورية في الدفاع عن نفسها في مواجهة عدوان إسرائيل"، متهمة المجتمع الدولي بـ"التزام الصمت إزاء الهجمات الإسرائيلية على سورية"، الحليف الرئيسي لطهران في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إنّ القصف الإسرائيلي لسورية "يؤكد أنّ الكيان الصهيوني لا يستطيع أن يضرب أمن واستقرار المنطقة"، معتبراً أنّ "إسرائيل ترى تحقق أمنها في زعزعة أمن الإقليم".
وذكرت وكالة "مهر" الإيرانية، أنّ قاسمي شجب ما وصفه بـ"العدوان الصهيوني" على سورية، معتبراً أنّه "اعتداء على سيادتها".
وذكر قاسمي أنّ "القصف المكرر لسورية، يستند لمبررات مصطنعة لا أساس لها من الصحة، ويشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية".
وقد انتقد قاسمي، البيان الصادر عن "منظمة التعاون الإسلامي" الذي لم ينتقد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، معتبراً أنّ "هذا الموقف داعم للخطوة السخيفة للحكومة الأميركية"، على حد وصفه.
واعتبر قاسمي أنّ "بيان المنظمة غير مسؤول وينقض معايير حيادية الأمانة العامة فيها، ويتناغم والسياسات الأميركية المعادية للإسلام، وسلوك الكيان الصهيوني والسعودية، وهذا يعني تراجعاً لدور ومكانة هذه المنظمة"، كما قال.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أكد أمس الخميس، في بيان، أنّه ضرب، ليل الأربعاء الخميس، عشرات الأهداف العسكرية الإيرانية في سورية، رداً على إطلاق صواريخ نسبه إلى إيران ضد مواقعه في هضبة الجولان المحتلة.
واستهدفت العملية، التي تُعتبر الأكبر لجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد أهداف إيرانية في سورية منذ 2011، مصدر إطلاق صواريخ ومنشآت استخبارية ولوجيستية ومستودعات، بحسب البيان.
وأعلن وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس، في كلمة أمام مؤتمر هرتسليا الأمني قرب تل أبيب، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي ضرب "كل البنى التحتية الإيرانية تقريباً في سورية"، متوعداً إيران بالقول إنّ إسرائيل "لن تسمح" لطهران بتحويل سورية إلى قاعدة أمامية ضدها.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي "استخدم 28 طائرة وأطلق 70 صاروخاً خلال ضرباته الكثيفة التي نفذها ليلاً على مواقع في سورية"، موضحة أنّ "الدفاعات الجوية السورية اعترضت ودمرت نصف تلك الصواريخ".
وأسفرت الضربات الإسرائيلية على عدة مناطق في سورية، عن مقتل 23 مقاتلاً على الأقل، بينهم خمسة من قوات النظام السوري، و18 عنصراً من القوات الموالية له، حسبما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أمس الخميس.
وأعقب الضربات صدور مواقف دولية، أمس الخميس، أبرزها من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، إضافة إلى روسيا حليفة النظام السوري، تدعو "لوقف التصعيد" بين إسرائيل وإيران، على خلفية الضربات في سورية.
ليبرمان
في مقابل الموقف الإيراني المندد بالضربات الإسرائيلية التي استهدفت سورية، كان لوزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تصريحٌ جديدٌ اليوم، دعا فيه نظام بشار الأسد للتخلي عن إيران، "حتى يعود إلى حياة عادية".
وقال ليبرمان، خلال جولة تفقدية في مستوطنات الجولان المحتل، إنه "ينبغي ضرب الحديد وهو ساخن، وعليه فإن رسالته للأسد هي: اطردِ الإيرانيين وأَخرجْ قاسم سليماني، وفيلق القدس، فهم لا يساعدونك بل يضربون، ووجودهم لا يؤدي إلا إلى مشاكل وأضرار، أخرجوا الإيرانيين، وعندها سيكون ممكناً فعلاً الانتقال للعيش حياةً أخرى".
ودعا ليبرمان خلال الجولة، هو الآخر وفق موقف الجهات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، إلى عدم المبالغة في تبعات الجولة الأخيرة مقابل إيران، معتبراً أنه "لا خطأ يماثل خطأ النشوة والتكبر، لقد وقع حدث لا أعتقد أنه أنهى كافة المشاكل وكل التوترات والاحتكاك، يجب وضع الأمور في نصابها الصحيح".
كما تطرق إلى تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، بأن طهران "غير معنية بالتصعيد"، فقال إن "هذه رسالة مهمة وآمل أنها ليست مجرد كلام معسول بل رسالة حقيقية، نحن لا نبحث عن أي احتكاك، ولا أي مواجهة إضافية مع أي طرف".
وكان روحاني قد أعلن في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم، إن بلاده "لا ترحب بتشديد التوتر في المنطقة".
ورداً على ذلك، قال ليبرمان "لم نأتِ للحدود مع إيران، هم الذين جاؤوا إلى هنا، إذا ترجمت هذه الرسالة لسياسة عملية، فسيكون ممكناً أخيراً أن نقول إن شيئاً جيداً صدر من هذا الاتجاه".
مع ذلك، قال ليبرمان إنه في حالة وجود "قنبلة موقوتة، أو إذا حاول أحد ما تنفيذ عملية ضد دولة إسرائيل أو إطلاق صواريخ، سنحاول دائماً استباقه".