بُعيد ساعات قليلة من توجيه زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر دعوة إلى أنصاره لتنظيم تظاهرات وصفها بـ "المليونية" للمطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق، وجّه عدد من زعماء المليشيات المرتبطة بإيران، اليوم الثلاثاء، دعوات مماثلة عبر بيانات صدرت عنهم بطريقة متزامنة، في مؤشر على اتفاق مسبق حيال الخطوة التي فُسّرت على أنها ورقة ضغط جديدة للقوى الحليفة لإيران في العراق حيال الوجود الأميركي.
وأعلن زعيم مليشيا "بدر"، هادي العامري، عن تأييده التظاهرات التي دعا إليها الصدر للمطالبة بخروج الأميركيين، بحسب بيان لمكتبه قال إن العامري يدعو جميع العراقيين إلى المشاركة في التظاهرة.
كذلك دعا زعيم مليشيا "النجباء"، أكرم الكعبي، أنصاره "إلى المشاركة في التظاهرة المليونية، متوحدين تحت راية العراق ذي السيادة".
وطلب زعيم مليشيا "بابليون"، ريان الكلداني، من أتباعه المشاركة في التظاهرة التي دعا إليها الصدر، بهدف الدعوة إلى خروج القوات الأميركية، ونقلت وسائل إعلام عن الكلداني دعوته لأنصاره إلى الاحتشاد تحت راية العراق، والقول "لا للاحتلال".
وفي السياق، قال الأمين العام لمليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي إن الشعب يجب أن يوصل رسالته إلى العالم، مضيفاً في تغريدة عبر "تويتر": "إلى أبناء شعبنا الأبي، الآن المطلوب موقفكم الوطني في إرسال رسالة لكل العالم أن في العراق شعباً يأبى الذلة والهوان، ويرفض الاحتلال والعدو".
إلى ذلك، قالت مصادر مقربة من "الحشد الشعبي" لـ"العربي الجديد" إن الآلاف من عناصر "الحشد" سيشاركون في التظاهرات المرتقبة، للتعبير عن رفضهم الوجود الأميركي في العراق، موضحة أن التظاهرات التي يجرى التنسيق بصددها بين الصدر وقادة الفصائل المسلحة لن تقتصر على بغداد، بل ستمتدّ إلى محافظات جنوبية أخرى.
وتلقت ساحات الاحتجاجات الشعبية أنباء تحشيد الصدر والمليشيات لتظاهرات في هذا الظرف الحساس بالشك والريبة.
ورأى ناشطون في ساحة التحرير في بغداد أن نزول عناصر المليشيات إلى ساحات التظاهر سيحمل كثيراً من المخاطر، كون بعض الفصائل المسلحة متهمة بتنفيذ جرائم قتل واختطاف وتهديد ضد المتظاهرين، مؤكدين لـ "العربي الجديد" أنهم يخشون من وجود أجندات خفية تقف وراء تلك التظاهرات، لا سيما أن مؤيديها هم زعماء مليشيات متهمون باستهداف المتظاهرين.
أما الناشط في ساحة اعتصام الحبوبي في ذي قار جنوباً، محمد سعد، فاعتبر أن الدعوة إلى هذه التظاهرات تمثل مناورة جديدة من قبل قادة المليشيات من أجل خلط الأوراق، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أن الداعين إلى هذه "المليونية"، كما يصفونها، لديهم أكثر من غرض، أهمها وأخطرها إجهاض الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت منذ أكثر من ثلاثة أشهر، فضلاً عن محاولة تحقيق نصر مزعوم لها، بعد أن فشلت في تنفيذ تهديداتها باستهداف القوات الأميركية في العراق رداً على مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، ونائب رئيس مليشيات "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس بضربة أميركية في بغداد.