جيش الاحتلال الإسرائيلي يوصي بعودة تدريجية للعمل

13 ابريل 2020
كورونا متفشٍ في العديد من المستوطنات (Getty)
+ الخط -
في الوقت الذي يستمر فيه الجدل بين وزارة المالية وقطاعات الصناعة والتجارة من جهة ووزارة الصحة من جهة أخرى في دولة الاحتلال الإسرائيلي حول وتيرة إعادة الحياة الطبيعية قبل تفشي جائحة كورونا، طرح جيش الاحتلال توصيات تدعو إلى عودة تدريجية، وسط تصنيف المناطق الجغرافية والبلدات الإسرائيلية تبعاً لدرجة الخطورة، من حيث انتشار المرض، ووتيرة إعادة الحياة فيها تبعاً لدرجة انتشار المرض فيها.

ووفقاً للإذاعة الإسرائيلية والموقع "يديعوت أحرونوت"، فإن جبهة القيادة الداخلية وضعت مقاييس عدّة لتحديد تصنيف البلدات المختلفة تبعاً لسلوك السكان، ونسبة المسنين، وأداء السلطة المحلية.

وصنف الجيش 12 مدينة في فلسطين المحتلة بأنها "حمراء"، من حيث درجة انتشار الوباء فيها، مع إبقاء القيود على الحركة والخروج من البيت في بلدات من دون غيرها، وعدم فرض القيود على كافة الأراضي المحتلة كوحدة واحدة.

وقال قائد الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال، الجنرال تمير يدعي، في لقاء مع الصحافيين الإسرائيليين، اليوم الإثنين، إن ما تسمونه في الإعلام استراتيجية الخروج من الأزمة نسميه في الجيش استراتيجية مواجهة الأزمة، وذلك لمنع مراكمة الوهم بما قد يحدث في الأراضي المحتلة بعد العيد (إشارة إلى عيد الفصح اليهودي).



وأضاف "نحن نؤيد التوجه التفاضلي الذي يفاضل بين السلطات المحلية والمدن المختلفة، حتى يتمكن قسم منها من العودة تدريجياً لسوق العمل، ونحن نعي المشاكل المصاحبة للأزمة في بعدها الاجتماعي والاقتصادي والناجمة عن فرض الإغلاق".

ولفت يدعي إلى أن الجيش نقل في الأيام الأخير فرقتين عسكريتين إلى مدينة القدس، لمساعدة الشرطة الإسرائيلية في فرض تعليمات الإغلاق على 17 حياً في المدينة، بفعل نسبة الإصابات العالية فيها.

كما يقوم الجنود، بحسب يدعي، بعمليات توزيع الطرود الغذائية على الأحياء المغلقة، حيث ينتظر أن يقوموا غداً بتوزيع نحو 60 ألف طرد غذائي في مدينة القدس المحتلة ونحو 100 ألف طرد في مدينة بني براك الحريدية، التي لا تزال تخضع للإغلاق ومنع الخروج منها أو الدخول إليها، وتم لغاية الآن توزيع نحو مليون طرد غذائي في هاتين المدينتين لنحو مليون شخص.

ويستعد الجيش لزيادة المساعدات التي يقوم بها أيضاً لبلدات ومدن إسرائيلية أخرى في حال قررت الحكومة الإسرائيلية فرض الإغلاق على بلدات أخرى ترتفع فيها نسبة الإصابة بجائحة كورونا، ومن بين هذه البلدات مستوطنات بيتار عيليت ومودعين ومدينة بيت شيمش.

ومع استمرار فشل حكومة الاحتلال في رفع عدد الفحوصات الطبية للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، فإن قيادة الجهة الداخلية تستعد للدفع بأعداد كبيرة من الجنود للمشاركة في مراقبة الفحوصات وتسييرها، بالرغم من فشل الجيش والسلطات المختلفة لغاية الآن في إقناع نحو 4000 مصاب بالمرض في مدينة بني براك وباقي المدن الحريدية الأخرى بالخروج من بيوتهم والانتقال إلى المراكز الفندقية الخاصة لعلاج المصابين بالفيروس ومنع نقلهم العدوى لأبناء أسرهم.



وتواجه قيادة الجبهة الداخلية معضلة أخرى في إلزام العائدين من الخارج بالانتقال إلى مراكز الحجر الصحي. وينتظر أن يتم استئجار 6 فنادق إضافية لتحويلها إلى مراكز للحجر الصحي لنحو 2500 إسرائيلي عادوا، أخيراً، من الخارج، ويتعين عليهم بموجب قرار من الحكومة الانتقال إلى مراكز الحجر الصحي.

ووفقاً لتقديرات قائد الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال، فإنه "من الواضح أننا أمام حدث طويل الأمد يتوقع أن يرافقنا على الأقل في العام الحالي مع موجات مد وجزر. نحن نعي الحاجة لإعادة المرافق الاقتصادية إلى العمل، وعليه نرفع توصياتنا للمستوى السياسي".