ليبيا... المأزق

13 يناير 2016
لا يمكن بناء وحدة ضد "داعش" بلا حل سياسي(Getty)
+ الخط -
قضت مفوّضة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني يوماً كاملا في تونس تناقش الأوضاع الليبية، مع حكومة الوفاق المقترحة وأعضاء الحوار الوطني، وخرجت في الندوات الصحافية تعبّر عن تفاؤل وتلمّح إلى أولويات وتحاول بكل حنكتها الديبلوماسية أن تتفادى أسئلة مشروعة اليوم عن الوضع في ليبيا: هل ستتدخلون عسكرياً؟  كيف السبيل لإيقاف داعش؟ ورغم تصريحها المباشر بأن الدعم الأوروبي سيكون "لوجيستياً وتقنياً" وأنه "لن يكون هناك تدخل على الأرض"، فإن التقارير الإعلامية المتعددة تشير إلى حماسة دول أوروبية كثيرة واستعدادها لإرسال جنود للحد من خطر تمدد "داعش" بعدما بانت نواياه في السيطرة على أهم ما في ليبيا في عيون الغرب، النفط.

غير أن المأزق الحقيقي في ليبيا اليوم هو التباين الواسع ما بين التصريحات السياسية، وما بين ما يحدث فعلياً على الأرض. الإجابة على موغيريني جاءت بعد سويعات قليلة من ليبيا، عندما تعرض موكب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج إلى إطلاق نار قبيل دخوله إلى مدينة مصراتة عائداً من زليتن، بعد تقديمه لواجب العزاء في ضحايا الاعتداء الإرهابي الأخير. هل يمكن الحديث عن وحدة ليبية حقيقية خارج الفنادق، ما بين الشوارع والأزقة التي ينتشر فيها السلاح، وتتباين فيها المجموعات؟ وهل يمكن أن يكون حديث مارتن كوبلر واقعياً حين يتحدث عن دخول حكومة الوفاق إلى طرابلس؟

هل يمكن بناء وحدة في وجه "داعش" من دون إيجاد حل سياسي مع المتحاورين؟ أخيراً، هل يمكن فرض كل ذلك بالقوة فقط، والإصرار على معاقبة الخارجين عن وفاق الصخيرات بدل إدماجهم في مسار الحوار؟ عموماً، تسير الأمور حتى الآن في اتجاه المأزق، ومن يدري، فلعله مأزق مقصود غايته شرعنة شيء ما. يبدو أن الجميع سيعود إلى روما من جديد، فقد أكدت وزارة الخارجية الإيطالية أن مؤتمراً دولياً بشأن ليبيا سيعقد في 19 يناير/ كانون الثاني الحالي، بحضور ممثلين عن الدول التي شاركت في مؤتمر روما الأول في 13 ديسمبر/ كانون الأول الماضي. لكن هل ينجح الاجتماع هذه المرة في النزول من مرتفعات روما إلى أرض طرابلس؟
دلالات
المساهمون