أزمة الانتخابات العراقية: بوادر صراع بين الحكومة ومفوضية الانتخابات

18 مايو 2018
تصاعد الشكاوى والطعون بشأن عمل مفوضية الانتخابات (راينر زينسن/Getty)
+ الخط -



كشف مصدر حكومي مطلع عن احتمال اتخاذ رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ما وصفها بـ"إجراءات عدة تضمن التحقق من نزاهة الانتخابات" التشريعية العراقية التي جرت السبت الماضي، في ظل تصاعد الشكاوى والطعون بشأن عمل مفوضية الانتخابات. 

وأوضح المصدر لـ"العربي الجديد"، أن "العبادي قد يحيل ملف الانتخابات إلى القضاء، في حال ثبت بالفعل وجود تلاعب بأصوات الناخبين، وإذا لم تستجب المفوضية لدعواته بحل جميع الطعون وفقا للدستور والقانون".

وأضاف المصدر أن "مفوضية الانتخابات هيئة مستقلة وفقا للدستور، ولا يمكن لرئيس الوزراء التحكم بقراراتها، لكنه يمكن أن يدعوها ويحثها ويحيل أية ملفات مثيرة للجدل في عملها إلى القضاء ليقول كلمته الفصل"، مشيراً إلى "تلقي العبادي عدداً كبيراً من الشكاوى والطعون بشأن عمل مفوضية الانتخابات، الذي يشكك به أكثر من طرف".

وفي السياق، أكد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أن الأنباء التي تحدثت عن تعرض عدد من أعضاء مفوضية الانتخابات للتهديد "غير صحيحة"، موضحاً في بيان، أن "العبادي اتصل هاتفياً بالأعضاء الذين قيل إنهم تعرضوا للتهديد ونفوا ذلك".

وأوضح أن "المفوضية أرسلت كتاباً رسمياً بشأن تعرض عضوين فيها للتهديد، لكنها لم تذكر في كتابها نوع التهديد، ومن هي الجهة التي قامت بذلك، كما أن الأجهزة الأمنية لم تستلم أي إشعار بوجود تهديد قبل الإعلان عن ذلك في وسائل الإعلام"، مبينا أن "رئيس الحكومة، وبصفته القائد العام للقوات المسلحة، أمر بالتحقيق الفوري في التهديدات المذكورة، وتم الاتصال بعضوي مجلس المفوضية معتمد الموسوي وسعيد الكاكائي للتأكد من تعرضهما للتهديد".


وأشار إلى أن عضوي مجلس المفوضية المذكورين نفوا التهديد، إذ قال الموسوي إنه لم يتعرض للتهديد، ووصف ما يجري بأنه "حملة إعلامية" في إحدى القنوات الفضائية، موضحا أن القوات العراقية توفر له "الحماية الكافية"، كما لفت إلى أن الكاكائي نفى هو الآخر تعرضه للتهديد مع أسرته.

وشدد بيان مكتب العبادي على ضرورة "توخي الدقة والحذر" من قبل مفوضية الانتخابات في عملية نقل المعلومات "من أجل عدم التسبب في إرباك الأوضاع الأمنية في هذه الفترة الحساسة". 

وكان عضو مجلس مفوضية الانتخابات العراقية سعيد الكاكائي قد عقد مؤتمراً صحافياً، الأربعاء الماضي في بغداد، نفى فيه حديث المفوضية عن تعرضه للتهديد من قبل جهة سياسية، مؤكداً أنه "قدم اعتراضات على نتائج الانتخابات العراقية، وطالب بإعادة فرز وعدّ يدوي، لكن المجلس لم يأخذ بها". 

وأشار الكاكائي إلى أن "إجراءات المفوضية خلقت عدم القناعة لدى العديد من الأحزاب والكيانات المشاركة في العملية، التي أصبحت لديها شكوك وطعون حول النتائج الأولية". 

وأضاف عضو مجلس المفوضين أن "بيان المفوضية حول تعرضي للتهديد من حزب متنفذ محض افتراء"، مشدداً على أنه سيقوم بكشف الحقائق "بمحض إرادته".