"لا والنبي يا عبدو"... حملة رافضة للسيسي تواجه "عشان تبنيها"

13 نوفمبر 2017
باعة جائلون تجمعوا لتلقي التموينات ودعم حملة السيسي(العربي الجديد)
+ الخط -
أطلق كيان مناهض للنظام المصري، يدعى "المجلس المصري للتغيير"، حملة ساخرة، تهدف لمنع ترشح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، للرئاسة، تحت عنوان "لا والنبي يا عبدو"، في مواجهة حملة "عشان تبنيها"، التي تقف وراءها أجهزة سيادية، وتدعو السيسي للترشح لولاية ثانية.

واقتبس المجلس المعارض اسم حملته من مطلع أغنية من الفلكلور المصري للمطربة الشعبية خضرة محمد خضر، مؤكدًا أنه "لا يعترف بالسيسي، ولا يقرّ به كرئيس حتى يدعوه لعدم الترشح للرئاسة مرة ثانية، ولكنه يطالبه بإنهاء حقبة العسكر في مصر، بعدما جاء هو على ظهر الدبابة"، بحسب استمارة الحملة، التي أعدها المجلس لجمع التوقيعات الشعبية عليها.

ودعا المجلس السيسي لتسليم حكم مصر للمصريين، قائلًا "علشان الناس مش لاقيه تاكل"، و"علشان الجنيه مبقاش له قيمة"، و"علشان الناس بتموت كل يوم في المواصلات والعبارات والكمائن والبيوت"، و"توحّش الشرطة وجشعها وفساد أفرادها".

ومضى الكيان المعارض معدّدًا الأسباب التي دفعته لإطلاق تلك الحملة، بحسب ما جاء في الاستمارة، قائلًا: "علشان مفيش لا صحة ولا تعليم ولا شغل ولا أمن ولا حتى أكل، علشان مياه النيل اللي ضاعت والمجاعة اللي على الأبواب، علشان الإرهاب اللي انتشر وسينا اللي بتضيع، علشان تيران وصنافير اللي اتباعت، وعلشان مصر اللي بتتسلم لإسرائيل، عشان آلاف المعتقلين والشهداء واللي بيختفوا كل يوم، علشان مبقاش فيه أمل في بكره، وعلشان مصر تعيش السيسي لازم يغور"، وفق النصّ الذي جاء في الاستمارة.


يأتي ذلك في وقت بدأت فيه بعض الجهات الحكومية بتحويل موظفيها والعاملين فيها الرافضين توقيع الاستمارات الداعية إلى ترشيح السيسي لولاية ثانية للتحقيق الإداري، وتوقيع الجزاءات عليهم.

ومن أبرز تلك الحالات، كانت تحويل أحد المدرسين بمدرسة الاتحاد القومي الابتدائية، التابعة لإدارة غرب القاهرة التعليمية، ويدعى ياسر محمد محمود عفيفى، للتحقيق بسبب رفضه التوقيع على استمارة بعنوان "كلنا معاك" لدعم السيسي للترشح لولاية ثانية.

وذكر مدير المدرسة، ويدعى هشام عثمان، في خطاب التحويل للتحقيق، أنه "يحوّل الأستاذ ياسر محمد محمود عفيفي للشؤون القانونية لامتناعه عن توقيع استمارة كلنا معاك للسيد رئيس الجمهورية لاتخاذ اللازم ضده".

وسمحت أجهزة الأمن بتجمهر عدد من البسطاء والباعة الجائلين بموقف سيارات الأجرة في منطقة أحمد حلمي بوسط القاهرة، والتي تعد واحدة من أكثر مناطق العاصمة ازدحامًا، رافعين لافتات كتبت عليها عبارات تدعو السيسي للترشح للرئاسة.

ووقف العشرات من الباعة الجائلين والبسطاء، الذين تجمّعوا للحصول على أكياس بها مواد تموينية، التموينات يتمايلون على صوت مطرب شعبي مغمور، يردد أغنية أنتجتها إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة للفنان الشعبي شعبان عبد الرحيم للترويج لترشيح السيسي لولاية ثانية في الانتخابات المقرر لها خلال الربع الأول من 2018.

إحدى السيدات اللائي احتشدن خلال التظاهرة التي جاءت تحت حراسة الأمن المصري، قالت لـ"العربي الجديد": "السيسي كدا كدا هينجح ومش هيسيبو حد يدخل قدامه الانتخابات.. واحنا عايزين ناكل عيش ولو معملناش كدة مش هيسبونا نسترزق في الشارع".

ورفع المحتشدون بميدان أحمد حلمي لافتات تم توزيعها عليهم كتب عليها: "احنا لينا حق عليك.. اترشح تاني الله يخليك".

في السياق ذاته، تواصلت الحملة الخاصة بتشويه المرشحين المحتملين للرئاسة القادمة، في وقت تخشى دوائر السلطة المصرية من تحركات للمرشح الرئاسي السابق المتواجد في الإمارات، أحمد شفيق.

وعلى صفحة كاملة بصحيفة "روز اليوسف" الحكومية (اليومية)، شنّ رئيس تحرير الصحيفة الورقية، الكاتب أحمد باشا، هجومًا عنيفًا لم يخلُ من السباب والإهانات لشفيق، واصفًا تعليقات المرشح الرئاسي السابق الأخيرة بـ"الضوضاء"، ومؤكدًا أنه "فضّل الهروب خارج مصر".

وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من صدور حكم قضائي يقضي برفع اسم شفيق من قوائم ترقب الوصول، فإن رئيس الوزراء الأسبق يخشى، بحسب مقربين منه، من تلفيق اتهامات جديدة له فور عودته لمصر من جانب النظام الحالي.