تقارب عراقي سعودي جديد برعاية أميركية

20 أكتوبر 2017
الرياض تحاول الاستفادة من الدعم الأميركي (درو انغرير/ Getty)
+ الخط -
مجددا عاد الدفء إلى العلاقات العراقية السعودية بعد فتور واضح بالأسابيع الماضية نتيجة خلافات حادة داخل التحالف الوطني الحاكم بالعراق، الذين يشترطون فتح ملف الإرهاب واعتذار السعودية عما تسببه المئات من مواطنيها بعمليات انتحارية في العراق، وحل ملف مواطني البلدين المعتقلين منذ سنوات.

ويأتي ذلك وسط حديث عن دعم أو دفع أميركي لإعادة العلاقات إلى زخمها الذي شهده شهر يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز الماضيان بزيارات متبادلة بين البلدين، وفتح الحدود واستئناف الرحلات الجوية والاتفاق على فتح قنوات تجارية مشتركة، فضلا عن تشكيل مجلس أطلق عليه "مجلس التنسيق السعودي العراقي لتطوير العلاقات".

ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، السعودية مطلع الأسبوع المقبل للمشاركة في أول اجتماع للمجلس وفقا لبيان صدر عن مكتب الأخير الخميس، جاء فيه أن العبادي تلقى اتصالا هاتفيا من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لزيارة الرياض الأسبوع المقبل والمشاركة بالاجتماع التنسيقي الأول.

هذا التنسيق لا يبدو شأنا إقليميا محضاً بعد إعلان وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، أن الوزير ريكس تيلرسون، سيشارك في اجتماعات مجلس التنسيق السعودي-العراقي، موضحة في بيان أن الوزير الأميركي سيلتقي قيادات سعودية لبحث عدد من القضايا الإقليمية.

وضمن إطار التنسيق العسكري بين العراق والسعودية وصل، الأربعاء الماضي، رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق الركن عثمان الغانمي، إلى الرياض في زيارة رسمية بحسب وزارة الدفاع العراقية، التي أكدت أن الزيارة تمت بدعوة من رئيس الأركان العامة في القوات المسلحة السعودية، عبد الرحمن بن صالح.

مصادر حكومية عراقية في بغداد، من بينها مسؤول في وزارة الخارجية، أكدت لـ"العربي الجديد" أن جهودا كبيرة لمسؤولين أميركيين بذلت في عقد الاجتماع العراقي السعودي بالتزامن مع زيارة تيلرسون، رغم أنه كان مقررا في منتصف الشهر المقبل، حيث تم تقديم الموعد بشكل مفاجئ رغم عدم استعداد رئيس الحكومة للمشاركة بسبب الوضع الداخلي وتحركات الجيش في المناطق المتنازع عليها، وأزمة تسمية أعضاء جدد لمفوضية الانتخابات.

وأضافت المصادر ذاتها أن الجانب الأميركي يحاول حل أغلب الملفات العالقة الأمنية والاقتصادية، فضلا عن تشجيعه العراق في حل مسألة أنبوب النفط العراقي السعودي المتوقف منذ عام 1991 واستئناف التصدير عبر ميناء ينبع بشكل يجعل من أنبوب النفط العراقي التركي عبر جيهان التركي ثانويا.

ويرى أستاذ الاستراتيجية في جامعة النهرين، علي البدري، أن عودة الدفء للعلاقات العراقية السعودية تسير بوتيرة متصاعدة، بفضل أميركي عاد مجددا لدفعها إلى الأمام، مؤكدا لـ "العربي الجديد" أن الفترة الماضية شهدت فتورا لتعود مجددا الآن بشكل مفاجئ مع زيارات متبادلة لوزراء ومسؤولين من الدولتين.



من جانبه، اعتبر عضو التحالف الوطني، منصور البعيجي، زيارة العبادي المقبلة للسعودية بأنها مقيدة بالبرلمان في أي اتفاق يتوصل إليه هناك.

وأضاف البعيجي لـ"العربي الجديد": "لدينا مشاكل مع السعودية وأدلة على دعمها الإرهاب طيلة السنوات الماضية، ويمكن القول إنه من غير السهل فتح صفحة جديدة معها دون اعتذار رسمي وتعويض لأسر الضحايا العراقيين، وتصويت داخل البرلمان العراقي على أي اتفاق جديد مع السعودية يتوصل إليه رئيس الوزراء بزيارته المقبلة للرياض".