وكان اللقاء الذي بثّه تلفزيون العربي مع بشارة يوم الاثنين الماضي، 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، قد أثار عدة تساؤلات حول الآراء التي طرحها عن الاحتجاجات التي تجتاح العراق ولبنان والجزائر حالياً وعن مآلاتها بحسب وجهة نظره، لا سيما دعوته لشعوب الدول الثلاث إلى التفاوض مع السلطات الموجودة لحثها على القيام بإجراءات إصلاحية، طالما أن الثورات، في هذه الدول، لا تملك قيادة لاستبدال الموجودة، وحتى لا تتحوّل إلى حركات شعبوية يتم القضاء عليها في النهاية من قبل أحزاب السلطة المنظمة.
ويستقبل التلفزيون العربي أسئلة الجمهور الموجهة إلى الدكتور بشارة على البريد الإلكتروني: info@alaraby.tv، أو عبر صفحات التلفزيون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار بشارة في اللقاء السابق إلى أن تظاهرات الجزائر لم تخرج منها نواة لقيادات من الحراك تتحدّث باسمها، وهذا، وفق بشارة، يهدّد بتضييع إنجازات المنتفضين، ولفت إلى أن الحل كان من الممكن أن يكمن في طرح الانتفاضة مرشّحاً أو مرشحين للانتخابات الرئاسية لقيادة المرحلة الانتقالية، لأن الرئيس سيكون في وضعية يستطيع فيها ممارسة الحكم.
ورأى بشارة أن ما يجري في العراق ولبنان هو بمثابة ثورة في الوعي، إذ ربط المحتجون في البلدين بين الفساد والنظام الطائفي، مضيفاً أن هذا قد يقود إلى حركات غير طائفية "لكنّ ذلك مشروط بنظام انتخابي جديد، لأن الشكل الحالي لا يسمح لقوى ديمقراطية بالوصول إلى البرلمان"، كذلك اعتبر بشارة أن تشكيل الشيعة العراقيين معظم المتظاهرين هو مهم في سياق نفي الصبغة الطائفية عن هذه المظاهرات.
وتوقّف المفكر العربي عند حقيقة أننا لاحظنا اكتشافاً للهوية الوطنية في العراق ولبنان، وهذا إعلان بالغ الأهمية لناحية تكوين الثقافة السياسية في البلدين، تُرجم في العراق بشعار "نريد وطناً"، وهو ما قد يعني عملياً "نريد دولة".
وعن تعريف ما يحصل في لبنان، بين ثورة وحراك وانتفاضة، خلص بشارة إلى أنه ليس ثورة بالمعنى الضيق للمصطلح، بمعنى أن الحراك لا يطرح نفسه ليستلم الحكم وإرساء نظام آخر، ولأن النظام في لبنان تعددي طائفي يستحيل قلبه في انتفاضة، لأن هذا مسار يستغرق وقتاً، بل إن ما يحصل هو "انتفاضة ثورية ضد الطائفية غير مسبوقة في هذا البلد منذ ستينيات القرن التاسع عشر"، ووصفه بأنه "حدث كبير وعظيم، لأن اللبنانيين والعراقيين كذّبوا الأسطورة التي كانت تفيد بأنه في حال خرج الشعب في حراك عريض، فإنه سينقسم إلى طوائف".