انتشار أمني مكثّف وتحليق للمروحيات الأميركية في بغداد عقب مقتل سليماني والمهندس
ووسط تحليق للمروحيات الأميركية في سماء المنطقة الخضراء شديدة التحصين، التي تضم السفارتين الأميركية والبريطانية ومباني الحكومة العراقية، انتشرت قوات أمنية عراقية بشكل مكثّف، قرب مطار بغداد صباح اليوم، وقطعت الطرق المؤدية إليه، كما تم الانتشار في عدد من شوارع العاصمة وقرب المنطقة الخضراء، وشوهدت سيارات لفصائل من المليشيات تقل مسلحين، توجهوا باتجاه مطار بغداد.
وحتى الآن، لم تصدر أي ردة فعل واضحة للمليشيات، لا سيما الموجودة منها على مقربة من المنطقة الخضراء، والتي كانت قد نصبت خيامها بموازاة السفارة الأميركية، من الجانب المقابل لها على الضفة الثانية لنهر دجلة.
وبدت مشاهد القلق واضحة في العاصمة بغداد، والتي شهدت شبه انعدام للحركة فيها، بعدما التزم أغلب الأهالي منازلهم وسط إجراءات أمنية مشددة.
وأكد شهود عيان في عدد من مناطق بغداد لـ"العربي الجديد"، أن "أغلبية مناطق العاصمة بدت شبه خالية تماما من المدنيين، سوى بعض وسائل المواصلات القليلة، كما أن أغلبية الأسواق والمحال التجارية لم تفتح أبوابها حتى الآن".
كما أكدوا أن "هناك تحركات في بعض المناطق لعناصر المليشيات بأطقمها، والتي بدت تحركات مرتبكة غير معد لها مسبقا، ولا يبدو أنها تحركات قتالية أو شيء من هذا القبيل".
وبدا التخبّط واضحا على عناصر الأمن العراقي، الذين نفذوا الأوامر بالانتشار ببغداد وقرب المطار وفي محيط المنطقة الخضراء.
وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد المسؤولة عن أمن العاصمة، لـ"العربي الجديد" إن "التعليمات التي صدرت للقيادات والعناصر الأمنية في العاصمة بدت غير واضحة؛ إذ إنها تسلّمت بلاغا بدخول حالة الإنذار، والانتشار ومنع دخول المنطقة الخضراء، والتعامل بمهنية مع أي حدث طارئ".
وأكد أن "تلك التعليمات تعد تعليمات غير محددة، وهي توجيهات عمومية غير واضحة، فلا نعرف كيف يتم التصرف مع أي تحرك متوقع للمليشيات، أو ما إذا كانت هناك محاولات لدخول المنطقة الخضراء، وغيرها من الأحداث التي قد تحدث"، مشيرا إلى أن "مئات من عناصر الأمن منتشرون حاليا في العاصمة، كما أن هناك قوات كبيرة انتشرت داخل المنطقة الخضراء وعند بواباتها".
ولفت إلى أن "هناك حديثاً عن عقد اجتماع أمني طارئ اليوم، لتحديد خطة أمنية لضبط ملف العاصمة بغداد، وإصدار التوجيهات الحكومية الرسمية بهذا الصدد".