الجبالي يحذر من سقوط التونسيين في فخ الاستقطاب الإيديولوجي

01 اغسطس 2015
الجبالي عاب على النخبة التونسية عدم قيامها بدورها(العربي الجديد)
+ الخط -

حذر حمادي الجبالي، رئيس الوزراء التونسي الأسبق، والأمين العام السابق لحركة النهضة التونسية، من مغبة السقوط في فخ الاستقطاب الإيديولوجي المدمر لكل رغبة في الإصلاح وبناء دولة مدنية ديمقراطية.


وقال القيادي التونسي في تصريح خص به "العربي الجديد": "لا بد من إيقاف هذا الاستقطاب الإيديولوجي السيىء، فهو بمثابة خلع أبواب مفتوحة، في ظل توافق مجتمعاتنا العربية الإسلامية على هويتها".

وعاب الجبالي على النخبة التونسية عدم قيامها بالدور المنوط بها، سواء في المرحلة الراهنة التي تعيش فيها تونس وضعا انتقاليا صعبا على مختلف الأصعدة، أو على عهد الرئيس الراحل، الحبيب بورقيبة، أو زين العابدين بن علي.


ورأى رئيس الوزراء التونسي الأسبق أنه "من الضروري والملحّ على النخبة التونسية اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، الترفع عن الخصومات الحزبية والإيديولوجية، فهذه نغمة بالية لا تهم الشعب التونسي كثيرا، بقدر ما يهمه الاستقطاب حول الحريات وانتصار القيم الديمقراطية ومحاربة الفساد والاستبداد".

الجبالي، الذي حل ضيفاً على الملتقى الوطني الحادي عشر لشبيبة حزب العدالة والتنمية (يقود الائتلاف الحكومي في المغرب) الذي تحتضنه مدينة مراكش في المغرب إلى غاية 2 أغسطس / آب، للمشاركة في ندوة حول موضوع " الإسلاميون وتجربة تدبير الشأن العام، قراءة في المقومات والتحديات"، ضمن فعاليات "توقف عند مفهوم الإسلاميين، وتساءل عن هذه التسمية ماذا نعني بها؟ وهل كل من صلى وصام معني بهذا التعريف؟ وهل كل جماعة وحزب انتمى إلى هذا الدين يهمه هذا الموضوع؟".

وأوضح الجبالي في هذا السياق أن تسمية الإسلاميين في هذه المرحلة بالذات التي تتسم بالبناء الديمقراطي، تفرق أكثر مما تلم شتات المجتمعات، داعيا إلى التشبع بقيم الحرية والتعددية في القيم والمقاصد.

وأكد القيادي التونسي أن الصراع والتدافع في المجتمعات الإسلامية، وخاصة في تونس، لا يتعلق بنمط المجتمع أو تدينه، وإنما هو بين مشروعين اثنين، يتعلق الأول بالحرية في مقابل الدكتاتورية، وينصب الثاني على تحقيق العدالة الاجتماعية من أجل محاربة الفساد الاجتماعي، أكثر منه استقطاباً إيديولوجياً غيرَ محمودٍ ومدمراً للمجتمع.

وتابع الجبالي قائلا: "خصومنا السياسيون يعودون دائما إلى هذا الاستقطاب الإيديولوجي، وأنا أقول إن هذا ليس موضوع مجتمعاتنا ولا شعوبنا، فالمواطن التونسي لا يهمه هذا الاستقطاب، رغم بعده الثقافي المهم، لكن الذي يهم المواطن التونسي والمغربي وغيره، هو الذي "أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف".

اقرأ أيضاً: رئيس الحكومة المغربية يحذر ممن يقبّلون يد الملك