فلسطينيو الداخل يحيون ذكرى مجزرة شفاعمرو بالتضامن مع غزة

05 اغسطس 2014
جانب من المسيرة (العربي الجديد)
+ الخط -

أحيا الفلسطينيون في الداخل، وأهالي مدينة شفاعمرو على نحو خاص، أمس الاثنين، الذكرى السنوية التاسعة للمجزرة، التي ارتكبها الإرهابي نتنان زادة عام 2005، وأسفرت عن استشهاد أربعة من أهالي المدينة، من خلال تظاهرة تضامنية مع قطاع غزة، الذي يتعرض منذ أسابيع للعدوان الإسرائيلي. ورفع المتظاهرون في مسيرة أمس، الأعلام الفلسطينية، وردّدوا الهتافات المندّدة بالمجازر الإسرائيلية وبالعدوان المستمر على قطاع غزّة.

وشارك في التظاهرة التي تبنتها أيضاً لجنة المتابعة العليا للفلسطينيين في الداخل، قادة الأحزاب والحركات والفعاليات السياسية والاجتماعية المختلفة في الداخل الفلسطيني. وانطلقت التظاهرة بزيارة أضرحة الشهداء، وطافت من دوار شهداء النكبة، بالقرب من دار البلدية، وصولاً الى دوار شهداء المجزرة، حيث تم وضع الأكاليل على أضرحة الشهداء.

وهتف المتظاهرون "يا هزار ويا دينا. دمكم ما بروح هدر"، و"غزة هاشم ما بتركع للدبابة والمدفع"، و"نتان زادة مش مجنون هذا إرهابي صهيون".

من جهته، قال رئيس بلدية شفاعمرو، أمين عنبتاوي، خلال مشاركته في التظاهرة إنه "لا يمكن أن نسمح بأن يتكرر ما حدث مع معتقلينا الأربعة. الحرية لكم هذا ما تستحقونه. نتوجه بطلب الرحمة والمجد والخلود للشهداء ولأسرهم، كنا وما زلنا وسنبقى ليس 9 سنوات، بل 999 سنة الى ما شاء الله أوفياء لذكراكم الخالدة".

ووقعت المجزرة التي ارتكبها زادة في الرابع من أغسطس/ آب 2005، بينما كانت حافلة تحمل الرقم 165 محملة بركاب فلسطينيي 48، وتسير في مدينة شفاعمرو، وكان من بين الركاب مستوطن جندي إسرائيلي، يدعى نتان زادة بدأ بإطلاق النار على ركاب الحافلة، مما أدى إلى مقتل 4 فلسطينيين من مدينة شفاعمرو، وهم: مشيل بحوث، نادر حايك و دينا وهزار تركي، وإصابة 15 آخرين. وعندما نفدت ذخيرة الجندي، قامت مجموعة من الشبان الفلسطينيين بمهاجمته، وانهالوا عليه بالضرب المبرح دفاعاً عن أنفسهم، مما تسبب في مقتل الجندي.

ولا يزال أربعة معتقلين اتهمتهم الشرطة بقتل المستوطن زادة، وهم جميل صفوري، باسل خطيب، باسل قدري ونعمان بحوث، في سجون الاحتلال. وتعود والدة هزار ودينا تركي بالذاكرة تسع سنوات إلى الوراء، وتقول لـ"العربي الجديد" "يومها كانت هزار 22 عاماً، ودينا 21 عاماً، عائدتين من مدينة حيفا، اتصلتا بي في حيفا، وقلت لهما إنهما نجحتا في امتحان القبول الى الجامعة فبكت دينا من فرحتها. عادة ينزلان عند محطة دوار العين، وفي ذاك اليوم، تابعتا سيرهما حتى مركز البلد، لأنهما أرادتا شراء الحلوى لنا بعد قبولهما في الجامعة".

وتضيف السيدة فايزة تركي "لم يتغير شيء كأنهما لا يزالان أمامي. لا تمر دقيقة من دون أن أذكرهما. منذ عام، توفت ابنتي فاطمة بمرض السرطان، وبقي لي ولدان وبنتان من سبعة". وتؤكّد "هذه دولة ظلم وعدوان، الضحية يصبح مجرماً والمجرم يصبح ضحية".

والد الشهيدتين، عادل تركي، يقول بدوره لـ"العربي الجديد" "الوضع صعب. لا شيء يسعدني بعد فقدان ابنتي. زهرتان في أول العمر، لا طعم للحياة".

أما عضو بلدية شفاعمرو مراد حداد، عن "التحالف الوطني الديمقراطي"، فيقول إن "الحادثة كانت أول عملية دفع ثمن قام بها الإرهابي زادة انتقاماً من الانسحاب من غزة ومدينتنا دفعت الثمن. لجنة تحقيق اعترفت بأن زادة مخرب، ولكنها اعتبرته عملاً فردياً. من غير المعقول أن يكون فردياً، زادة كان ابن 19 عاماً. وكان متديناً وموجوداً في إطار شبيبة جفاعوت في مستوطنة تابواح إلى جانب مدينة الخليل".

وفي حديث لـ"العربي الجديد"، تقول يارا جميل صفوري (22 عاماً)، ابنة المعتقل جميل صفوري المتهم بقتل زادة: زرت أبي قبل أسبوعين في السجن فهو معتقل منذ نصف العام. الشرطة تنسب إليه تهمة محاولة قتل جماعية، ولكن عندما وصل أبي الى مكان الحادث كان زادة متوفياً.

وتضيف "أبي عضو في المكتب السياسي لحركة أبناء البلد، ومن قائمة "التحالف الوطني الديمقراطي"، لدي أخ أسير هو أنيس صفوري، معتقل منذ 6 سنوات. أنا فخورة بأبي وأخي ويزيدانني اعتزازاً وانتماء، وسأستمر في مسيرتهما".

المساهمون