ومن بين بلدات الداخل التي شهدت، اليوم، مسيرات خرجت من المساجد، كفر قاسم، وجلجولية، وكفر قرع، وأم الفحم، في منطقة المثلث، بينما تشهد مدينة باقة الغربية وقفة احتجاجية عصر اليوم. أما في الجليل، فأقيمت مسيرات في مدينة طمرة وقرية كفر كنا.
وتنضم إلى المظاهرات والنشاطات الاحتجاجية، غدا السبت، مدينة رهط في النقب، والرينة وعرابة ومجد الكروم في الجليل، ومدينة الطيبة في منطقة المثلث.
ويوم الأحد تشهد جامعة تل أبيب نشاطات احتجاجية ردا على قرار ترامب، تنظمها الكتل الطلابية العربية.
ومن بين الشعارات التي تم رفعها في التظاهرات "القدس فلسطينية عربية إسلامية رغم أنف ترامب ونتنياهو".
شاهد الفيديو:
رئيس المكتب السياسي في الحركة الإسلامية، وعضو لجنة المتابعة، إبراهيم حجازي، قال في حديث لـ"العربي الجديد": "ما كان ترامب وأعضاء إدارته يجرؤون على هذه الخطوة لولا علمهم أن الثمن الذي قد يدفعونه هو ثمن بخس ورخيص".
واعتبر حجازي أن "السؤال الآن حيال هذا التقدير والصلف من قبل الإدارة الأميركية، ماذا سيصنع العرب والمسلمون والفلسطينيون وكل أحرار العالم؟ هل سيكون الرهان الأميركي أن الخطوة التي قاموا بها ستقابلها ردة فعل عابرة أم ستكون ردة حقيقية تتطور إلى أمر استراتيجي، يحوّل المسار في هذا القرار ويقلبه رأسا على عقب"؟
وتابع قائلا "اليوم خرجت مسيرات من عشرات المساجد في الداخل احتجاجا على قرار ترامب ولترده في نحره، وغدا ستكون مسيرات ووقفات احتجاجية أخرى، ويوم الأحد سيكون لنا في المتابعة اجتماع مع القيادات في القدس، ويوم الثلاثاء تظاهرة أمام السفارة الأميركية، أما يوم الجمعة المقبل، فننظم تظاهرة قطرية في مدينة سخنين، ونتابع خطواتنا ويكون لنا تقييم موقف لبناء خطة استراتيجية متكاملة للتصدي لهذا القرار".
أما عضو اللجنة المركزية في التجمع الوطني الديمقراطي، محمد صبح، فقال في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "هذا النشاط يأتي اليوم للتأكيد على حقنا في مدينة القدس، هذه المدينة العربية، الإسلامية، المسيحية، الفلسطينية التي نؤكد حقنا بها الذي لا نأخذه ولا ننتظره من ترامب أو نتنياهو ولا من أي رئيس أو ملك. هذا حق مقدس ونقول لترامب وكل العالم إن القدس عاصمة فلسطينية وإن أي إعلان أو تزوير لهذه الحقيقة لن يمر ولن تسكت عنه شعوبنا العربية ولا أحرار العالم".
زيارة نائب الرئيس الأميركي
ومن المنتظر أن تنظم القوى الوطنية في الداخل الفلسطيني تظاهرة قبالة السفارة الأميركية في تل أبيب، يوم الثلاثاء القادم. وفي ظل زيارة نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، المرتقبة إلى الكنيست يوم الاثنين 18 الشهر الجاري، حيث سيلقي خطابا هناك، يبحث نواب "القائمة المشتركة"، ما يمكن القيام به احتجاجا على إعلان ترامب بشأن القدس.
ودعت سكرتارية لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في ختام اجتماعها، أمس الخميس، في الناصرة، إلى "أوسع تفاعل شعبي مع النشاطات الشعبية التي تقرها لجنة المتابعة، تصديا لقرار الإدارة الأميركية ورئيسها دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وبما ينفي الحق الفلسطيني الأساس في القدس، عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة".
وقررت سكرتارية المتابعة "إصدار وثيقة سياسية شاملة، للرد على القرار الأميركي العدواني، وأيضا في ما يتعلق بأوضاع القدس، والأماكن المقدسة، وخاصة العدوان على المسجد الأقصى المبارك، إلى جانب التوقف عند الحالة الفلسطينية وعملية إنهاء حالة الانقسام. وهذه الوثيقة ستكون ضمن سلسلة نشاطات شعبية كفاحية ضد هذا القرار، سيتم نشر تفاصيل غالبيتها لاحقا، بعد التنسيق بين مركّبات لجنة المتابعة"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المتابعة.
وقالت سكرتارية المتابعة إن "القرار الذي أعلنه ترامب، يعكس حقيقة الموقف الأميركي على مر السنين، وأن الولايات المتحدة الأميركية لم تكن يوماً وسيطاً نزيهاً، ولا وسيطاً جدياً، للتوصل إلى حل، بل هي طيلة الوقت إلى جانب حكومات الاحتلال وسياساتها العدوانية، لا بل إن الإدارات الأميركية وبشكل خاص الأخيرة منها، هي جزء من المشكلة، ولا تسعى لحلها".
وشهد الداخل الفلسطيني مظاهرات عدة في كل البلاد من الجليل الى المثلث والجنوب. وكان دعا حزب الوفاء والإصلاح في الناصرة إلى مظاهرة عصر اليوم في منطقة العين احتجاجا على القرار الأميركي. وشارك المئات في التظاهرة منددين بقرار ترامب وهتفوا "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".
صرخة من شعب ظلم
وقال رئيس حزب الوفاء والإصلاح، الشيخ حسام أبو ليل: "وقفنا اليوم في هذه الساعة لنقول لترامب ولكل العالم إن القدس كانت عربية ومازالت عربية وستبقى عربية حتى لو نقلت كل السفارات الأجنبية إلى القدس لن تغير الحقيقة، إن القدس عربية ومحتلة ولا بد يوما أن تعود إلى أهلها".
وأضاف: "نقول لزعامة العرب كان ردكم باهتا هزيلا لا يرتقي لمستوى الحدث، نحن نعول على شعوبنا ولن تتغير هوية القدس مهما قال ترامب، وغير ترامب كان قبله بلفور، القدس لنا وستبقى لنا إن شاء الله".
وقالت الناشطة بحزب الوفاء والإصلاح، هيبا عواودة: "سبب تظاهرنا اليوم هو رفضنا القرار الأرعن الذي صدر عن الرئيس الأميركي ترامب جئنا لنقول لسنا بحاجة لمثل هذا القرار لكي نثبت أو نعرف أن القدس عربية إسلامية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية. قد يحتاج نتنياهو إلى مثل هذا القرار الأرعن فشهادة التاريخ وشهادة الحجر وشهادة الأثر كلها تشهد بأن القدس عربية وفلسطينية".
أما عضو بلدية الناصرة، سمير سعد، فقال: "نقف صرخة من شعب ظلم ويظلم بقرارات مجحفة من شخص أصدر حكما وكأنما القدس يملكها ويستطيع أن يتصدق بها لمن يشاء. القدس ليست ملك أحد هي عربية إسلامية وستبقى كذلك مهما كانت القرارات الظالمة والمجحفة وغير الشرعية والتي لم نعترف بها ولن نعترف بها".
وقالت لجنة المتابعة إنه في الأيام القليلة المقبلة، ستصدر وثيقة سياسية، تعبر عن الموقف الجماعي لمركبات لجنة المتابعة، الذي يمثل موقف مليون ونصف المليون فلسطيني في الداخل، بكل ما يتعلق بالقدس، مكانة، وأوضاعا على مختلف الصعد، وعن الحالة الفلسطينية.
كما تنادى المقدسيون من البلدة القديمة والأحياء والبلدات المحيطة بها، إضافة إلى الآلاف من فلسطينيي الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، وانضم إليهم قبل ذلك المئات من المسلمين الأتراك والماليزيين للصلاة في المسجد الأقصى والتي انتهت بمظاهرة حاشدة كبرى رفعت خلالها أعلام فلسطين ورايات التوحيد وشعارات "لبيك يا قدس" و"القدس مش للبيع"، تنديدا بقرار الإدارة الأميركية.
افتداء القدس والأقصى
وبدا التأثر واضحا على مئات النسوة المقدسيات وكذلك الماليزيات والتركيات اللواتي انتظمن على درجات تؤدي إلى مسجد الصخرة المشرفة ليشرعن بالهتاف، وبعضهن لم تخف دموعها تأثرا بمشهد الأقصى وعشرات آلاف المصلين الذين صدحت حناجرهم بهتاف افتداء القدس والأقصى.
وحملت المواطنة فاطمة الرموني من سكان الجالية الأفريقية في البلدة القديمة من القدس والمتاخمة للأقصى من ناحية باب الناظر أو ما يعرف أيضا بباب المجلس، على بعض الحكام العرب – وكانت تشير بذلك إلى حكام السعودية تحديدا – الذين تواطؤوا مع اليهود والأميركيين في بيع القدس والتفريط بها. بينما دعت الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى الاستقالة وحل السلطة، لأن الفلسطينيين قدموا كل ما في جعبتهم، ولم يأخذوا شيئا مقابل ذلك.
حدث ذلك، بينما كانت المسيرة الحاشدة تواصل اختراقها الطريق من باب المجلس إلى شارع الواد، حيث استقبلت هناك بالهتاف من قبل الرموني ونساء الحي، ومسنات من داخل فلسطين المحتلة، تقدمت اثنتان منهن الشبان الغاضبين وهما تهتفان للأقصى.
وكان جنود الاحتلال انتشروا بكثافة على جميع بوابات البلدة القديمة والأقصى وعلى جميع محاور الطرق المؤدية إليه، خلال اندفاع الشبان بمسيرتهم، وأخذ هؤلاء وضعا قتاليا مسلحين بالبنادق والهراوات والدروع، بينما لم يكترث الشبان لذلك وواصلوا إلى باب العمود مرورا بشارع الشهيد مهند الحلبي مفجر انتفاضة السكاكين قبل عامين، والذي صرع بسكينه مستوطنين وأصاب عددا آخر من المستوطنين.
أما الوفود الإسلامية التي شاركت في وقفات إسناد للقدس والأقصى، وخاصة الوفد التركي، فقد احتشد المئات منهم في ساحات الأقصى، وتحدث عدد من المرشدين معهم عن القدس والأقصى ومعاناة المقدسيين، كما قال لنا أحد المرشدين، ويدعى ناظم ترك، مؤكدا أن تركيا بشعبها وقيادتها تقف مع القدس وأهلها ومع الأقصى. بينما انشغل العشرات من المتضامنين في التقاط الصور لمسيرة نصرة الأقصى وبث بعضهم رسائل مباشرة من الساحات.
ثكنة عسكرية
لكن الوقفة الحاشدة للمشاركين في التظاهرة كانت في منطقة باب العمود وتحديدا في ساحة الشهداء التي تحولت إلى ثكنة عسكرية أحاطت بالمتظاهرين الغاضبين الذين واصلوا هتافاتهم للقدس والأقصى، وكان أكثرها ترديدا: "ع القدس رايحين شهداء بالملايين" و"القدس مش للبيع"، في حين اضطرت شرطة الاحتلال إلى احتجاز عشرات المستوطنين وتأمين مسار آمن لهم للدخول للبلدة القديمة، بعد أن حاول الشبان الاقتراب منهم، والاصطدام معهم.
قوات الاحتلال وفي سياق إجراءاتها الاحترازية تحسبا من اندلاع مواجهات كانت دفعت بأعداد كبيرة من جنودها الليلة الماضية وفجر اليوم للبلدة القديمة والأقصى، وتزامنت مع حملة اعتقالات نفذتها في صفوف النشطاء المقدسيين طاولت أكثر من عشرين ناشطا وفقا لناصر قوس مدير نادي الأسير في القدس.
أما ضواحي القدس المتاخمة لبلدتها القديمة، والتي أغلقت اليوم العديد من مساجدها لتتيح للمواطنين الصلاة في الأقصى، فتحولت مداخلها إلى ساحة مواجهات مع قوات الاحتلال خاصة بلدة العيسوية، ومخيمي شعفاط وقلنديا، وبلدات الرام والعيزرية وأبو ديس التي شهدت مسيرات غضب تحولت إلى مواجهات عنيفة، سجل خلالها عدد من الإصابات في مخيم شعفاط، كما روى ثائر الفسفوس الناطق باسم فتح في المخيم، ولم يتم حصرها حتى الآن.