وخرج أهالي الناصرة، في الداخل الفلسطيني المحتل، بتظاهرة بعد صلاة الجمعة، احتجاجاً ورفضاً لقرار ترامب، وتأكيداً على أن القدس عاصمة دولة فلسطين.
وانطلقت التظاهرة من مسجد السلام مروراً بالشارع الرئيسي حتى ساحة شهاب الدين في مركز المدينة، وذلك تلبيةً لدعوة "اللجنة الشعبية المبادرة من أجل القدس في الناصرة".
وتقدم التظاهرة رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، وأعضاء بلدية الناصرة وقيادة "الحركة الإسلامية" في المدينة، وعضو "الكنيست" عن "التجمع الوطني الديمقراطي"، حنين زعبي، وشخصيات اجتماعية وسياسية أخرى والمئات من أهالي الناصرة والمنطقة.
وقالت زعبي، في كلمة لها: "لا نتضامن مع القدس وأهل القدس لأن القدس قضيتنا وإننا نحمل هذه القضية ونحمل قضية الشعب الفلسطيني لأننا جزء منه"، مشددة على أنّ "القدس لا يحدد لا هويتها ولا تاريخها ولا مصيرها ترامب. إعلان ترامب مخالف للشرعية الدولية في ما يتعلق بالقدس الشرقية والغربية".
كاميرا "العربي الجديد" مع المسيرات:
وأوضحت زعبي "لا سيادة حسب القانون الدولي والشرعية الأخلاقية لا على القدس الغربية ولا على الشرقية. هذا الإعلان عليه أن يغير قواعد اللعبة السياسية"، مؤكدة أنّ "النضال هو الطريق الوحيد لكي ننال حقوقنا".
وأضافت "قضية فلسطين ليست قضية دبلوماسية، عندما تخرج النساء والصبايا والأطفال هم يتضامنون مع القدس وفلسطين من بلد البشارة وبلد المسيح إلى بلد القيامة. والبلد المقدسة سياسياً ومقدسة دينياً لمسلميها ومسيحييها، نحن نخرج لنقول إننا كشعب فلسطيني هو من يقرر مصير القدس وليس ترامب".
بدوره، قال رئيس بلدية الناصرة: "أنا ضد الذي يحصل في العالم كله وضد ترامب، أنا من الناصرة، من مدينة المحبة والتآخي نرسل تحية إلى أهالي القدس، ونقول إن القدس عاصمة فلسطين، أقل شيء قمت به كرئيس بلدية ألغيت الاحتفالات في عيد الميلاد المجيد".
كما ألقى عضو اللجنة الشعبية، هاني سروجي، كلمة قال فيها: "يا قدس أيتها الأميرة الأسيرة، يا سيدة العواصم العربية، من هنا من ناصرة الجليل من عاصمة عرب الداخل من القلعة الوطنية للجماهير العربية الباقية في أرضها، أرض الآباء والأجداد نرفع رؤوس أسرتنا لا بقرار ترامب ولا بأميركا رأس الحية. هكذا علمنا التاريخ".
واختتمت المظاهرة بمهرجان خطابي، قال خلاله رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة: "لا لترامب ولا للسعودية، فإعلان ترامب جاء بالتنسيق مع دول الخليج".
وقال أيضا إن "نتنياهو وأحزاب اليمين هم مجرمو الحرب وليس أعضاء الكنيست العرب كما وصفهم نتنياهو".
وتابع: "جميعنا متحدون خلف القدس.. نحيي موقف القيادة الفلسطينية التي أعلنت رفض الوصاية الأميركية على السلام. ندعو الدول العربية والإسلامية لسحب سفرائها من الولايات المتحدة". ووجه التحية لكل أحرار العالم الداعمين للقضية الفلسطينية والرافضين لقرار ترامب.
كلمة القدس ألقاها محمد جاد الله وقال خلالها: "اليوم القدس تنهض من جديد بهذه المشاركة. إجراءات الاحتلال لم تخضع الأهالي. القدس أعلنت التحدي واليوم لا يشبه البارحة. يعتقدون أن الشعب الفلسطيني قابل للإقصاء ولكن جذوره عميقة في تراب القدس".
وأضاف: "حملنا الرسالة جيلا بعد جيل. من يستهدفنا الإمبريالية الدولية بقيادة ترامب والرجعية العربية. لكن نحن لسنا قابلين للكسر وسنسحق كل أعدائنا وعندها أيضا ستهب الشعوب العربية وستنتصر القدس وفلسطين".
وكانت "اللجنة الشعبية المبادرة من أجل القدس في الناصرة"، قد اجتمعت، الثلاثاء الماضي، وأعلنت أنها لجنة شعبية تضم جميع مركبات المجتمع النصراوي، وأقرت سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية والتربوية والنضالية "نصرةً للقدس حتى إعلانها عاصمةً لفلسطين".
كاميرا "العربي الجديد" في مسيرة سخنين:
بموازاة ذلك، أعلن مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية في الناصرة، إلغاء مظاهر الاحتفال لإضاءة الشجرة.
وجاء في بيان مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية، أنه اجتمع، أمس الخميس، وقرر إلغاء مظاهر الاحتفال التي كانت مبرمجة لإضاءة شجرة الميلاد النصراوية، وقرر أن الإضاءة ستكون غداً، السبت، الساعة السابعة مساءً، من قاعة البشارة، باحتفال ميلادي متواضع، وذلك "احتجاجاً على القرار الأميركي العدواني، الذي يقر بأن القدس عاصمة للاحتلال، بينما نؤكد أن القدس عربية، وهي عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة".
وتشابه مشهد التظاهرات الرافضة لقرار ترامب في سخنين بمنطقة الجليل، إذ انطلقت اليوم الجمعة، تظاهرة، تحت عنوان "القدس عاصمة فلسطين"، تأكيداً على هوية المدينة العربية والإسلامية.
وشارك آلاف الفلسطينيين بالتظاهرة التي جاءت تلبية لدعوة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، وهي استمرار لفعاليات متفرقة تشهدها البلدات العربية في الداخل منذ إعلان ترامب.
وقال عضو اللجنة الشعبية في سخنين، محمود شاهين، لـ"العربي الجديد"، إنّ "رسالتنا واضحة، إن هذا القرار العنصري لم يأت من فراغ وجاء بتوقيت تعاني فيه الأمة العربية من ضعف وهوان، ويعاني الفلسطينيون من انقسام. بتحريض من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يرتسم مخطط خبيث يبدأ بالإعلان الخطير عن القدس عاصمة لإسرائيل".
وأضاف شاهين أن "القرار مؤشر أيضاً على مخطط أخطر تجاه القضية الفلسطينية والعربية بشكل عام. نحن لا نراهن أبداً على أنظمة نواطير النفط الذين يتهافتون على التواصل مع إسرائيل وإنما نراهن على الشعوب العربية وشعبنا".
من جهته، قال رئيس بلدية عرابة، علي عاصلة، لـ"العربي الجديد"، إننا "نتظاهر اليوم ضد قرار سخيف من رجل أسخف هو رئيس أعظم دولة في العالم. قرار ترامب غير مقبول من الشعوب العربية جميعا. القدس ستبقى فلسطينية عربية إسلامية"، مؤكداً أن "الأمور ستتطور نحو التصعيد، وأن محاولة فرض واقع جديد لن تمر بسلام".
بدوره، قال رئيس المجلس المحلي في قرية مجد الكروم، سليم صليبي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "النضال مستمر ضد القرار"، لافتاً إلى أن "الجماهير العربية اليوم موحدة".
ووأضح صليبي أن "هناك علاقات بين الرجعية العربية في بعض الدول وإسرائيل. هؤلاء لا نعول عليهم. كانت تربطهم دائماً علاقات بإسرائيل وتنسيق معها، ولكن ما اختلف اليوم أن الأمر بات علنياً وبدون أدنى خجل. الشعوب العربية والإسلامية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، هي التي ستنتصر للقدس والأقصى وكنيسة القيامة وليس القيادات الفاسدة مهما طال الزمان أو قصر. وبرأيي الوضع متجه إلى تصعيد".