بغداد تخطط لتفوق عسكري جوي خلال ثلاث سنوات

07 مايو 2019
تعمل بغداد على تطوير سلاحها الجوي (فرانس برس)
+ الخط -
رغم مرور أكثر من عام ونصف العام على إعلان بغداد انتصارها في حربها ضد تنظيم "داعش"، بتحرير آخر المدن من سيطرته، إلا أن السلطات العراقية لا تزال تعكف على برنامج تطوير سلاح الجو على وجه التحديد، والذي بات يحوي طائرات من مناشئ مختلفة، بالتزامن مع استمرار إيفاد طلاب كليات القوة الجوية العراقية للتدرب على تلك الطائرات في دول عدة، أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا، وهو ما فسره ضباط ومراقبون بأنه خطة معدة مسبقة لتطوير سلاح الجو العراقي بعد شبه نضوج لصورة القوات البرية التي يزيد تعدادها اليوم عن نصف مليون جندي وعنصر قتالي موزعين على مختلف مناطق العراق.

واليوم، الثلاثاء، أعلنت قيادة القوة الجوية العراقية عن شحن دفعة طائرات مقاتلة من كوريا الجنوبية طراز T50، موضحة في بيان مقتضب، أن عدد الطائرات الكورية 4، ومن المقرر أن تصل إلى العراق في نهاية الشهر الحالي.

يأتي ذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان وزارة الدفاع العراقية عن تسلمها 5 مقاتلات أميركية طراز F16، ضمن عقد مبرم بين العراق والولايات المتحدة، مبينة أن الطائرات وصلت إلى قاعدة بلد الجوية، شمال بغداد، وأشارت الوزارة إلى أن هذه الدفعة تمثل إضافة كبيرة لسلاح الجو العراقي.

ووفقًا لمسؤول عسكري رفيع في وزارة الدفاع العراقية، فإن العراق يريد تطوير قدراته الجوية ضمن خطة تهدف للاكتفاء الذاتي خلال ثلاث سنوات، وعدم الحاجة لقوات دولية لحماية الأجواء العراقية.


وكشف عن أن العراق بات يمتلك الآن مجموعة كبيرة من المقاتلات الحديثة، بينها 36 طائرة من طراز "أف 16"، و20 مقاتلة من طراز "تي 50" و22 مقاتلة "سوخوي"، ومقاتلات أخرى فرنسية وبريطانية جميعها داخل الخدمة، لكن مساحة العراق وحجم التحديات الحالية والتوتر في المنطقة يدفع إلى استمرار تطوير سلاح الجو العراقي ليعود إلى ذروته عام 1990 قبل حرب الخليج، إذ احتل مراتب متقدمة عالميًا.

وأشار في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى وجود نية عراقية لتنويع مصادر التسليح بعد أن كان الأمر مقتصرًا في أغلبه على السلاح الأميركي، لافتًا إلى أن العراق على وشك إتمام خطة جديدة لشراء مقاتلات هجومية واعتراضية وطائرات استطلاع عميق ورصد جوي من مناشئ مختلفة، مع وجود ميزة وفرة الطيارين الماهرين في القوة الجوية العراقية الذين يتم تخريجهم بين عام وآخر.

واعتبر أن المعيار الأساس لاستيراد الأسلحة سيكون في المرحلة المقبلة هو مدى استفادة القوات العراقية من السلاح المستورد، لا سيما الأسلحة المتطورة التي يمكن أن تساعد القوات العراقية في حربها على ما تبقى من فلول تنظيم "داعش" في المناطق الصحراوية والوعرة.

وكان رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي السابق حاكم الزاملي قد أعلن، الإثنين، أن منظومة صواريخ "أس 400" قد تدخل إلى العراق في غضون عامين، مؤكدًا في تصريح صحافي، وجود مفاوضات بين بغداد وموسكو بهذا الشأن.

وبيّن أن هذه المنظومة أصبحت مهمة للعراق في الوقت الراهن، بعد حصول بعض دول المنطقة على هذه المنظومة.


ويرى الخبير الأمني أحمد السعدي أن "الرغبة العراقية في تطوير سلاح الجو لديه تأتي بسبب ارتفاع نسبة التوتر في البلاد والتهديدات الصهيونية المتكررة في ضرب أهداف داخل العراق"، مبينًا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "بغداد تجد أن تلك التهديدات جدية من الكيان الصهيوني، وأن الاستمرار في برامج التسليح التي تجعل الجيش العراقي دفاعيًا وليس هجوميًا غير مجدية، كونها ستبقي القوات العراقية متواضعة الأداء والقوة".

واعتبر رفع قدرات الجيش العراقي "نقطة إجماع للقوى العراقية السياسية المختلفة وحتى بالنسبة للشارع العراقي"، لافتًا إلى أن "التنويع في مصادر أسلحة مهمة كهذه يبعث برسالة مفادها أن العراق يبحث عن التوازن في علاقاته وتعاملاته العسكرية".