يتواصل التحشيد في ساحات الاحتجاج العراقية، من أجل مواصلة زخم التظاهرات الرافضة لتكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل حكومة تدير المرحلة الانتقالية حتى موعد إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة، وسط تكرار الحديث عن تعرّض علاوي لضغوط سياسية بهدف الظفر بوزارات في حكومته.
ودعا ناشطون في احتجاجات ساحة التحرير في بغداد، اليوم الإثنين، طلبة الجامعات، إلى مواصلة رفد الساحة بجموع المحتجين المطالبين بإصلاح النظام السياسي، ورفض تكليف علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة، بينما بدأ الطلبة بالتجمع أمام بوابات جامعاتهم للانطلاق بالمسيرات اليومية المعتادة باتجاه الساحة.
وتجمّع مئات الطلبة أمام البوابة الرئيسية لجامعة البصرة، رافضين قرار رئيس الجامعة إلزامهم بالدوام، مؤكدين أنّ إضرابهم عن الدوام سيستمر حتى تتحقق جميع مطالب المتظاهرين، ومحاكمة القتلة.
وفي ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، تجددت دعوات الاستمرار في الإضراب العام عن الدوام، باستثناء طلبة المدارس الابتدائية والثانوية الذين تمت دعوتهم من قبل المتظاهرين للاستمرار في الدوام الرسمي.
وأعلن متظاهرو ساحة الحبوبي عن تمسّكهم بمطلب إقالة قائد شرطة ذي قار، ناصر الأسدي، الذي اتهموه بالتورط في عمليات قتل للمتظاهرين، مؤكدين، في بيان وزع في الساحة، أنّ المحافظة "تحتاج إلى قائد كفء ونزيه وغير متحزّب من أجل استتباب الأمن".
وأضاف البيان "من أجل ذلك، يتوجب إقالة قائد شرطة ذي قار، المدعو ناصر الأسدي، لأنه عمل على زعزعة أمن المحافظة من خلال جرائمه وأساليبه وممارساته المثيرة لسخط الشارع، علاوة على ذلك فإنّ له تاريخاً دموياً حافلاً مثل مجزرة جسر الفهد وحرق خيم المعتصمين المنصوبة عليه، وأحداث تقاطع البهو، ومن ثم حادثة حرق الخيم في ساحة الحبوبي".
ويأتي هذا، مع استمرار حراك رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، بهدف إكمال حكومته قبل انقضاء المهلة الدستورية التي تنتهي مطلع الشهر المقبل، وسط حديث عن تعرّضه لضغوط من قبل القوى السياسية بهدف الحصول على مناصب مهمة.
ووجّه عضو البرلمان عن تحالف "الفتح"، عبد الأمير المياحي، دعوة إلى رئيس الوزراء المكلف للكشف عن الكتل السياسية التي تقوم بالضغط عليه من أجل فرض مرشحيها في الوزارات، مؤكداً، في تصريح صحافي، أنّ أحزاباً كردية وسنية تطالب بالإبقاء على مكاسبها الوزارية.
ورأى المياحي أنّ "وجود الأحزاب يمثل أمراً واقعاً"، موضحاً أنّ "هذه الأحزاب لا يمكن أن تهمش، كما لا يمكن إلغاء دورها في الدولة، ولا بد من التعامل معها عند تشكيل الحكومات، وهو أمر متعارف عليه في العالم".
وكان كاظم العيساوي، المستشار العسكري لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قد هدد، الأحد، بإسقاط حكومة علاوي في 3 أيام، إذا قام الأخير بتوزير أشخاص ينتمون إلى جهات سياسية، خصوصاً من الفصائل الشيعية، محذراً من خطورة رفض الحكومة التي سيشكلها رئيس الوزراء المكلف بالقول: "إذا حدث ضغط ولم تتم الموافقة على حكومته، فسنطوق المنطقة الخضراء (التي تضم مقرات الحكومة والبرلمان وبعثات لدول عربية وأجنبية)".