هولاند يقترح إشراك إيران لتسوية الوضع السوري وإقصاء ‏الأسد

25 اغسطس 2015
هولاند رسم خارطة طريق لسياسة فرنسا الخارجية (أ.ف.ب)
+ الخط -

كعادته كل عام عرض، اليوم الثلاثاء، الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في قصر الإليزيه ‏خارطة طريق الدبلوماسية الفرنسية ‏أمام السفراء والدبلوماسيين الفرنسيين، ‏تطرق فيها إلى العديد من الملفات الدولية التي تهم بلاده. ‏

‏وفيما يخص المنطقة العربية، تطرق هولاند إلى الأزمة السورية واعتبر أن ‏التردد الغربي إزاء هذه الأزمة هو الذي ساعد على ‏ظهور تنظيم "داعش" ‏وأكد على "ضرورة التوصل إلى حل سياسي انتقالي مشروط بإقصاء ‏وإخراج الرئيس السوري بشار الأسد ‏من المعادلة وتقديم الدعم للمعارضة ‏المعتدلة السنيّة والكرديّة والحفاظ على وحدة سورية وبنيات الدولة". ‏


كما شدد ‏الرئيس الفرنسي على شرط آخر، يمثل تحولاً جوهرياً في النظرة الفرنسية ‏إلى الأزمة السورية، يتمثل في إشراك إيران ‏في البحث عن حل سياسي ‏للأزمة السورية، خاصة بعد الاتفاق النووي الإيراني، وقال يجب "إشراك ‏جميع الفاعلين في الأزمة ‏السورية من بينهم دول الخليج وإيران وتركيا التي ‏عليها أن تفعِّل حربها ضد تنظيم "داعش" وإحياء الحوار مع الأكراد". ‏

وعرج هولاند على مصر التي قال إنها "تنتظر الكثير من فرنسا" واعتبرها ‏‏"فاعلاً أساسياً في منطقة الشرق الأوسط واستقرارها ‏مسألة جوهرية". ثم ‏انتقل ليركز على ضرورة إحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ‏وقال"ليس هناك أي بديل لحل ‏الدولتين وتعثر مسلسل أوسلو لم ينتج عنه ‏سوى العنف والدمار مثلما حدث العام الماضي في غزة وأيضاً الأحداث ‏الفظيعة في ‏الضفة الغربية مؤخراً التي أفضت إلى مقتل رضيع فلسطيني في ‏الضفة الغربية".‏

اقرأ أيضاً: عملية "تاليس" تفضح الثغرات الأمنية فرنسياً وأوروبياً

وشدد هولاند على حرص فرنسا على خدمة السلام في ‏المنطقة، وقال "هذا هو الهدف من دعوتنا إلى إنشاء مجموعة دعم دولية ‏‏تضم الرباعية وأيضاً الدول العربية والأوروبية التي تريد المساهمة في إحياء ‏مفاوضات السلام"، وأضاف "هذا أيضاً هو تحركنا ‏في مجلس الأمن الدولي ‏قريباً من خلال مشروع قرار جديد لأننا نريد الدفع بالطرفين الإسرائيلي ‏والفلسطيني للقيام بالتنازلات ‏للعودة إلى مفاوضات السلام"‏.‏


وتطرق هولاند إلى العراق وأعرب عن دعم فرنسا لحزمة الإصلاحات التي ‏أعلنها رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وقال ‏‏"ندعم هذه الإصلاحات ‏من أجل تعزيز المؤسسات والحفاظ على أسس الدولة والوحدة الوطنية ‏والمصالحة بين مكونات المجتمع ‏العراقي"، واعتبر أن "ما يجب فعله ‏الآن في العراق هو ما تم إهماله في ليبيا. وهذا ما نؤدي ثمنه غالياً الآن ‏بسبب الإخفاق في ‏الحفاظ على الدولة ومؤسساتها بعد التدخل العسكري". وقال ‏هولاند إنه "يدعم جهود المبعوث الأممي في ليبيا برناردينو ليون ‏للتوصل ‏إلى حل سياسي بين الأطراف المتنازعة وإنشاء حكومة وحدة وطنية تستطيع ‏بدعم من الأسرة الدولية القضاء على ‏المجموعات المتطرفة وضمان الأمن ‏ومحاربة التهريب بشتى أنواعه".‏

ولم يفت الرئيس الفرنسي التطرق إلى تونس، التي اعتبر أن أمنها ضرورة ‏استراتيجية لفرنسا وقال "يجب مساعدة تونس لمواجهة ‏الإرهاب الذي ‏يستهدف القضاء على إنجازات ثورتها وعملية الانتقال الديمقراطي". وقال إنه ‏‏"طلب من حلفائه الأوروبيين تقديم ‏المزيد من الدعم الاقتصادي والأمني لأننا ‏لا يجب أن نترك تونس لوحدها في مواجهة عدو، هو عدونا أيضاً". ‏

وانتقل هولاند إلى الحديث عن التهديدات الإرهابية التي تواجهها فرنسا، ‏واعتبر أن الاعتداء الأخير على قطار "تاليس" الرابط ‏بين أمستردام ‏وباريس "يدفعنا إلى الاستعداد لاعتداءات أخرى قادمة وحماية أنفسنا منها"، ‏واعتبر أن "أمن البلاد يفترض حماية ‏الداخل الفرنسي عبر عملية ‏‏"سونتينال" التي يساهم فيها آلاف الجنود ورجال الشرطة من أجل حماية ‏المواطنين"، مشيراً إلى أن ‏أمن فرنسا يتطلب أيضاً تحركاً خارجها ‏باستعمال القوة خاصة ضد تنظيم "داعش"، الذي يشكل حسب تعبيره "أكبر ‏خطر بالنظر ‏إلى الموارد المهمة والإمكانيات التي يتوفر عليها".

وفيما يخص الحرب ضد جماعة بوكو حرام، الأصولية في نيجيريا، أعلن ‏هولاند أن فرنسا ستقترح على كل الدول المعنية بهذه ‏الحرب في المنطقة ‏الاجتماع قريباً في باريس للتشاور بشأن عملية عسكرية مشتركة لاستئصال ‏خطر هذه الجماعة التي تهدد ‏الأمن والاستقرار في المنطقة الأفريقية.‏

اقرأ أيضاً: هولاند والدبلوماسية الفرنسية المتحررة من "الإرث الاشتراكي"