استهداف الأجانب في السعوديّة ونفير نهاية العام

16 ديسمبر 2014
محقّقون أميركيون ونظراؤهم السعوديين بعد هجوم بـ2004(بلال قبلاني/فرانس برس)
+ الخط -
شكّل الأجانب الوافدون للعمل في السعودية هدفاً للهجمات منذ منتصف تسعينات القرن الميلادي الماضي. وقد أسفرت هذه العمليات عن وقوع 66 قتيلاً، إضافة إلى إصابة 662 شخصاً. وتتزايد هذه العمليات كلّما تدخل الأميركيون في المنطقة، كما حصل إبّان الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، بحيث وصلت الى ذروتها في عام 2007.

وفي ظل تهديدات تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، باستهداف الداخل السعودي، يُخشى من هجمات في المجمعات السكنية التي يقطنها الأجانب، خصوصاً مع قرب الاحتفال برأس السنة الميلادية.
وتنوّعت جنسيات مَن استهدفتهم تلك العمليات، ما بين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين وهنود وأستراليين، إضافة إلى 32 جنسية أخرى.

وعلمت "العربي الجديد" أنه "وصل إلى مديرية الأمن العام وأقسام الشرطة خطاب يوصي بضرورة التنسيق مع المجمعات السكنية التي يقطنها أجانب، تحسّباً لوقوع أي أعمال تخريبية خلال الشهر المقبل"، دون الإشارة بشكل مباشر إلى مناسبة رأس السنة. يأتي ذلك في الوقت الذي بادرت تلك المجمعات السكنية إلى وضع اشتراطات عند الدخول والخروج لسكان المجمعات، لا سيما لزائريهم، إذ يشترط إحضار الهوية أو الإثبات الرسمي، مع ضرورة معرفة صلة القرابة بين الزائر والمقيم داخل المجمع.


وعرف السعوديون مشاهد القتل والدمار في الداخل منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 1995، وذلك بعدما أقدم تنظيم "القاعدة" على تفجير سيارة مفخخة أمام مبنى مكاتب البعثة العسكرية الأميركية القريب من منشآت الحرس الوطني في العاصمة الرياض، ونتج عنه مقتل 8 أميركيين وهنديين، وأصيب نحو 60 شخصاً بجروح. وفي يونيو/ حزيران من عام 1996، وقع انفجار ضخم بالقرب من مجمع سكني يقطنه أميركيون يعملون مع سلاح الطيران في مدينة الظهران، شرق السعودية، وأدى إلى مقتل 19 أميركياً وسعودياً، وجرح 372 آخرين.

واستهدفت ثلاث سيارات مفخخة ثلاثة مجمعات سكنية في الرياض يقطنها غربيون وعرب في مايو/ أيار 2003، وأدت إلى مقتل 20 شخصاً، ونجمت عنها 194 إصابة. كما شهد العام نفسه عمليتين؛ الأولى في شهر يونيو، إذ توفي أميركي أصيب بجروح خطرة إثر إطلاق الرصاص عليه خلال وجوده في قاعدة بحرية، حيث كان يعمل في قاعدة الملك عبد العزيز في الجبيل، شرق السعودية، فيما جرى في نوفمبر تفجير مجمع المحيا السكني، الذي تسكنه، بحسب الرواية الحكومية، غالبية من المواطنين العرب والمسلمين، وكانت حصيلته 12 قتيلاً، و122 أصابة. فيما رفض تنظيم "القاعدة"، آنذاك، تلك الرواية، وأصر أن المجمع كان يحوي أجانب غير مسلمين.
وسجل شهر مايو من عام 2004 عمليتين، إحداهما اقتحام مواقع صناعية في مدينة ينبع، أدت إلى مقتل 5 أشخاص، وجنسياتهم: أسترالي وأميركيان وبريطانيان، إضافة إلى رجل أمن سعودي، وإصابة 14 من زملائه. العملية الأخرى، كانت عبارة عن اقتحام مجمع الواحة السكني في مدينة الخبر، واحتجاز 45 رهينة وقتل العشرات من ساكنيه، قبل أن تتمكن قوات الأمن السعودي من اقتحام المبنى، بعد 48 ساعة، وتحرير الرهائن. وفي أغسطس/ آب، قتل المقيم الأيرلندي طوني كستوفر، الذي يعمل مهندساً في شركة  للمقاولات في الرياض. وفي سبتمبر/ أيلول، قتل مهندس بريطاني كان يعمل في شركة للاتصالات، وذلك داخل أحد مواقف السيارات في مركز تجاري بالرياض. وبعدها بنحو عشرة أيام، قتل موظف فرنسي برصاص مجهولين في سيارته بجدة، غرب السعودية.

وقتل مصور صحافي أيرلندي في مايو عام 2005 وأُصيب زميله، وهو صحافي بريطاني بالرياض، كما قتل أميركي بعد إطلاق الرصاص عليه في منزله بالرياض. كما وقعت حادثة أخرى مماثلة بعدها بأيام، إذ جرى إطلاق رصاص من مسلحين على أميركي عند باب منزله بالرياض، ما أدى إلى مقتله على الفور. ولاحقاً، تم العثور في إحدى الاستراحات المنتشرة على أطراف العاصمة على جثة رهينة أميركي جرى قتله، بعدما رفضت السلطات السعودية الإفراج عن أعضاء من تنظيم "القاعدة" المعتقلين.
وفي عامي 2006 و2007 وقع حادثان، الأول في مايو، حين تعرضت القنصلية الأميركية في جدة إلى إطلاق نار من مسلح، قبل أن تتمكن سلطات الأمن من إلقاء القبض عليه، بعدما أصابته. وفي فبراير/ شباط من العام التالي، قتل ثلاثة فرنسيين بهجوم مسلح شمال المدينة النبوية، غرب السعودية.

وسجل عام 2014 ثلاث عمليات: الأولى في يناير/ كانون الثاني، إذ جرى إطلاق النار على دبلوماسيين ألمانيين في محافظة القطيف، شرق السعودية. وفي أكتوبر/ تشرين الأول، حين تم إطلاق النار على سيارة تقل أميركيين يعملان في شركة دفاعية، تتولى تدريب وحدات من الحرس الوطني السعودي، أدت إلى مقتل أحدهما في الرياض. وفي نوفمبر، جرى إطلاق النار على مقيم دانمركي بالرياض لكنه نجا.