أجرت السلطات العراقية تغييرات في القيادة العسكرية المكلفة حفظ أمن كركوك (شمالاً)، المتنازع عليها بين العرب والكرد والتركمان، وفيما رفض مسؤولون كرد هذه التغييرات، يستمر الصراع المحتدم على منصب المحافظ.
وقالت قيادة العمليات العراقية الخاصة، إنها أصدرت أمراً بتعيين العميد الركن حيدر العبيدي قائدا للعمليات الخاصة في كركوك، بدلاً من القائد السابق معن السعدي، موضحةً في بيان أن السعدي نقل إلى محافظة البصرة جنوباً.
بدوره، أكد ضابط في شرطة كركوك أن التغييرات التي شملت ضباطاً آخرين، جاءت محاولة للسيطرة على الأوضاع الأمنية في المحافظة، ولا سيما أجزاؤها الجنوبية، والجنوبية الغربية، التي غالباً ما تشهد هجمات من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، مشيراً في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن هذه التغييرات تمثل إجراءً وقائياً لاحتمالات تراجع مستوى الاستقرار الأمني، في حال استمر الصراع السياسي على منصب المحافظ وقتاً أكبر.
وقلل مسؤولون محليون كرد من أهمية تغيير قائد العمليات الخاصة في محافظة كركوك.
وأكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة كركوك أزاد جباري (كردي)، أن تغيير قائد العمليات الخاصة بالمحافظة، "أمر غير مرحب به"، مبيناً أن القائد الجديد (حيدر العبيدي) "لن يكون جيداً مع الكرد، لأنه من أهالي منطقة الحويجة" (ذات الغالبية العربية).
ونقلت وسائل إعلام كردية عن جباري، قوله إن "من تم تكليفه بهذه المهمة لن يكون أفضل من معن السعدي بالنسبة للكرد"، لافتاً إلى أن الأخير كان ينتهج سياسة أكثر اعتدالاً تجاه الكرد في الفترة الأخيرة.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه كركوك صراعاً سياسياً متفاقماً بشأن منصب المحافظ، الذي يتولاه حالياً راكان الجبوري، وهو من عرب المحافظة.
وقال عضو البرلمان العراقي عن كركوك أحمد حيدر: "إن منصب المحافظ لا يزال مثيراً للجدل بين الأوساط السياسية، مؤكداً خلال تصريح صحافي أن بقاء الصراع في المحافظة يحتم على الرئاسات الثلاث (رئاسة البرلمان، ورئاسة الوزراء، ورئاسة الجمهورية) التدخل.
وأشار حيدر إلى أن محافظ كركوك، الفائز بعضوية البرلمان راكان الجبوري لا يزال في منصبه، متوقعاً أن تشهد المحافظة صراعات عنيفة في حال تركها الجبوري، وتوجه للبرلمان.
وشدد على ضرورة تدخل الرئاسات الثلاث من أجل حل مشكلة مكونات كركوك، من خلال توزيع المناصب بشكل عادل، محذراً من محاولات بعض الأطراف الهيمنة على كركوك من جديد، في إشارة إلى الأحزاب الكردية التي تصرّ على تولي منصب المحافظ.
وقال مسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني في كركوك كمال كركوكي، في وقت سابق إن حزبه يضع شرطين لعودته إلى كركوك، مبيناً أن الشرط الأول يتمثل في إعادة رفع العلم الكردي في المحافظة.
وأشار إلى أن الشرط الآخر يتمثل في ضرورة انسحاب قوات "الحشد الشعبي" من المحافظة، واصفاً كركوك بـ"المحتلة".
ودخلت القوات العراقية إلى كركوك، ومناطق متنازع عليها أخرى، في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، وأنهت الحكم الكردي في المحافظة التي كانت خاضعة لسيطرة الأحزاب الكردية أمنياً وإدارياً منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.