هل يعود أنصار الصدر إلى ساحات التظاهر العراقية؟

26 يناير 2020
الصدر قد يرجع أتباعه للساحات خلال أيام(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
لا شك أن لانسحاب أنصار رجل الدين العراقي، وزعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، من ساحات التظاهر، ليل الأول من أمس الجمعة، تأثيره الواضح على ساحات وميادين التظاهرات، سواء من جهة زخم التظاهرات أو فعاليتها، مروراً بمشاركتهم في الدعم اللوجستي، انتهاءاً إلى كونهم عاملا مهما لتأمين الاحتجاجات، فوجود فرق القبعات الزرق التابعة للصدر، حالت دون الكثير من الهجمات التي تنفذها جماعات ومليشيات مسلّحة مناهضة لها، وتوصف بالعادة على أنها مرتبطة بإيران وداعمة للحكومة، التي قدمت استقالتها رسمياً مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

في المقابل، فإنّ هذا الانسحاب الذي وصف من قبل متظاهرين وناشطين بأنه "مؤذ للتظاهرات"، اعتبره مراقبون بأنه قد يسحب جزءا من رصيد الصدر الشعبي، خاصة أنه لم يقف عند حدود حالة الإحباط وخيبة الأمل لدى الشارع، بل وجدت أطراف سياسية، وحتى وسائل إعلام عراقية وغير عراقية، الخطوة وسيلة للتهجم على الصدريين وزعيمهم ومحاولة وضعه في خانة الهجوم منذ مساء الجمعة.

وفي الوقت الذي أكّدت فيه مصادر مقرّبة من الصدر، لـ"العربي الجديد"، عن احتمالية كبيرة في إعادة الصدر أنصاره لدعم الساحات وحركة التظاهرات الإصلاحية خلال الأيام أو حتى اليومين المقبلين، فإن آخرين اعتبروا أن الخطوة الأخيرة له أثرت في شعبيته.

ووفقاً لناشط في ساحة التحرير في بغداد يدعى أحمد نعمة، والذي تحدث لـ"العربي الجديد"، فإنّ "هناك من يحاول أن يوسع الهوة بين الصدريين والمتظاهرين لإضعاف التظاهرات وبالتالي إفقادها كل مؤيديها"، مبيناً أن "شعارات وهتافات أطلقت ضد الصدر لا تمثل الساحات ولا المتظاهرين بكل تأكيد، وقد تكون انطلقت بشكل فردي من غاضبين اعتبروا انسحاب الصدر خيبة أمل به".

من جهته، أكد الناشط المدني هلال جابر، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الهتافات عبّرت عن انفعال حدثي من قبل بعض المتظاهرين، الذين تعرضوا للاعتداء من قبل الأجهزة القمعية عقب انسحاب أتباع الصدر، الأمر الذي دفعهم للهتاف ضد الصدر الذي لم يكن متوقعاً منه هكذا قرار"، مؤكداً أن "تظاهراتنا نجحت في إعادة زخمها وبقوة، وانتصرت على آلة القمع الحكومي".

وأشار إلى أنه "لا نعترض على عودة أتباع الصدر إلى الساحات، فنحن لا ننكر مواقفهم ودعمهم لنا طيلة الأشهر الماضية".

ثقة الشارع العراقي بالمتظاهرين ازدادت، وازداد الدعم والإسناد لهم بشكل كبير عقب عمليات الاقتحام الأخيرة لساحاتهم، لا سيما بعدما استطاع المتظاهرون أن يثبتوا قدرتهم على المناورة وأن يكسبوا الرهان بالعودة إلى الساحات.

وبعد ساعات من قرار مكتب الزعيم الديني، مقتدى الصدر، بتجميد أعمال القيادي فيه، أسعد الناصري، قال الأخير إنه يخلع عمامته للانضمام إلى المتظاهرين.

وأضاف الناصري في تغريدة له "سأخلع العمامة حباً بالعراق والناصرية والثائرين. أنا مع العراقيين، كنت وما زلت وسأبقى. أرجو الاستعجال في تصفيتي لأنني اشتقت إلى الشهداء".

ودعا الناصري إلى دعم وإسناد التظاهرات، وقال في تغريدات سابقة "يا أحرار العراق ساندوا الثوار في ساحات الاعتصام والكرامة بكل ما تتمكنون. فإن أحزاب القمع ومليشياتهم، قد قرروا تصفيتهم من أجل بقائهم في السلطة، وضرب كل مطالبهم بعناد واستبداد وغطرسة".

مراقبون اعتبروا أن تخلي الصدر عن الساحات التي تغص بالمتظاهرين يجعل من تقليل رصيده الشعبي خياراً مطروحاً وبقوة.

وفي الشأن، قال الناشط وعضو التيار المدني العراقي علي الشطري، لـ"العربي الجديد"، إن "العراقيين يوم أمس كانوا يرون الصدريين وزعيمهم في الضفة التي يقفون بها، على عكس باقي القوى السياسية الأخرى، لكن الخطوة الأخيرة لا يمكن اعتبارها موفقة".

وبين في الوقت نفسه، أنه "لا يمكن نكران ما قدمه الصدريون من دعم وحتى حماية للتظاهرات، غير أنه أيضاً لا يجب أن نغفل عن أن انسحابهم منها بهذا التوقيت الحرج قرار لم يكن موفقاً".

في المقابل، يقول رئيس مركز التفكير والسياسات والتحليل، إحسان الشمري، في تغريدة على "تويتر"، "تحول المواقف أيديولوجيا بعد الانتفاضة. حيدر العبادي: من الوسط إلى أقصى اليسار، إياد علاوي: من وسط اليمين إلى وسط اليسار، الصدر: من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين".

المساهمون