استهداف الإمارات بقندهار: أكبر من "مسلحين" واتهامات لاستخبارات إقليمية

إسلام آباد
avata
صبغة الله صابر
صحافي باكستاني؛ مراسل "العربي الجديد" في مناطق أفغانستان وباكستان.
11 يناير 2017
3192C568-FA67-4930-BDE0-63FC9A20C915
+ الخط -
في أول موقف رسمي إزاء تفجيرات قندهار، الذي أودى بحياة العشرات بينهم خمسة دبلوماسيين إماراتيين وعضو في البرلمان وآخر في مجلس الشيوخ الأفغاني، علاوة على إصابة سفير دولة الإمارات، جمعة أحمد عبد الله الكعبي، اتهمت الحكومة الأفغانية الاستخبارات الباكستانية (الأي إيس أي) و"شبكة حقاني" (أحد أفرع طالبان)، المقرب من الاستخبارات الباكستانية، على حد وصفها، بالتخطيط للتفجيرات داخل مقر حاكم الإقليم.

وأكد مسؤول أمن الإقليم الجنرال رزاق، اعتقال خمسة من موظفي الحكومة مشتبه بضلوعهم في الحادث الذي يعد الأول من نوعه، والذي ترك وراءه العديد من التساؤلات حول كيفية تمكن المسلحين من الوصول إلى مقر حاكم الإقليم المحصن أمنياً، بعد أن تم تفتيش جميع العاملين في مقر حاكم الإقليم إلكترونياً، قبل انعقاد الجلسة المهمة، التي حضرها دبلوماسيون ومسؤولون في الحكومة وأعضاء البرلمان ومجلس الشيوخ.

وفي حين طرحت وسائل الإعلام الأفغانية تساؤلات كثيرة حول الجهة التي نفذت العملية، بعد أن نفت طالبان ضلوعها فيها، وحول كيفية وصول القنابل إلى المقاعد التي كان يجلس عليها الضيوف، يقول المسؤولون الأفغان إن استخبارات المنطقة لها يد فيها من خلال الاستعانة بخدمات أحد أفرع طالبان، أو القياديين فيها، أو استغلال الخلافات الداخلية في أوساط موظفي الحكومة والمسؤولين.



وعلى الرغم من اتهام الجنرال رزاق الاستخبارات الباكستانية، وقوله إن "شبكة حقاني" هي التي نفذت العملية وخططت لها، إلا أنه لا يستبعد ضلوع استخبارات المنطقة الأخرى، ولا سيما إيران، التي بات نفوذها أكبر في "الأوساط الجهادية" حتى من باكستان نفسها.

وقبل التفجيرات بيوم، أعلنت الاستخبارات الأفغانية اعتقال ثلاثة إيرانيين وفي حوزتهم أسلحة ووثائق في إقليم هرات، جنوب غربي البلاد، يشتبه في قدومهم إلى أفغانستان لأغراض استخبارية من قبيل التنسيق مع المسلحين وتوفير الدعم المالي واللوجستي لهم.

 


ولم تكشف الاستخبارات الأفغانية عن هوية المعتقلين الإيرانيين، لكنها شددت على أن المعتقلين من عناصر الاستخبارات الإيرانية، وكان عملهم الوحيد التنسيق مع المسلحين.


وتحدثت الاستخبارات الأفغانية، في وقت سابق، عما سمته خلية في العاصمة كابول، تقول إنها كانت تخطط لعمليات إرهابية على المحكمة العليا، وعلى وزارة العدل، وعلى بعض القنوات الإعلامية المناهضة للسياسات الإيرانية، وكانت الخلية قد نفذت العديد من الهجمات قبل ذلك، والأهم أن أفراد تلك الخلية كانوا قد تدربوا في سورية.

وعلى الرغم من إلقاء اللوم على الاستخبارات الباكستانية، إلا أن الجنرال رزاق نفسه لا يستبعد ضلوع الاستخبارات الإيرانية، ولا سيما أنها أكثر قرباً من طالبان والجماعات المسلحة.

بهذا الصدد، يقول الإعلامي الأفغاني قريب الرحمن شهاب، لـ"العربي الجديد"، إن "الهدف من وراء الهجوم هو العلاقات الأفغانية مع الدول العربية، وأنه قد يكون بداية للعبة جديدة لطهران وموسكو على ثرى أفغانستان".

ولكن السؤال الأهم في اعتقاد شهاب هو "كيف نفذت تلك الاستخبارات هذه العملية وعن طريق من؟ طالبان أم فرع فيها نفذ هذا العمل الإجرامي أم حلقات داخل الحكومة؟".

في سياق مواز، تشير النائبة في البرلمان الأفغاني، وزمه صافي، لـ"العربي الجديد"، إلى نفس الأمر، وتقول إن الهدف "كان الدبلوماسيين الإماراتيين، وكان القصد من ذلك الوقوف في وجه المشاريع الخيرية التي تنفذها دولة الإمارات في أفغانستان من جهة، وعرقلة العلاقات بين الدولتين من جهة ثانية".


وما يرجح أن العمل ليس من صنع المسلحين وحدهم، بل حظي بدعم استخباري يؤكده استخدام مادة حارقة في المتفجرات وتعقيد العملية، كما يؤكد شهاب.

وفي خضم الكثير من الأقاويل بشأن هدف التفجيرات، قال الجنرال رزاق، في مؤتمر صحافي إن التفجيرات كانت تستهدف تصفيته، وإن التفجير الرئيس نجم عن قنبلة مزروعة في الأريكة التي كان يجلس عليها، لكن التفجيرات أخطأته لأنه ترك المكان لإداء الصلاة قبيل 3 دقائق من سماع دوي التفجيرات.

ولكن الكثير من المراقبين يستبعدون هذا الادعاء، متسائلين عن أسباب استهداف رزاق داخل مقر حاكم الإقليم، رغم أنه يكون دائما في الخطوط الأمامية في الحرب مع طالبان.

ويعد الاعتداء أكبر تحد للحكومة الأفغانية ولرئيسها أشرف غني، الذي يولي اهتماما كبيرا لتطوير علاقاته مع الخليج.

فقد أوفد مستشاره الأمني ورئيس مجلس شورى الأمن، حنيف أتمر، إلى قندهار للوقوف على ملابسات الحادث، الذي أثار حفيظة الأفغان، إذ دانت جميع أطياف الشعب التفجيرات، ولا سيما أنها قتلت، بالإضافة إلى الدبلوماسيين الإماراتيين، شخصيات بارزة من بينها نائب حاكم الإقليم عبد العلي شمسي والدبلوماسي الأفغاني محمد ياما وعضو في البرلمان باز محمد جوزجاني وعضو في مجلس الشيوخ سراج الدين صفري.

 

 

دلالات

ذات صلة

الصورة
سيول الفيضانات في بغلان (عاطف أريان/ فرانس برس)

مجتمع

بين 10 و20 مايو/ أيار الجاري، شهدت مناطق في أفغانستان فيضانات جارفة غمرت مناطق شاسعة في عدد من الولايات.
الصورة
المخدرات مصدر تمويل رئيسي لحركة الشباب

تحقيقات

تمول حركة الشباب أنشطتها المحلية في الصومال، والإقليمية في دول الجوار، عبر تجارة المخدرات والضرائب التي تفرضها على من يعملون بها، في ظل الفوضى الأمنية
الصورة

سياسة

قُتل 60 شخصاً على الأقل وأُصيب 200 آخرون بجراح، اليوم الاثنين، في تفجير انتحاري استهدف تجمعاً لأعضاء جماعة دينية في مدينة خار بمقاطعة باجور القبلية، شمال غربي باكستان، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير حتى الآن.
الصورة

مجتمع

قال متحدث باسم الحكومة الأفغانية، الثلاثاء، إن حركة طالبان قررت حظر صالونات التجميل الخاصة بالسيدات في أنحاء البلاد.
المساهمون