النادمون على 30 يونيو في مصر

02 يوليو 2014
رأت الحركات ما حصل "ثورة مضادة" (خالد دسوقي/فرانس برس/getty)
+ الخط -

"نزلنا إلى الشوارع بهدف إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فوجدنا الفلول يملأون الميادين، ثم انقلاباً عسكرياً متكامل الأركان". هذا هو لسان حال محمد إسماعيل، أحد النادمين على المشاركة في تظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013 ضدّ الرئيس المعزول محمد مرسي، والتي أعقبها انقلاب للجيش في الثالث من يوليو/تموز من العام نفسه.

 حركة "6 ابريل"

من أبرز الكيانات التي تراجعت عن موقفها الداعم لعزل مرسي، حركة شباب "6 ابريل"، ومؤسسها أحمد ماهر، المسجون حالياً لمدّة 3 سنوات، عقب صدور حكم قضائي بحقه، على خلفية خرقه قانون التظاهر؛ فالحركة ومؤسسها كانا أبرز من تصدّر المشهد في تظاهرات 30 يونيو، وما تلاها، الأمر الذي وصل إلى حدّ إعلان ماهر نيته السفر مع وفد شبابي، لإقناع دول الغرب، بأن ما حدث ثورة شعبية، وليس انقلاباً عسكرياً، قبل أن يتراجع.

وعدلت الحركة الشبابية الأبرز عن موقفها بعد شهور، بعدما اتضحت صورة الانقلاب، وبدأت في إصدار البيانات التي تصف ما حدث بأنّه "انقلاب على الثورة". وأقرّ مؤسسها في إحدى رسائله من داخل سجنه، بأنّه كان "لديه تحذيرات مسبقة بحدوث انقلاب عسكري"، مشيراً إلى أن المشاركة فيه كان خطأً. وانضم إلى ماهر العديد من أعضاء الحركة، ليعلنوا عن ندمهم على المشاركة بتظاهرات 30 يونيو.

الاشتراكيون الثوريون

موقف مماثل صدر عن حركة "الاشتراكيون الثوريون"، وتحديداً عقب المجازر التي وقعت في ظل "حكم العسكر"، بدءاً من أحداث الحرس الجمهوري، مروراً بالمنصة، وانتهاءً بمجزرة فض اعتصامَي رابعة العدوية ونهضة مصر.

ومع قرار إخلاء سبيل الرئيس المخلوع حسني مبارك، بدأت الحركة في العودة للشارع تدريجياً، وكانت بيانات الحركة وتصريحات قيادييها، مثل هيثم محمدين، تتحدث صراحة عن عودة حكم العسكر والثورة المضادة بعد 30 يونيو، مؤكّدين أنّ ما حدث هو انقلاب عسكري وثورة مضادة، قامت بها "الدولة العميقة".

"مصر القوية"

أما حزب "مصر القوية"، الذي أسّسه المرشح الرئاسي السابق، عبد المنعم أبو الفتوح، والذي كان من الأحزاب المؤيدة لتظاهرات 30 يونيو، فراجع موقفه في وقت مبكر، وخرج أبو الفتوح، الذي حضر أول اجتماع للرئيس المؤقت عدلي منصور مع القوى السياسية، ليصف ما حدث بأنه "انقلاب عسكري"، عقب وقوع مجزرة الحرس الجمهوري، والتي راح ضحيتها أكثر من خمسين قتيلاً برصاص القوات الأمنية.

كما كتب المتحدث الرسمي للحزب، أحمد إمام، يعتذر عن مشاركة الحزب في تظاهرات 30 يونيو "التي كانت واجهة للثورة المضادة، وعودة لدولة العسكر مرة أخرى"، على حدّ قوله.

شباب الثورة

كان حزب "التيار المصري"، قيد التأسيس، وهو يضم مجموعة من شباب ثورة يناير، من المشاركين في 30 يونيو، غير أنه كان أيضاً من أوائل المتراجعين. وصعد القيادي بالحزب عبد الرحمن فارس، على منصة اعتصام "رابعة"، يوم مجزرة الحرس الجمهوري، ليبدأ طريق نضال ضدّ السلطة التي جاء بها. 

ومن الشخصيات العامة التي دعت وشاركت في 30 يونيو، وتراجعت عن موقفها، الشاعر عبد الرحمن يوسف، أحد أبرز الشعراء الشباب المعارضين لنظام مبارك، ومن الوجوه البارزة لثورة يناير، والذي أعلن أن ما حدث في 30 يونيو، تحول إلى انقلاب عسكري.

ويعد يوسف، حالياً، من أبرز الوجوه المعارضة لنظام 3 يوليو، ويعمل على تجميع قوى الثورة، سواء من الإسلاميين أو الحركات الشبابية الأخرى، وذلك بعد إصدار "بيان القاهرة"، مع عدد من الشخصيات العامة، بهدف توحيد القوى المشاركة في ثورة يناير في مواجهة الانقلاب العسكري.

ووصل النادمون عن مشاركة "30 يونيو"، إلى داخل صفوف حركة "تمرد"، الداعية للتظاهرات، وسحب الثقة من مرسي عبر جمع التوقيعات، إذ أعلن عدد غير قليل من أعضاء وقيادات الحركة، انشقاقهم عنها، وتبرّئهم من مؤسسها محمود بدر، وفي مقدّمتهم عضو اللجنة المركزية للحركة، غادة نجيب، التي كشفت عن التنسيق بين الحركة والاستخبارات الحربية، وعن تلقي قادة الحركة محمود بدر ومحمد عبد العزيز ومي وهبة، أموالاً طائلة من رجل الأعمال الهارب حسين سالم، المتهم الرئيسي في قضية تصدير الغاز لإسرائيل.

المساهمون