لاجئو عرسال يخاطبون الدولة اللبنانية: "عودة بإشراف أممي"

25 يوليو 2017
(سليمان امهاز/ الأناضول)
+ الخط -

تجاوزت بلدة عرسال على حدود لبنان الشرقية مع سورية ومعها أكثر من 100 مخيم للاجئين السوريين، مرحلة الخطر المباشر الذي حملته معركة "حزب الله" مع "فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً) في جرود البلدة، وخفّت حالة القلق بعد الخشية من تكرار سيناريو اجتياح البلدة عام 2014 وتعرّض المدنيين للقصف والقتل.

وكانت الزيارة التي قام بها وزير الدولة لشؤون النازحين، معين المرعبي، إلى البلدة، أمس الإثنين، ومعه الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة (تابعة لرئاسة مجلس الوزراء) اللواء محمد خير، مناسبة للتواصل المباشر الأول بين ممثلين عن مخيمات اللاجئين في عرسال وبين الدولة الممثلة بالوزير المرعبي الذي التقى أعضاء "لجنة التنسيق المؤقتة بين مخيمات النزوح والحكومة اللبنانية".

وتمثل اللجنة مخيمات عرسال ولاجئيها الـ100 ألف، وتضم محامين ومهندسين وأساتذة جامعيين دفعتهم الحرب السورية للجوء إلى عرسال. وقدم هؤلاء مجموعة مطالب مُحددة للدولة اللبنانية أهمها "العمل على إنشاء مناطق آمنة ومنزوعة السلاح، لا دور للأسد (رئيس النظام السوري، بشار الأسد) فيها، بمظلة دولية وبإشراف أممي، مع منحنا السيادة على القرار الإداري والسياسي والاقتصادي لنا في هذه المناطق".

وفي حال تعذّر الخيار الأول، طلب اللاجئون في عرسال "تسهيل الفرصة لمن يرغب من شباب مدينة القصير ومن حمص بالرحيل إلى مدينة جرابلس شمالي سورية برعاية وإشراف أمميين". كما طلبت اللجنة بـ"تسوية أوضاع الشبان السوريين في عرسال مع جهاز الأمن العام اللبناني، وتدارك اعتقال اللاجئين بناءً على تشابه الأسماء أو الوشاية، وافتتاح مكتب دائم للأمم المتحدة في عرسال".

ويقطع طلب اللاجئين تأمين الرعاية الأممية لعودتهم إلى بلداتهم التي لجأوا منها في ريفي دمشق وحمص وفي منطقة القلمون، الطريقَ أمام محاولات "حزب الله" دفعهم للعودة إلى مناطق سيطرة النظام السوري تحت عنوان "المصالحة" علماً أن "سرايا أهل الشام" وهي التنظيم السوري المسلح الذي يضم عدداً من مقاتلي الجيش الحر سابقاً كان يخوض مفاوضات مع الحزب قبل أشهر ومع "فتح الشام" لعودة اللاجئين من عرسال إلى بلداتهم مقابل مغادرة عناصر "فتح الشام" الجرود المتداخلة بين لبنان سورية إلى الشمال السوري.

ونصت المفاوضات أن يلعب "أهل الشام" دور الشرطة العسكرية في مناطق العودة تحت إشراف الحزب والنظام السوري. وحققت تلك المفاوضات نجاحاً جزئياً مع عودة عشرات العائلات إلى بلدة عسال الورد السورية، قبل أن تسبق المعركة الجردية باقي الخطوات.

كما تمنح هذه الخطوة زخماً لموقف بعض الأفرقاء في الحكومة اللبنانية كـ"تيار المستقبل" و"حزب القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" الذين يرفضون أي تنسيق مع النظام السوري لإعادة اللاجئين، وهو ما طرحه "حزب الله" في الحكومة بعد انتهاء مفاوضات إعادة اللاجئين وفق رؤيته. إلا أن مجريات معركة الجرود أثبتت أن الانتشار العسكري لـ"حزب الله" على الحدود الشرقية مع سورية يمنحه سلطة أمر واقع تفوق سلطة الحكومة اللبنانية، وذلك في ظل دعم مطلق من رئاسة الجمهورية للحزب، الذي وصفه الرئيس ميشال عون بـ"الحاجة الضرورية للبنان في ظل ضعف الجيش".

وسجلت المعركة التي يخوضها "حزب الله" ضد "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقاً) في جرود بلدة عرسال اللبنانية وفليطة السورية تطوراً بارزاً، من خلال نشر "هيئة تحرير الشام" تسجيلاً يطلب فيه 3 من أسرى الحزب لدى الهيئة وقف المعركة تحت طائلة "التضحية بالأسرى خلال ساعات قليلة".

ويبدأ الفيديو القصير بتعريف الأسرى الثلاثة عن أنفسهم، وهم حسن طه ومحمد شعيتو ومحمد جواد ياسين، قبل أن يتحدث شعيتو مطالباً "الحزب والأهالي بوقف الهجوم على القلمون قبل أن نتحول إلى ضحايا"، وقال شعيتو "إنه من المؤسف أن نبقى دون تفاوض لإطلاق سراحنا بعد 9 أشهر على أسرنا".

هذا ويشهد اليوم الثلاثاء تواصل القصف المدفعي على ما تبقى من مواقع "فتح الشام" في جرود بلدة عرسال اللبنانية بعد التقدم السريع الذي حققه مقاتلو "حزب الله" منذ ليل الخميس - الجمعة في المنطقة الجردية، مع تواصل المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين عبر الشيخ مصطفى الحجيري من بلدة عرسال التي تهدف لإبعاد مقاتلي "فتح الشام" نحو الشمال السوري.

ولا تزال "فتح الشام" تحتفظ ببعض أوراق التفاوض رغم خسارة مساحات واسعة من مناطق سيطرتها في الجرود خلال الأيام الماضية، ومنها الاحتفاظ بجثث 3 مقاتلين من الحزب سقطوا خلال مواجهات سابقة بين الطرفين، علماً أن الشبان الثلاثة المأسورين سبق أن ظهروا في العديد من الفيديوهات التي نشرتها "جبهة النصرة" (جبهة فتح الشام حالياً) بهدف ممارسة الضغط النفسي على بيئة الحزب وعلى مقاتليه، بعد أسرهم في مناطق جنوب حلب العام الماضي.

المساهمون