برلمانيون عراقيون: الجيش ينفي وجود قواعد عسكرية أميركية في البلاد

21 يناير 2019
الجيش العراقي قال إنّ مهمة القوات الأميركية التدريب والاستشارة(Getty)
+ الخط -
يتواصل الحراك البرلماني العراقي، من أجل تشريع قانون لإخراج القوات الأجنبية لا سيما الأميركية، وفي الوقت الذي نفى فيه برلمانيون وجود قواعد عسكرية أميركية بالبلاد، قال وزير المالية العراقي السابق هوشيار زيباري، إنّ طهران "نصحت بغداد بإخراج الأميركيين".

وقال سعران الأعاجيبي عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إنه لا وجود لأي قواعد عسكرية أميركية على الأراضي العراقية، مبيّناً أنّ "المستشارين والمدربين الأميركيين يتواجدون في معسكرات عراقية".

وأشار إلى أنّ رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول الركن عثمان الغانمي، أبلغ لجنته عدم وجود قواعد أميركية، مؤكداً أنّ "مهمة العسكريين الأميركيين تنحصر في تدريب القوات العراقية، وتقديم الإسناد الجوي للقوات العراقية على الأرض، في حال احتاجت ذلك".

وأضاف الأعاجيبي "نحن كلجنة للأمن والدفاع، خاطبنا القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، من أجل معرفة عدد القوات الأجنبية والأميركية، ومدى الانتفاع منها"، مذكّراً بأنّ "العراق سبق أن استورد معدات عسكرية أجنبية، وهذه المعدات تتطلّب تدريباً، لأنّه من غير الممكن إيفاد آلاف الجنود للخارج من أجل التدريب"، وفق قوله.

وأثير هذا الملف، عقب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة إلى العراق، حيث تصاعدت حدّة المطالبات بإخراج القوات الأميركية من البلاد.

وقام ترامب، في 26 ديسمبر/كانون الأول المنصرم، بزيارة مفاجئة للقوات الأميركية بقاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، بمناسبة عيد الميلاد، من دون أي يلتقي أياً من المسؤولين العراقيين، وقال إنّه ليست لديه خطط للانسحاب من العراق.

وخلّفت الزيارة عاصفة سياسية وأمنية في العراق، وأثارت ردود فعل غاضبة من قبل قوى سياسية وفصائل مسلحة مقربة من إيران. 

إلى ذلك، أكد هوشيار زيباري وزير المالية العراقي السابق، والقيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، أنّ إيران بعثت رسالة إلى قادة "الشيعة" في العراق، نصيحة قال إنّها ستشغل العراقيين قريباً، موضحاً في تغريدة على حسابه في "تويتر"، أنّ النصيحة تضمنت طلباً بإخراج القوات الأميركية من خلال التصويت في البرلمان العراقي، مضيفاً أن"هذا الموضوع سيتحوّل إلى قضية رئيسية قريباً".

ولا يزال مشروع قانون إخراج القوات الأميركية قيد النقاش في البرلمان العراقي، بحسب مصدر برلماني قال، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إنّ "المشروع بصيغته النهائية سيكتمل قريباً جداً"، متوقعاً أن يُطرح للتصويت في الفصل التشريعي المقبل، كون البرلمان أوشك على نهاية فصله التشريعي الأول (الحالي).

وأضاف المصدر: "أصبح معروفاً أنّ نواب تحالف البناء (يضم رئيس تحالف "الفتح" هادي العامري ورئيس "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي وآخرين) هم الذين طرحوا وروجوا للمشروع الذي لم يلق معارضة شديدة لغاية الآن"، مشيراً إلى وجود بعض الأصوات المطالبة بالتعامل مع ملف القوات الأجنبية؛ بما فيها الأميركية، بواقعية، بعيداً عن العواطف التي قد تتسبّب باتخاذ قرارات غير محسوبة".

وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عباس عليوي، أمس الأحد، إنّ "الأميركيين يمارسون ضغوطاً كبيرة على رئيس الوزراء العراقي، من أجل عدم الإفصاح عن حجم القوات الأميركية القتالية على الأراضي العراقية".

وأضاف أنّ "واشنطن تستغل عدم اكتمال الكابينة الوزارية، وضعف الحكومة من أجل تنفيذ مخططاتها التي تهدف لإبقاء قوات مقاتلة في العراق".

يُشار إلى أنّ بغداد ترتبط مع واشنطن باتفاقية الإطار الاستراتيجي التي نصّت على الدعم العسكري الأميركي، ويؤكد مراقبون أنّ الاتفاقية ملزمة للعراق.

المساهمون