مع إصرار اللواء الليبي خليفة حفتر على متابعة هجومه على طرابلس، على الرغم من فشله منذ إطلاقه في 4 إبريل/نيسان الحالي في دخول العاصمة، فإن المخاوف تزداد من تطور الدعم العسكري الذي يتلقاه حفتر من دول عربية (تحديداً مصر والسعودية والإمارات) وأوروبية (فرنسا على نحو خاص)، وتزويده بأسلحة قد تكسر التوازن العسكري، وذلك مقابل حراك دولي لوقف المعارك قبل انزلاقها إلى أوضاع أخطر، تتصدره بريطانيا وإيطاليا. فشل أي من قوات حفتر أو حكومة الوفاق الوطني حتى اليوم في حسم المعركة لصالحها، يصعّد المخاوف من تدخّلات أكبر، وتحديداً من حلفاء اللواء الليبي الذين تسود قناعة في أوساط دولية أنه لولا الضوء الأخضر الذي تلقاه منهم، لما كان قد بدأ حربه على طرابلس.
في السياق نفسه، تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في افتتاحيتها أمس، عن أن السعودية والإمارات ومصر، بالإضافة إلى روسيا، خرّبت جهوداً دولية كانت تحظى بدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والاتحادين الأوروبي والأفريقي، للوصول إلى اتفاق بين الأطراف المتصارعة في ليبيا. وتطرقت الصحيفة إلى ما كانت "وول ستريت جورنال" كشفته منذ أيام، عن أن الرياض وعدت حفتر بتمويل حملته العسكرية، معتبرة أن هذا المال، الذي يهدف إلى شراء ولاء زعماء قبائل في ليبيا، وتجنيد مقاتلين جدد، يشكل مغامرة متهورة أخرى لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
بدوره، كان المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، واضحاً في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، عندما أعرب عن قلقه من أنباء تحدثت عن أن "بعض الدول تفكر بإرسال صواريخ مضادة للطائرات إلى ليبيا، وهذا يمثل تصعيداً للحرب". ورداً على سؤال حول من هي هذه الدول، في ظل التقارير عن أن الإمارات أرسلت دعماً عسكرياً لحفتر، أجاب سلامة "لسنا متأكدين حول ذلك. هناك اقتناع في غرب ليبيا، أن طائرتين إماراتيتين وصلتا إلى بنغازي من الإمارات السبت الماضي. وهناك أخبار عن وصول سفن تركية إلى شواطئ غرب البلاد". وأعرب عن تخوفه من تطور الأسلحة المرسلة إلى ليبيا، مضيفاً "لكن أسوأ مخاوفي أن يحصل تدخّل أجنبي مباشر في الحرب، وهذا سيجعل الأمور أصعب. إذا أرسلوا مالاً أو سلاحاً، هذا سيئ كفاية، لكن أن يدخلوا مباشرة في الحرب، فذلك سيؤدي إلى تدخل مقابل من الجهات الأخرى، ما سيبدّل جذرياً قواعد اللعبة".
وكشف المبعوث الأممي أن حكومة الوفاق وضعت شرطين للتفاوض، الأول وقف إطلاق النار، والثاني انسحاب حفتر إلى المواقع التي كان يتمركز فيها قبل إطلاق هجومه، لافتاً إلى أن حفتر وافق على الشرط الأول، لكنه يرفض الثاني. وأضاف: "ما زلنا في وضع يقوم فيه كل طرفٍ بالتحشيد، وليس التفاوض، ونحن في حاجة إلى أن يتوصل اللاعبان إلى إدراك حقيقة أن كلا منهما في وضع جمود عسكري، لبدء مفاوضات سياسية، لكن طالما يعتبران أن بإمكانهما الفوز، فلا أتوقع من أي منهما الموافقة على التوجه إلى طاولة المفاوضات".
ورداً على سؤال، قال سلامة "لا أعتقد أن حفتر يحتاج إلى أي تشجيع. أعتقد أنه تمّ مساعدته في الماضي، لأسباب تتعلق بمحاربة الإرهاب، من قبل دول خارجية، لكن اليوم لديه بوضوح طموحات سياسية تتعلق بالسيطرة على طرابلس"، متابعاً "قد يكون فاجأ هذه الدول (الداعمة له) بهجومه، والآن ليس أمامها خيار آخر سوى البقاء إلى جانبه.... كما أن الجانب الآخر أيضاً يحصل على دعمٍ من الخارج، وهذا كله محزن، لأننا كنا قريبين جداً من جمع كل الأطراف في غدامس للاتفاق على حلّ سياسي". وأعرب سلامة عن قلقه من التصدع داخل مجلس الأمن الدولي تجاه الملف الليبي، قائلاً إنه "في حال تبيّن أن القوى الكبرى منقسمة بين دعم حفتر ودعم حكومة طرابلس، فهذا لن يساعد في التوصل إلى حل للخروج من الأزمة... آمل التوصل إلى وحدة الحد الأدنى في مجلس الأمن، لأنه من دون ذلك، الوضع على الأرض سيذهب إلى الأسوأ".
اقــرأ أيضاً
ويأتي حديث سلامة، تحديداً في الشق المتعلق باحتمال دخول أسلحة نوعية في المعركة، متوافقاً مع ما كشفه دبلوماسي ليبي مقرب من وزارة خارجية حكومة الوفاق، لـ"العربي الجديد"، عن تحذير أميركي من إمكانية تسرب أسلحة متطورة لأطراف القتال في طرابلس بعد تصاعد الخلاف الفرنسي الإيطالي. ولفت الدبلوماسي إلى أن التحذير الأميركي جاء بعد ثبوت نيّة فرنسا منح حفتر أسلحة نوعية جديدة لترجيح كفته. وبرز تطور لافت مساء الإثنين، حين منعت السلطات التونسية أعضاء بعثة فرنسية قادمة من ليبيا من دخول معبر رأس جدير بسبب وجود أسلحة داخل 6 سيارات تحمل لوحات دبلوماسية، قبل السماح لهم بالدخول لاحقاً. وقالت صحف ليبية إن الفرنسيين هم خبراء عسكريون كانوا برفقة قوات حفتر التي تهاجم طرابلس. لكن الدبلوماسي الليبي قال إن الفرنسيين وعددهم ثمانية كانوا في ليبيا لإعداد كوادر ليبية من قوات حفتر للتعامل مع أسلحة نوعية جديدة، مؤكداً أنهم قدموا تدريباً لعناصر من نخبة قوات حفتر للتعامل مع هذه الأسلحة.
كما كشفت مصادر مصرية مسؤولة لـ"العربي الجديد"، أمس الاثنين، أن القاهرة قدّمت أخيراً مساعدات عسكرية للواء الليبي خليفة حفتر، في إطار دعمه. وبحسب المصادر، فإن القاهرة "سعت لتقديم العون لحفتر، ولكنها في السياق ذاته رفضت تزويده بأسلحة هجومية، أو تنفيذ طلعات جوية بالطيران الحربي المصري أو استخدام قواعدها الجوية في المنطقة الغربية العسكرية لتنفيذ هجمات ضد طرابلس، في ظل تواصل الرفض الدولي لعمليات حفتر". وكشفت المصادر أن "المساعدات التي قدّمها النظام المصري لقوات حفتر، تضمّنت أنظمة رؤية ليلية، وذلك في ظل الخسائر التي تعرّضت لها قواته بسبب الهجمات المرتدة الليلية والتي أسفرت عن خسارته مواقع سبق أن تمكّن من السيطرة عليها". وأضافت المصادر أن المساعدات "تضمّنت دفع القاهرة بسفن تشويش بالقرب من سواحل طرابلس للحد من الطلعات الجوية للطيران الموالي لحكومة الوفاق".
كما كشفت مصادر غربية في العاصمة المصرية، عن مطالبات رسمية من جانب الاتحاد الأوروبي وإيطاليا، للجانب المصري بعدم التورط في الهجوم على العاصمة الليبية، أو الدفع بأسلحة هجومية مصرية لدعم عناصر حفتر".
وتتسارع التطورات الميدانية في ليبيا في وقت كانت البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة وزعت على أعضاء مجلس الأمن، في وقت متأخر من فجر الثلاثاء، مشروع قرار يطلب من جميع الأطراف في ليبيا الوقف الفوري لإطلاق النار. ولم يتضح الموعد الذي ترغب فيه لندن بطرح مشروع قرارها للتصويت.
بالتوازي مع ذلك، أكدت قطر وإيطاليا "أهمية التنسيق الدولي لدعم التعايش والسلام والاستقرار في ليبيا بما يحقق مصلحة الشعب الليبي". جاء ذلك في بيان مشترك للبلدين عقب لقاء جمع وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في روما، الإثنين. وعبّر الوزير القطري عن قلق بلاده من التصعيد الذي يقوده حفتر. وقال إن "مثل هذه التصرفات لا تأخذ المصلحة العليا للشعب الليبي في الحسبان"، محذراً من "تداعيات وخيمة لها". وشدد على "ضرورة احترام المليشيات العسكرية للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وتوقفها فوراً عن المحاولات العابثة لعرقلة جهود إتمام الحوار الليبي الجامع". من جهته، قال كونتي "نريد وقفاً فورياً لإطلاق النار في ليبيا"، حسب وكالة "آكي" الإيطالية. ولاحقاً وفي تغريدة عبر "تويتر"، صباح أمس الثلاثاء، حذر الوزير القطري من أن "تصرفات المليشيات العسكرية بقيادة حفتر في ليبيا تعرقل في المقام الأول الجهود الدولية لتحقيق الحوار الليبي الوطني".
في غضون ذلك، بدا أن حكومة الوفاق تسعى إلى حشد المزيد من الجهود الدولية إلى جانبها ضد هجوم حفتر. وحذر رئيس الحكومة، فائز السراج، لصحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية من مغبّة أن تدفع الحرب على طرابلس أكثر من 800 ألف مهاجر غير شرعي نحو السواحل الأوروبية.
اقــرأ أيضاً
في السياق نفسه، تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في افتتاحيتها أمس، عن أن السعودية والإمارات ومصر، بالإضافة إلى روسيا، خرّبت جهوداً دولية كانت تحظى بدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والاتحادين الأوروبي والأفريقي، للوصول إلى اتفاق بين الأطراف المتصارعة في ليبيا. وتطرقت الصحيفة إلى ما كانت "وول ستريت جورنال" كشفته منذ أيام، عن أن الرياض وعدت حفتر بتمويل حملته العسكرية، معتبرة أن هذا المال، الذي يهدف إلى شراء ولاء زعماء قبائل في ليبيا، وتجنيد مقاتلين جدد، يشكل مغامرة متهورة أخرى لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وكشف المبعوث الأممي أن حكومة الوفاق وضعت شرطين للتفاوض، الأول وقف إطلاق النار، والثاني انسحاب حفتر إلى المواقع التي كان يتمركز فيها قبل إطلاق هجومه، لافتاً إلى أن حفتر وافق على الشرط الأول، لكنه يرفض الثاني. وأضاف: "ما زلنا في وضع يقوم فيه كل طرفٍ بالتحشيد، وليس التفاوض، ونحن في حاجة إلى أن يتوصل اللاعبان إلى إدراك حقيقة أن كلا منهما في وضع جمود عسكري، لبدء مفاوضات سياسية، لكن طالما يعتبران أن بإمكانهما الفوز، فلا أتوقع من أي منهما الموافقة على التوجه إلى طاولة المفاوضات".
ورداً على سؤال، قال سلامة "لا أعتقد أن حفتر يحتاج إلى أي تشجيع. أعتقد أنه تمّ مساعدته في الماضي، لأسباب تتعلق بمحاربة الإرهاب، من قبل دول خارجية، لكن اليوم لديه بوضوح طموحات سياسية تتعلق بالسيطرة على طرابلس"، متابعاً "قد يكون فاجأ هذه الدول (الداعمة له) بهجومه، والآن ليس أمامها خيار آخر سوى البقاء إلى جانبه.... كما أن الجانب الآخر أيضاً يحصل على دعمٍ من الخارج، وهذا كله محزن، لأننا كنا قريبين جداً من جمع كل الأطراف في غدامس للاتفاق على حلّ سياسي". وأعرب سلامة عن قلقه من التصدع داخل مجلس الأمن الدولي تجاه الملف الليبي، قائلاً إنه "في حال تبيّن أن القوى الكبرى منقسمة بين دعم حفتر ودعم حكومة طرابلس، فهذا لن يساعد في التوصل إلى حل للخروج من الأزمة... آمل التوصل إلى وحدة الحد الأدنى في مجلس الأمن، لأنه من دون ذلك، الوضع على الأرض سيذهب إلى الأسوأ".
ويأتي حديث سلامة، تحديداً في الشق المتعلق باحتمال دخول أسلحة نوعية في المعركة، متوافقاً مع ما كشفه دبلوماسي ليبي مقرب من وزارة خارجية حكومة الوفاق، لـ"العربي الجديد"، عن تحذير أميركي من إمكانية تسرب أسلحة متطورة لأطراف القتال في طرابلس بعد تصاعد الخلاف الفرنسي الإيطالي. ولفت الدبلوماسي إلى أن التحذير الأميركي جاء بعد ثبوت نيّة فرنسا منح حفتر أسلحة نوعية جديدة لترجيح كفته. وبرز تطور لافت مساء الإثنين، حين منعت السلطات التونسية أعضاء بعثة فرنسية قادمة من ليبيا من دخول معبر رأس جدير بسبب وجود أسلحة داخل 6 سيارات تحمل لوحات دبلوماسية، قبل السماح لهم بالدخول لاحقاً. وقالت صحف ليبية إن الفرنسيين هم خبراء عسكريون كانوا برفقة قوات حفتر التي تهاجم طرابلس. لكن الدبلوماسي الليبي قال إن الفرنسيين وعددهم ثمانية كانوا في ليبيا لإعداد كوادر ليبية من قوات حفتر للتعامل مع أسلحة نوعية جديدة، مؤكداً أنهم قدموا تدريباً لعناصر من نخبة قوات حفتر للتعامل مع هذه الأسلحة.
كما كشفت مصادر مصرية مسؤولة لـ"العربي الجديد"، أمس الاثنين، أن القاهرة قدّمت أخيراً مساعدات عسكرية للواء الليبي خليفة حفتر، في إطار دعمه. وبحسب المصادر، فإن القاهرة "سعت لتقديم العون لحفتر، ولكنها في السياق ذاته رفضت تزويده بأسلحة هجومية، أو تنفيذ طلعات جوية بالطيران الحربي المصري أو استخدام قواعدها الجوية في المنطقة الغربية العسكرية لتنفيذ هجمات ضد طرابلس، في ظل تواصل الرفض الدولي لعمليات حفتر". وكشفت المصادر أن "المساعدات التي قدّمها النظام المصري لقوات حفتر، تضمّنت أنظمة رؤية ليلية، وذلك في ظل الخسائر التي تعرّضت لها قواته بسبب الهجمات المرتدة الليلية والتي أسفرت عن خسارته مواقع سبق أن تمكّن من السيطرة عليها". وأضافت المصادر أن المساعدات "تضمّنت دفع القاهرة بسفن تشويش بالقرب من سواحل طرابلس للحد من الطلعات الجوية للطيران الموالي لحكومة الوفاق".
كما كشفت مصادر غربية في العاصمة المصرية، عن مطالبات رسمية من جانب الاتحاد الأوروبي وإيطاليا، للجانب المصري بعدم التورط في الهجوم على العاصمة الليبية، أو الدفع بأسلحة هجومية مصرية لدعم عناصر حفتر".
بالتوازي مع ذلك، أكدت قطر وإيطاليا "أهمية التنسيق الدولي لدعم التعايش والسلام والاستقرار في ليبيا بما يحقق مصلحة الشعب الليبي". جاء ذلك في بيان مشترك للبلدين عقب لقاء جمع وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في روما، الإثنين. وعبّر الوزير القطري عن قلق بلاده من التصعيد الذي يقوده حفتر. وقال إن "مثل هذه التصرفات لا تأخذ المصلحة العليا للشعب الليبي في الحسبان"، محذراً من "تداعيات وخيمة لها". وشدد على "ضرورة احترام المليشيات العسكرية للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وتوقفها فوراً عن المحاولات العابثة لعرقلة جهود إتمام الحوار الليبي الجامع". من جهته، قال كونتي "نريد وقفاً فورياً لإطلاق النار في ليبيا"، حسب وكالة "آكي" الإيطالية. ولاحقاً وفي تغريدة عبر "تويتر"، صباح أمس الثلاثاء، حذر الوزير القطري من أن "تصرفات المليشيات العسكرية بقيادة حفتر في ليبيا تعرقل في المقام الأول الجهود الدولية لتحقيق الحوار الليبي الوطني".
في غضون ذلك، بدا أن حكومة الوفاق تسعى إلى حشد المزيد من الجهود الدولية إلى جانبها ضد هجوم حفتر. وحذر رئيس الحكومة، فائز السراج، لصحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية من مغبّة أن تدفع الحرب على طرابلس أكثر من 800 ألف مهاجر غير شرعي نحو السواحل الأوروبية.