ذكرت مصادر تركية مطلعة على ملف تشكيل اللجنة الدستورية السورية، اليوم الثلاثاء، أن أنقرة ألقت بملف تشكيل اللجنة في ملعب روسيا والأمم المتحدة، وفي حال توافقهما فإن اللجنة ستبصر النور قريباً في مدينة جنيف السويسرية، حيث المسار الأممي للحل السياسي في سورية.
وأوضحت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها أن تركيا استضافت قبل فترة قصيرة اجتماعاً مع الجانب الروسي لتناول موضوع اللجنة الدستورية، حيث كان الخلاف في آخر اجتماع قبل نهاية العام في جنيف بين وزراء خارجية الدول الضامنة، والمبعوث الأممي آنذاك ستيفان دي ميستورا، على أسماء اختارهم الأخير، ورفضتهم روسيا، مقابل اقتراح روسيا لأسماء رفضتها الأمم المتحدة.
وأضافت المصادر أن روسيا قدمت للجانب التركي أسماء بديلة للأسماء التي قدمتها سابقاً للأمم المتحدة وتم رفضها، وتركيا لم تجد في الأسماء الجديدة أي مشكلة، بل طلبت من روسيا أن تتفاهم مع الأمم المتحدة عليها، وأن تحل هذه الإشكالية، وهو ما سيتضح في لقاء بين روسيا والأمم المتحدة قريباً.
وفي السياق، أوضحت مصادر واسعة الاطلاع، لـ"العربي الجديد"، أنه حتى الآن لا يوجد أي موعد محدد لتاريخ إعلان اللجنة الدستورية، وأن مكان الإعلان عنها سيكون في جنيف، عبر المبعوث الأممي الجديد غير بيدرسون، ولذا فمن المستبعد أن يتم الإعلان أو التوافق لإطلاق اللجنة الدستورية، قبيل أو خلال القمة الثلاثية لقادة الدول الضامنة في مدينة سوتشي الروسية في 14 شباط/ فبراير الجاري.
وبحسب المعلومات التي توفرت من المصادر، فإن التوافق الروسي مع الأمم المتحدة، يزيل آخر الخلافات، وفي حال حصول التوافق، لربما يتم إطلاق عمل اللجنة الدستورية قبل نهاية الشهر الجاري في جنيف.
ومن المتوقع أن يكون تشكيل اللجنة الدستورية السورية المنوط بها وضع دستور سوري دائم تجرى على أساسه انتخابات يأمل المجتمع الدولي أن تكون بوابة حل سياسي جاد للأزمة السورية على رأس أولويات القادة الثلاثة، ولا سيما بعد المؤشرات التي تفيد بقرب الانتهاء منها، الأمر الذي يرجّح الإعلان عن تشكيلتها النهائية والمتوافق عليها في ختام مباحثات سوتشي.
وجاءت الإشارة الأبرز بشأن التقدم في ملف اللجنة الدستورية على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أعلن أمس الاثنين، قرب الانتهاء من تشكيل اللجنة الدستورية. وقال لافروف، متحدثاً أمام طلاب الجامعة الروسية في بيشكيك، إنه "بالتوازي مع محاربة الإرهاب، هناك مسار سياسي طرحت في إطاره روسيا وتركيا وإيران مبادرة لتشكيل اللجنة الدستورية السورية، بناء على مخرجات مؤتمر "الحوار الوطني السوري" الذي عقد العام الماضي في سوتشي"، مشيراً إلى أن "العمل على تشكيل اللجنة شارف على الانتهاء".