مؤتمر برلين: دعوات لهدنة ملزمة في ليبيا وتوافق على البيان الختامي

برلين

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
19 يناير 2020
8ECB4FFD-010C-4B21-BAD8-431219CA7490
+ الخط -
انطلقت مساء اليوم الأحد، أعمال مؤتمر برلين حول ليبيا الذي دعت إليه ألمانيا، في محاولة للتوصل إلى حل للأزمة الليبية، فيما توقعت مصادر توافقا حول مسودة البيان الختامي.

ويعرف المؤتمر مشاركة 11 دولة، بالإضافة إلى ألمانيا، وهي الولايات المتحدة، وبريطانيا، وروسيا، وفرنسا، والصين، وتركيا، وإيطاليا، والإمارات، ومصر، والجزائر، والكونغو، ويحضره رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السرّاج، واللواء المتقاعد خليفة حفتر.

غير أن السرّاج وحفتر لم يحضرا الاجتماع المغلق لرؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر.
إلى ذلك، قال أحد المشاركين في القمة إن زعماء العالم على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن مسودة بيان حول الأزمة، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز". وتواجه ألمانيا والأمم المتحدة بوصفهما الجهتين اللتين تستضيفان القمة صعوبة في إقناع حفتر بالانضمام من جديد إلى المساعي الدبلوماسية بعد انسحابه من محادثات عقدت الأسبوع الماضي في موسكو، ووقف أكثر من نصف إنتاج ليبيا من النفط في المناطق التي يسيطر عليها.

في السياق، أكد المجلس الأعلى للدولة الليبي في بيان مشترك مع أعضاء مجلس النواب المجتمعين في طرابلس أن العودة إلى عملية الحوار السياسي ينبغي أن يسبقها انسحاب المعتدي من حيث أتى، في إشارة لحفتر وقواته.
وأكد المجلسين، في بيان مشترك مساء اليوم، على ترحيبهما بجميع المبادرات الدولية التي تدعم مسار الحوار، وإنهاء حالة الحرب والشروع في تشكيل لجنة الحوار السياسي بتمثيلها الشفاف.
وشدد البيان المشترك على ضرورة تطبيق آليات الرقابة على وقف إطلاق النار وخروقاته المتكررة بإشراف دولي وإنهاء التهديدات لمرافق الدولة وآخرها التي طاولت المرافق النفطية.

كذلك قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن بلاده على استعداد لاحتضان حوار بين الفرقاء الليبيين لإيجاد مخرج سياسي للأزمة، كونها تحافظ على مسافة واحدة بين الأطراف، وذلك في كلمة أمام مؤتمر برلين.

وأضاف أن "الجزائر مستعدة لإيواء الحوار بين أشقائها الليبيين" وأنها "حريصة على البقاء على مسافة واحدة بين الفرقاء كافة، ولا تدخر أي جهد في تقريب وجهات النظر فيما بينهم ومد جسور التواصل بينهم".

ودعا تبون المشاركين في المؤتمر إلى "وضع خريطة طريق للأزمة ملزمة للطرفين تشمل تثبيت الهدنة، والكف عن تزويد الأطراف الليبية بالسلاح ودعوتها للعودة إلى طاولة المفاوضات".


وقبيل المؤتمر، شهدت برلين اجتماعات ثنائية، من أبرزها قمة تركية روسية. وفي هذا السياق، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضرورة ضمان قبول الأطراف الليبية بوقف إطلاق النار والعودة إلى العملية السياسية خلال مؤتمر برلين، وذلك في مستهل لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وقال أردوغان: "يجب ضمان قبول الأطراف الليبية بوقف إطلاق النار والعودة إلى العملية السياسية خلال قمة برلين حتى تتمكن ليبيا من تحقيق السلام والاستقرار".

وشدد الرئيس التركي على ضرورة "وضع حد للموقف العدواني الذي يتبناه (اللواء الليبي المتقاعد خليفة) حفتر من أجل تنفيذ المسار السياسي ومراحل الحل الأخرى في ليبيا".

وموجهاً حديثه إلى بوتين، قال أردوغان: "جهدنا المشترك حقق هدوءاً نسبياً على الأرض، لكننا سنجني الثمار الأساسية لمبادراتنا مع انعقاد قمة برلين".

وخلال اجتماعه مع أردوغان على هامش مؤتمر برلين، قال رئيس حكومة الوفاق الليبيّة المعترف بها من الأمم المتّحدة فائز السرّاج إن نجاح وقف إطلاق النار يرتبط بانسحاب القوى المعتدية، وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، وأوضح أن اللقاء يأتي في إطار التشاور والتنسيق تجاه المواضيع المطروحة أمام مؤتمر برلين، الذي يسعى إلى إيجاد حلول للأزمة الليبية.

وأشار البيان إلى أن الاجتماع تطرّق إلى وقف إطلاق النار الذي دعا إليه الرئيسان التركي والروسي.

وفي وقت سابق اليوم، دعا السرّاج إلى نشر "قوّة حماية دوليّة" في ليبيا، في حال استئناف حفتر الأعمال القتاليّة.

وقال السرّاج في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانيّة قبل القمّة التي تُعقد في برلين اليوم الأحد: "إذا لم يُنهِ خليفة حفتر هجومه، فسيتعيَّن على المجتمع الدولي التدخّل عبر قوّة دوليّة لحماية السكّان المدنيّين الليبيّين".

وأضاف: "سنرحّب بقوّة حماية، ليس لأنّه يجب أن نكون محميّين بصفتنا حكومة، بل من أجل حماية السكّان المدنيّين الليبيّين الذين يتعرّضون باستمرار للقصف منذ تسعة أشهر".

واعتبر السرّاج أنّ مهمّةً مسلّحة كهذه يجب أن تكون "برعاية الأمم المتحدة"، قائلاً إنّه يجب تحديد الجهة التي ستشارك فيها، سواء أكان الاتّحاد الأوروبي أم الاتّحاد الأفريقي أم جامعة الدول العربيّة.

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن بريطانيا مستعدة لإرسال "أشخاص وخبراء" للمساعدة في مراقبة وقف إطلاق نار في ليبيا قد يجري التوصل إليه خلال مؤتمر برلين. وأكد جونسون لقناة "سكاي نيوز" البريطانية عند وصوله إلى العاصمة الألمانية أن الوقت حان لكفّ تدخل "الوكلاء الخارجيين" في الحرب في ليبيا.
وأضاف، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز": "النزاعات بالوكالة تنتهي فقط عندما يقرر الوكلاء الخارجيون أنهم يريدون وضع حد لها"، مؤكداً بقوله: "نريد سلاماً ترعاه الأمم المتحدة في ليبيا وأن تتوقف هذه المنافسة. لقد عانى شعب ليبيا بما فيه الكفاية".
وعند سؤاله عن إمكان أداء القوات البريطانية دوراً في مراقبة وقف إطلاق النار، أجاب جونسون: "إذا جرى التوصل إلى وقف إطلاق نار، نعم بالتأكيد يمكننا أن نقوم بدور نجيده جيداً، وهو إرسال أشخاص وخبراء لمراقبة وقف إطلاق النار". وأضاف: "لا أرى في الوقت الحالي أي وقف لإطلاق النار"، مشيراً إلى أن "هذا ما نناقشه اليوم".

وتأتي هذه القمة بعد خمسة لقاءات مكثفة أجراها وزراء خارجية وممثلو الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، انتهت إلى صياغة مسودة اتفاق سبق أن نشرها "العربي الجديد".

ولا يختلف مضمون مسودة الوثيقة عن سابقاتها في اتفاق باريس 1 وباريس 2، وإعلان باليرمو، وأخيراً ما تسرّب من اتفاق أبوظبي، لكنها تبدو أكثر تفصيلاً بتحديد ثلاثة مسارات لحل الأزمة في ليبيا.

ذات صلة

الصورة
وفد أممي في مخيم نازحين سوريين في إدلب - سورية - 14 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

زار وفد من الأمم المتحدة مدينة إدلب السورية، للاطلاع على أوضاع مواطنين سوريين وصلوا أخيراً بعد مغادرتهم لبنان وسط العدوان الإسرائيلي المتصاعد هناك.
الصورة
غوتيريس خلال المقابلة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، 16 سبتمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

وقعت أكثر من 100 دولة عضو في الأمم المتحدة على رسالة لدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رداً على إعلان إسرائيل أنه "شخص غير مرغوب فيه".
الصورة
جنود إسبان من "يونيفيل" قرب الخيام، 23 أغسطس 2024 (أنور عمرو/فرانس برس)

سياسة

تُظهر الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" وكأن القوة الأممية باتت في آخر أيامها في لبنان.
الصورة
المرض في غزة

اقتصاد

مع دخول حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة عامها الأول، حولت آلة الحرب الإسرائيلية مناطق وأحياء سكنية كاملة إلى كومة من الركام بعد تدمير 75% من المباني.