ويثبت ما حدث من "مشادات" خلال الجلسة وقبل قراءة البيان، ومحاولات كتم أصوات ثلاثة على الأقل من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، هم عباس زكي وناصر القدوة من حركة فتح، وعمر شحادة من الجبهة الشعبية، والذي تعرض لمضايقات تصل حد التهديد، أنه لم تكن لدى القيادة أي نية جادة وحقيقية للتداول مع من يفترض أن يمثلوا أعلى هيئة تنظيمية في منظمة التحرير، من مختلف الفصائل، وفحص الخيارات المختلفة، وإنما كان الهدف تنظيم جلسة شكلية لفرض قرار لم يتم التوافق عليه، ولا البحث في إمكانيات وسبل تنفيذه.
ولعل ما زاد الطين بلة، وأكد أن الاجتماع والبيان لا يتعديان كونهما خطوة للمناورة للظهور بمظهر من يقوم بشيء لمجرد تسجيل رد الفعل، هو ما تم إعلانه غداة الاجتماع عن أن رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية أوعز ببدء الإجراءات التنفيذية لتطبيق إعلان عباس، دون أي توضيح للإجراءات المقصودة، ولا الآليات التي سيتم اللجوء إليها، أو حتى مخاطبة الشعب الفلسطيني بخطاب تعبئة يمهد لما هو آتٍ، في حال تم فعلاً تنفيذ بيان وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وكأن القضية هي قضية تنسيق أمني وليست قضية تحرر وإنهاء الاحتلال.
وأخيرا فإن أبرز ما يشير إلى أننا أمام مناورة وليس نقطة تحول، هو تغييب مطلق لمسألة الوحدة الفلسطينية، ومحاولة، على الأقل، لإطلاق مبادرة جديدة، أو استئناف خطوات سابقة نحو المصالحة وإنهاء الانقسام، وتم استبدال ذلك بالتأكيد على التزام السلطة بمحاربة الإرهاب، وهو المصطلح الذي يعني إسرائيلياً وأميركياً محاربة مقاومة الاحتلال.