شعث يستبعد طرح مشروع متكامل للحل بلقاء ترامب وعباس

03 مايو 2017
شعث: لا تفاؤل ولا تشاؤم من زيارة عباس لواشنطن(Getty)
+ الخط -
استبعد مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية، نبيل شعث، أن يطرح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب أي مشروع حل على الرئيس محمود عباس، الذي يلتقيه اليوم الأربعاء في البيت الأبيض، قائلاً "لا أعتقد أن اللقاء سيكون فيه أكثر من استماع وأسئلة، وأشك تماماً بأن ترامب سيطرح مشروعاً متكاملاً للحل على عباس".

وعزا شعث، في حوار خاص لـ"العربي الجديد"، اعتقاده هذا إلى ما قاله ترامب، بأنه يجب أن يستمع أولاً قبل أن يضع مشروعه، وأضاف شعث "السبب واضح، هو أن كثيرا من الِأشياء التي قالها سواء في حملته الانتخابية أو بعد أيام من تنصيبه رئيساً، غيّرها، سواء عن سماحه بالاستيطان أو نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، أو منع الزوار المسلمين، وغيرها من التصريحات التي اضطر أن يعدلها لاحقاً".




ولفت شعث إلى أنه من المتوقع أن يصدر بيان مشترك، وسيتحدث عباس للشعب الفلسطيني وللعالم، ولن يكون هناك أي اتفاق في هذا اللقاء. وعن السؤال إن كان هناك اختراق فلسطيني في الموقف الأميركي، رد قائلاً "ربما إذا اقتنع ترامب بعدالة القضية الفلسطينية، نحقق اختراقاً".

وأكد المسؤول الفلسطيني أنها "فرصة ليستمع الرئيس الأميركي، من الرئيس الفلسطيني عن قضيته، وهو الأقدر على شرح المطلب الفلسطيني وتوجهاته".

وتابع: "هذا اللقاء الأول المباشر بين الرئيس الفلسطيني والرئيس الأميركي الحالي، وهو رئيس جديد بكل معنى الكلمة، وليس لديه خبرة المؤسسة السياسية الأميركية في العلاقات الخارجية، فهو يريد أن يعرف".

ولفت إلى أنه "في الإطار المحيط بترامب هناك الكثير من اليهود المؤثرين، والتقى سابقاً رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وكان لا بد أن يلتقي بالرئيس محمود عباس ويستمع لوجهة نظره، يريد أن يسمع عن القضية الفلسطينية من الفلسطينيين أنفسهم، انتهى العهد الذي كانت أميركا تسمع فيه الموقف الفلسطيني من دول عربية أخرى".

وأكّد شعث أن الرئيس عباس سيحمل بالضبط ما نريده، موضحاً "نريد سلاما قائما على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحق اللاجئين في العودة، وإنهاء الاحتلال، وسينقل الرئيس الموقف الفلسطيني المذكور، مع رغبة الفلسطينيين الجادة بأن تكون هناك عملية سلام حقيقية، تحقق السلام القائم على هذه المبادئ، ومن بينها مبادرة السلام العربية".



كما أشار المسؤول الفلسطيني إلى أن هذا الاجتماع، انطلق باللقاء الثلاثي الفلسطيني الأردني المصري الذي تم على هامش القمة العربية الماضية التي عقدت في البحر الميت في الأردن، والرؤساء الثلاثة اتفقوا على رؤية موحدة، بحيث سمع الرئيس الأميركي ترامب من الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ما سيسمعه اليوم من الرئيس الفلسطيني، لكن مع المزيد من التفاصيل، باعتبار عباس صاحب الأرض التي هي موضع احتلال الآن، وموضع أي عملية سلام في المستقبل.

وقال: "لم نغير من النقاط الفلسطينية، نحن ملتزمون بقرارات الأمم المتحدة، والمبادرة العربية، والمواقف الفلسطينية الثابتة، إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وحق اللاجئين بالعودة، إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ولم نغير موقفنا".

وحول التفاؤل الفلسطيني بشأن لقاء عباس بترامب، قال شعث: "لا يوجد تفاؤل ولا تشاؤم، المطلوب إيصال رسالة تعبر عن الموقف الفلسطيني بالكامل، وما هي مطالبنا ومعاناتنا، نحن أمام عملية سلام عمرها 24 سنة وقعت في البيت الأبيض، وحتى الآن لا يطبق الاحتلال الإسرائيلي منها إلا الشيء القليل. وبالتالي إن أرادت الإدارة الأميركية أن تلعب دوراً جديد يجب أن تعلم تماماً ما هي المشكلات التي واجهتنا في التطبيق، لأن أرضنا تضيع قطعة قطعة بسبب الاستيطان، وبالتالي ما هو المشروع الذي يجب أن يوقف هذا الاستيطان".

وأضاف "يهمنا أن تسمع الإدارة الأميركية من الرئيس الفلسطيني ما الذي يحدث على الأرض، وهذا يهمنا ليس لأن الولايات المتحدة الأميركية تملك العالم، لأنها لم تعد كذلك، هناك قوى عديدة في العالم الصين، روسيا وأوروبا، ولكن ما زالت الولايات المتحدة تمثل الدولة الأقوى وهي تمثل الحليف الإستراتيجي لإسرائيل، كما أنها حليف استراتيجي مهم للدول العربية، وبالتالي مهم أن يصل إليها الموقف الفلسطيني مباشرة من الرئيس الفلسطيني".

وعن تفاصيل لقاء ترامب عباس، أكد شعث أن جزءاً من هذا اللقاء سيكون بين عباس وترامب لوحدهما، وجزءاً آخر سيكون برفقة الوفد الفلسطيني المرافق، والأخير أبلغ الرئيس عباس بتفاصيل ما فعله خلال الإعداد لهذه الزيارة.

وقال "الوفد الاستطلاعي التقى بمسؤولين أميركيين، منهم المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات، الذي زار الأراضي الفلسطينية المحتلة في مارس/آذار الماضي، ولا شك أن الوفد الفلسطيني قدم للرئيس عباس تقريراً تفصيلياً بنتائج زيارته ولقاءاته، ولم أطلع على التقرير لأنني لست عضواً في الوفد".

وتابع "أنا على يقين أن الوفد الاستطلاعي قدم للرئيس عباس تقريراً، ساعد الرئيس في أن يضع الرسالة الفلسطينية في أفضل شكل ممكن، مستنداً إلى كل المعلومات التي أعطيت له من الوفد".

إلى ذلك، كشف شعث أنه من المفترض بعد أن ينهي عباس زيارته للولايات المتحدة الأميركية، أن يذهب إلى فرنسا، ومن ثم يعود للأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعد ذلك سيكون له زيارة إلى روسيا في العاشر من مايو/أيار، ليقابل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبعدها سيذهب إلى شرق آسيا، والهند.