أيزنكوت رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي: ستة تحديات بانتظاره

29 نوفمبر 2014
على رئيس الاركان الجديد رفع مستوى الجيش (Getty)
+ الخط -

وضع إعلان وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه ياعلون، مساء اليوم السبت، رسمياً عن اختيار نائب رئيس الأركان لجيش الاحتلال الجنرال غادي أيزنكوت، حداً في إسرائيل لما اعتبر دليلاً آخر على تردد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفقدان للقدرة على الحسم. وذلك بعد أن ماطل نتنياهو طيلة الأسابيع الماضية في الموافقة على اختيار ياعلون، لأيزنكوت ومحاولته تعيين النائب السابق لرئيس أركان الجيش الجنرال، يئير نافيه.

واعتبرت المواقع الإسرائيلية أن اختيار أيزنكوت يأتي في وقت تواجه فيه إسرائيل جملة من التحديات، أهمها تداعيات الثورات والربيع العربي، من جهة، وتغيير نمط المواجهة العسكرية التي رسخت في الأعوام الأخيرة، خصوصاً خلال العدوان الأخير على غزة، والدور الأكبر للحرب الصاروخية.

وشدد ياعلون، عند إعلان القرار الرسمي، الذي ينتظر عملياً مصادقة الحكومة عليه، غداً الاحد خلال جلستها، على أن "إسرائيل وجيشها سيواجهان في السنوات المقبلة تحديات أمنية شائكة للغاية في كافة القطاعات، وعلى امتداد حدودها القريبة والبعيدة".

من جهته، أقر المحلل العسكري في موقع "واي نت" (التابع ليديعوت أحرنوت) رون بن يشاي، بأن المهمة الأكثر حيوية وضرورة للجيش الإسرائيلي الملقاة على عاتق رئيس الأركان الجديد، تتمثل في تغيير عقيدة الجيش القتالية إلى هجومية أكثر مما هي الآن، مع تحسين قدراته على ابتداع وسائل وطرق قتال جديدة.

وأشار بن يشاي، إلى أنه في هذا السياق، هناك من يشككون في قدرة أيزنكوت على تحقيق هذا التغيير المطلوب في نظرية تفعيل الجيش الإسرائيلي، والوصول بالجيش إلى قدرة لضمان الحسم الواضح والحاد وضمان الردع طويل الأمد في المواجهات المتوقعة مع "حزب الله" اللبناني، وربما أيضاً مع "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وبحسب بن يشاي، فإن قادة رفيعي المستوى في صفوف الجيش، وسياسيين ومواطنين عاديين يرون في أيزنكوت شريكاً كامل المسؤولية لسياسات التخطيط والإدارة في معركتين عسكريتين خاضهما الجيش الإسرائيلي، وهما الحرب الثانية على لبنان والعدوان الأخير على قطاع غزة، لم تحقق فيهما إسرائيل نصراً حاداً وواضحاً.

وكانت لجنة فينوغراد (التي حققت في فشل الحرب الثانية على لبنان) قد أبرزت الأداء الجيد لأيزنكوت، خلال الحرب باعتباره رئيس قسم العمليات، وأنه كان أول من أدرك منذ بداية "العمليات" أن الجيش يخوض عملياً حرباً بكل معنى الكلمة مقترحاً على رئيس الاركان آنذاك، دان حالوتس، استدعاء قوات الاحتياط على نطاق واسع وليس بشكل محدود، وضرب البنى التحتية في لبنان، لكن حالوتس رفض اقتراحه. مع ذلك وعلى الرغم من هذا التقدير، إلا أن بن يشاي، يقول إن مسؤولية أيزنكوت في تلك الحرب لم تكن أقل من مسؤولية رئيس الأركان وباقي أعضاء هيئة الأركان عن حالات "القصور" و"الفشل" التي رافقت العدوان على لبنان، كما أن هناك من يقول إن نفس الحالات أو بعضها تكررت أيضاً في العدوان الأخيرة على غزة، وخصوصاً ما يتعلق بالمناورات البرية وهي المعارك التي خططها وأدارها أيزنكوت مع بني غانتس.

ويشير موقع "يديعوت أحرونوت" إلى أن أيزنكوت، ينتمي عملياً إلى مدرسة رئيس الوزراء الأسبق إيهودا باراك، العسكرية التي تسمى "طريقة الرافعات غير المباشرة" والتي تهدف إلى ردع العدو والوصول إلى وقف للعمليات القتالية، وهي طريقة لا يمكنها أن تحقق حسماً مادياً، وبالأساس من قبل جيش نظامي.

ويحدد بن يشاي التحديات الأمنية التي سيواجهها أيزنكوت، بستة تحديات، في مقدمتها تغيير عقيدة الجيش القتالية باتجاه عقيدة أكثر هجومية. وسيكون على أيزنكوت، رجل استراتيجية "الضاحية" التي تعنى بضرب كل ما يمكن لدى الجانب الآخر لتقصير الهجمات على الجبهة الداخلية، أن يضيف إلى مدرسته هذه، العمليات البرية من أطراف الجبهة وصولاً إلى العمق الاستراتيجي للعدو.

أما التحدي الثاني بحسب بن يشاي، فيكمن في الجبهتين الفلسطينيتين، في الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي جبهة الضفة والقدس المحتلتين سيكون عليه إيجاد طريق لقمع الانتفاضة الشعبية والعمليات الفريدة من دون إشعال انتفاضة مسلحة، أو حرب إقليمية وحرب دينية. أما في غزة فسيكون عليه المحافظة على الردع، ومنع استعادة "حماس" لقوتها، وإتاحة المجال أمام إعادة إعمار غزة وإعفاء اقتصادها سعياً لتحقيق تهدئة طويلة الأمد.

 التحدي الثالث الذي سيكون على أيزنكوت مواجهته هو التقليص المقترح في ميزانيات الأمن والجيش، مع المحافظة بموازاة ذلك على القدرات والجاهزية القتالية للجنود.

ورابعاً، سيكون على أيزنكوت، بالمنظور الإسرائيلي، تطوير طرق ووسائل قتال جديدة وفعالة، هجومية ودفاعية، حتى يتسنى للجيش الإسرائيلي مواجهة "الإسلام الجهادي" على الحدود، خصوصاً "داعش" و"جبهة النصرة" المنتشرين في الجولان وسيناء، وإن كانا، لاعتبارات استراتيجية، لا يوجهان نيرانهما لإسرائيل.

ويتمثل التحدي الخامس لأيزنكوت، في المحافظة على "الذراع الاستراتيجية الطويلة" للجيش الإسرائيلي وتطوير هذه الذراع، من أجل تحييد أي خطر محسوس فوري من المشروع النووي الإيراني.

أما التحدي السادس والأخير وفق منظور بن يشاي، فيتمثل في مهمة بناء هيئة أركان مهنية ومنوعة من القيادات العسكرية التي تسود بينها الثقة وتملك الاستعداد والرغبة لتطوير تفكيرها وعقيدتها العسكرية والقتالية. ويرى بن يشاي، أن أيزنكوت الذي امتاز خلال خدمته العسكرية الطويلة بعدم خوفه من إبداء رأيه ولو عرقل ذلك ترقيه في الجيش، قادر على القيام بهذه المهمة خصوصاً وأنه ليس الوحيد بين أعضاء هيئة الأركان الحالية الذين يملكون نفس هذه الصفة. 

المساهمون