النظام السوري يحشد حول اليرموك ويسهل هروب قادة "داعش"

18 ابريل 2018
النظام السوري يعد لانتهاكات جديدة (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

يواصل النظام السوري حشد تعزيزات على أطراف مخيم اليرموك ومنطقة جنوب دمشق بالتعاون مع الأطراف الموالية له، استعدادا لعمل عسكري وشيك ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي يسيطر على معظم منطقة جنوب دمشق، في وقت تتوالى أنباء عن خروج المزيد من قادة التنظيم من المنطقة بالاتفاق مع النظام السوري.


وقال الناشط رامي السيد، الموجود في المنطقة، لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام تواصل الحشد في محيط المنطقة الجنوبية بالتعاون مع بعض المليشيات الفلسطينية المتحالفة، مع تواصل المفاوضات مع تنظيم "داعش" لإجلاء عناصره من المنطقة، التي تضم الجزء الأكبر من مخيم اليرموك ومدينة الحجر الأسود وأجزاء من منطقتي التضامن والقدم، فيما تسيطر فصائل المعارضة على مناطق يلدا وببيلا وعقربا وبيت سحم، التي تخضع لاتفاق هدنة مع النظام منذ عدة سنوات.

وأوضح السيد أن النظام طرح خلال مفاوضاته مع "داعش" خروج عناصره باتجاه السويداء، لكن التنظيم رفض ذلك وطلب الخروج إلى الشمال السوري نحو منطقة قريبة من الحدود التركية. وأعرب السيد عن اعتقاده بأنه في حال لم يحصل اتفاق، فالأرجح أن تشهد المنطقة حربا تدميرية وعنيفة.

وبشأن موقف بقية الفصائل، أوضح السيد أنها تنتظر انتهاء ملف "داعش" لتلاقي مصيرها بالتهجير، مشيرا إلى أن الروس طرحوا عليها ثلاثة خيارات فقط وهي: "العودة لحوض الوطن أو القتال أو التهجير"، مشيرا إلى أن غالبية الفصائل موافقة على الرحيل لأن النظام لا يعدها بشيء إذا وافقت على قتال تنظيم "داعش" إلى جانبه.

ووصف ما يجري بين الروس والفصائل بأنها إملاءات أكثر منها مفاوضات وتنحصر بين الخيارات الثلاثة المذكورة، مشيرا إلى أن مصير الفصائل والمناطق التي تسيطر عليها مؤجل حاليا بانتظار الانتهاء من ملف "داعش".

وكان الناطق الرسمي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" سامي مشعشع، قال في وقت سابق إن الأوضاع الأمنية في محيط وداخل مخيم اليرموك جنوب دمشق مقلقة، مشيرا إلى أن الوكالة "تتابع أوضاع وسلامة وأمن المدنيين في المخيم والمناطق المحيطة به، كما دعت جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل ضمان المحافظة على المدنيين".

وتعتبر هذه المنطقة هي آخر ما تبقى من مناطق خارجة عن سيطرة النظام في دمشق ومحيطها القريب، حيث يدخل مخيم اليرموك ومنطقة التضامن وحي القدم ضمن الحدود الإدارية لمدينة دمشق، بينما تدخل بقية المناطق ضمن ريف دمشق، وقد فقد النظام السيطرة عليها منذ عام 2012.

في غضون ذلك، نقل موقع "تجمع ربيع ثورة" المتابع لتطورات جنوب دمشق عن ما سماه مصدر موثوق قوله إن قياديين بارزين من تنظيم "داعش" وبرفقتهم بعض العناصر والمدنيين، خرجوا قبل عدة أيام، عبر حاجز بردى، الفاصل بين حي الحجر الأسود وبلدة السبينة، الواقعة تحت سيطرة قوات النظام بالتنسيق مع ضباط من قوات النظام مقابل مبالغ مالية، إلى الشمال السوري.

وبحسب المصدر فإن من أبرز الخارجين المدعو أيهم السيد الملقب بـ(أبو خالد الأمني)، الذي شغل منصب "أمير الأمنيين" في بداية تأسيس التنظيم بجنوب دمشق، وقياديون أخرون بالتنظيم الإرهابي.

وحسب الموقع، يقدر عدد الخارجين من قيادات وعناصر التنظيم من مناطق سيطرته في جنوب دمشق، بنحو مئتي شخص خلال الأشهر الستة الماضية.

من جهتها، أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة التي تسيطر على البلدات المجاورة لمخيم اليرموك أنها أغلقت حاجز العروبة الذي يفصل بين اليرموك وبلدة يلدا، والذي يعد المنفذ الوحيد لأهالي المخيم المحاصرين من قبل النظام والمجموعات الفلسطينية الموالية له منذ 1734 يوماً.

يأتي ذلك، وسط ضغوط يمارسها النظام على هذه الفصائل للانضمام إلى قواته في محاربة تنظيم "داعش"، ورفض هذه الفصائل للأمر، ما لم يكن في إطار تسوية شاملة لتحديد مصيرها هي الأخرى، حيث يعرض النظام على تلك الفصائل أيضا الترحيل إلى الشمال السوري.

من جهة أخرى، وفيما أفرج تنظيم "داعش" عن الناشط الإعلامي، أيمن دواه بعد اعتقال دام خمسة أيام، طالبت فاعليات أهلية وطبية بالضغط على النظام السوري من أجل السماح بخروج الطفل يوسف زعطوط، من أبناء مخيم اليرموك الذي يعاني من مرض " الذأب الحمامي" وهو بحاجة ماسة لتلقي العلاج في مدينة دمشق، وذلك بعد أن تطور مرضه ليصاب بقصور وفشل كلوي أيضاً.

وتعيش منطقة اليرموك والحجر الأسود حصارا محكما منذ عام 2013، حيث يعيش بضعة آلاف من المدنيين في هاتين المنطقتين، من أصل ما يقرب من مليوني شخص كانوا فيهما قبل الثورة السورية عام 2011.

وفي جنوب البلاد، أعلنت غرفة عمليات "صد البغاة" التي شكلتها فصائل من درعا، أربع بلدات في حوض اليرموك، "مناطق عسكرية"، محذرة من أنها سوف تستهدف أي تحرك عسكري فيها.

وحددت الغرفة في بيان نشرته، اليوم، بلدات القصير، والشجرة، وسحم الجولان، وقريش التي يسيطر عليها فصيل "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "داعش"، وقالت إنها ستستهدف أي تحرك للفصيل في هذه المناطق، مطالبة الأهالي بالابتعاد عن مواقع "جيش خالد"، حفاظًا على سلامتهم.

وكانت عدة فصائل من المعارضة في ريف درعا الغربي، شكلت غرفة عمليات "صد البغاة" داخل بلدة حيط، في مارس/ آذار العام الماضي.



من جهة أخرى، أعلنت "قوات شباب السنة" وهي من أبرز تشكيلات الجيش السوري الحر في المنطقة الجنوبية عن قتل وأسر عدد من عناصر ميليشيا "حزب الله" اللبناني، مساء أمس الثلاثاء، أثناء محاولتهم التسلل لزرع عبوات ناسفة في مناطق فصائل المعارضة بريف درعا الشرقي.

وقال بيان لهذه القوات إن عملية التسلل جرت على أطراف مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، وتخللتها اشتباكات بين "قوات شباب السنة" وقوات النظام المتمركزة بالقرب من مدينة بصرى الشام في بلدة مجيمر، رافقها قصف متبادل بقذائف الهاون.