قوى عراقية تبدأ معركة مع العبادي لسحب القوات الأميركية

07 فبراير 2018
ضغوط تمارس على العبادي لسحب القوات الأميركية (Getty)
+ الخط -
تستعد كتل سياسية عراقية للضغط على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، باتجاه إقرار سحب القوات الأميركية من البلاد، فيما يؤكد الأخير أن الوجود الأميركي "يخضع للقانون والإرادة العراقية".

وفي هذا الصدد، قال مسؤول عراقي بارز في بغداد، اليوم الأربعاء، إنّ كتلاً سياسية وفصائل مسلحة مقربة من إيران باشرت فعلياً، بالضغط على العبادي، لمطالبة الجيش الأميركي بالانسحاب من العراق، معتبراً أنّ مطلب سحب القوات الأميركية أو باقي قوات التحالف الدولي الأخرى من العراق حالياً، غير صحيح، إذ يحتاج العراق لعام آخر على الأقل لمغادرة المرحلة الأمنية الهشة الحالية.

ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان العبادي، في مؤتمر صحافي، أن الوجود الأميركي في العراق يخضع للقانون والإرادة العراقية، وذلك في معرض رده على التهديدات التي أطلقتها مليشيات عراقية حيال استهداف الجيش الأميركي، وأنها قد تخوض مواجهات معه.

ويوجد نحو 11800 جندي وعسكري أميركي في العراق، فضلاً عن المئات من القوات الأجنبية الأخرى، منها البريطانية، والألمانية، والإيطالية، والفرنسية، والكندية، والأسترالية؛ يتوزعون على 11 قاعدة ومعسكر، من بينها 6 معسكرات أميركية، وسط وشمال وغرب العراق.



وأكّد وزير عراقي بارز في بغداد، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "رئيس الوزراء تلقى طلبات من فصائل مسلحة ضمن "الحشد الشعبي"، وأحزاب راديكالية موالية لإيران، من بينها حزب "الدعوة"، و"الفضيلة"، تدعوه إلى مطالبة الجيش الأميركي وباقي القوات بالانسحاب من العراق".

وأضاف الوزير عينه، أنّ "الضغوط التي تمارسها تلك الأحزاب، من خلال وسائل إعلام تابعة لها، على رئيس الوزراء، بدت واضحة، وارتدت الثوب الوطني في تلك المطالبات، وتحاول من خلال ذلك إحراج العبادي"، معتبراً تلك الطلبات "تنحصر أسبابها ما بين دوافع انتخابية وأجندة إيرانية تريد الاستعجال بإخراج الجيش الأميركي من العراق، على وجه الخصوص"، وفقاً لقوله.

وأوضح أن "الرؤية الحكومية تنحصر في كون تلك القوات تضطلع حالياً بعمليات تدريب لأكثر من 9 وحدات قتالية عراقية، فضلاً عن جهودها في تطوير منظومة الاستخبارات والأمن وتحليل المعلومات العراقية، التي ستكون الأحدث في المنطقة على مستوى مراقبة وملاحقة الجماعات الإرهابية في البلاد"، معتبراً أنّ "الأمن هش الآن في العراق، ما يترتب على الأمر مجازفة بإخراج القوات الأجنبية".

وأصدرت كتلة "دولة القانون" التي يتزعمها نوري المالكي، بياناً، طالبت فيه حكومة العبادي بإخراج سريع للقوات الأميركية من العراق.

بدوره، قال القيادي في كتلة "دولة القانون"، منصور البعيجي، في بيان، إنّ "على الحكومة العراقية ألا تعيش في دائرة الحرج من بقاء القوات الأميركية، وعليها أن توضح لأبناء الشعب العراقي كم أعداد هذه القوات، ومتى سيتم إخراجهم؟ وما هو دورهم؟ وسبب بقائهم إلى الآن على أراضينا، بعد إعلان النصر على عصابات داعش الإرهابية؟".

كما حذّر من أن "الولايات المتحدة الأميركية تعمل من أجل التمدد ليس في العراق وحسب وإنما في الدول المجاورة، وستصنع من الأراضي العراقية دائرة لصراعتها، وهذا ما لا نسمح به نهائياً"، وفقاً لقوله.

من جهته، كشف النائب عن حزب "الدعوة"، محمد الصيهود، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، وجود حراك برلماني لعدد من القوى والكتل السياسية لجمع تواقيع تطالب رئيس الوزراء بتحديد موعد أو جدول لسحب القوات الأميركية، معتبراً أن "بقاءهم (القوات الأميركية) في العراق لم يعد له أي داع بعد اليوم"، وفقاً لقوله.