تمديد طوارئ الجيش الجزائري: توقعات بالآتي الأصعب

12 ابريل 2020
شددت السلطات على تفادي التجمعات (بلال بنسالم/Getty)
+ الخط -
وضعت القيادة العسكرية العليا للجيش الجزائري وحدات الجيش والقوات المسلحة في حالة طوارئ من الدرجة الأولى، وذلك في إطار الاستعدادات لمواجهة احتمالات انتشار واسع لفيروس كورونا في الجزائر التي تتصدر البلدان العربية في نسبة الإصابة بالفيروس والوفيات. وقال مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، إن قيادة الجيش أبرقت "بتعليمة" جديدة للقيادات الميدانية، تقضي بتمديد حالة الطوارئ المعلنة سابقاً، والتي كان من المقرر أن تنتهي في 12 إبريل/نيسان الحالي (اليوم)، إلى 30 إبريل، ما يعني الإبقاء على مستوى الجهوزية الأولى للوحدات العسكرية وإلغاء كل العطل ورخص الخروج التي كان من المقرر أن يستفيد العسكريون منها، وإرجاءها إلى فترة لاحقة. وتقرر، في الوقت ذاته، إلغاء بعض التحركات الروتينية للجيش، وسحب بعض حواجز المراقبة الاعتيادية من الطرق، ومنع العسكريين من مغادرة الثكنات مهما كانت الدوافع، لمنع أي احتكاك مع المواطنين ووقاية من الإصابة بفيروس كورونا، مع توفير بعض الخدمات للجنود داخل الثكنات، حيث تحرص قيادة الجيش على صفر إصابة بالجائحة وسط العسكريين. وتستثنى من هذه التدابير الوحدات المكلفة بعمليات مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود، والتي يمكن لها الاستمرار في عملها وفقاً للخطط المرسومة، خصوصاً في جنوب البلاد، أو تلك التي تستهدف إيصال المساعدات إلى سكان المناطق النائية والبدو الرحّل وعلاجهم. يشار إلى أن وحدات الصحة العسكرية تقوم، في الغالب، بمعالجة سكان المناطق الحدودية والبدو الرحل الذين يتنقلون بحثاً عن المراعي.

ويعتقد مراقبون أن هذه التدابير تدخل في إطار حماية العسكريين من انتشار الفيروس، عبر الحد من تنقلاتهم واحتكاكهم بالمدنيين، خصوصاً في المناطق الموبوءة كالعاصمة الجزائر والبليدة قربها. كما تأتي ضمن استعدادات الجيش لمواجهة أية تطورات محتملة لتصاعد الأزمة الوبائية في البلاد، وإمكانية اللجوء إلى بناء المستشفيات الميدانية في بعض المناطق الأكثر تضرراً من جائحة كورونا، أو المساعدة في نقل المعدات الطبية واللوازم لصالح المستشفيات، أو مساعدة السلطات والأجهزة الأمنية على تطبيق قرار الحجر الصحي، خصوصاً بعد التصريحات المقلقة لوزير الصحة الجزائري، عبد الرحمن بن بوزيد، بشأن مخاوف جدية من تزايد عدد الإصابات بالفيروس. وكان بوزيد قال، قبل أيام، إن "حالات الاصابة بالفيروس سترتفع بوتيرة مخيفة خلال الأيام المقبلة، ما يستدعي احترام الحجر الصحي وتفادي التجمعات".

وبدأ الجيش الجزائري في بناء عدد من المستشفيات الميدانية وتجهيزها، بينها المستشفى الميداني في منطقة البويرة قرب العاصمة الجزائرية. وقد زار رئيس أركان الجيش اللواء السعيد شنقريحة قبل يومين ورشة المشفى، بهدف الاطلاع على استعدادات الجيش للتدخل في أي وقت لإسناد المنظومة الصحية الوطنية في هذا الظرف الصحي الاستثنائي. وقال شنقريحة، خلال لقائه بالقيادات العسكرية، إن "الأمن الصحي جزء من الأمن العام بمفهومه الشامل، لذلك فإن قطاع الصحة العسكرية مستعد لأن يؤدي دوره ويبذل كل جهد من أجل ضمان التغطية الصحية للمواطنين، لا سيما المتواجدين منهم في المناطق المعزولة والحدودية في كامل التراب الوطني"، مشيراً إلى وضع المنشآت الصحية للجيش وكامل قطاعه البشري في الخدمة وبدء توفير مستشفيات ميدانية احتياطاً لأية تطورات.

وكان مدير قطاع الصحة العسكرية، اللواء الدكتور عبد القادر بن جلول، كشف، في حوار نشر على الصفحة الرسمية لوزارة الدفاع أخيراً، أن الجيش اتخذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة فيروس كورونا على مستوى الوحدات والهياكل الصحية التابعة له، إذ تم توفير الكاشفات الحرارية عن بعد على مستوى جميع الوحدات والمستشفيات العسكرية، بالإضافة إلى وضع كاميرات حرارية بهدف التعرف على كل شخص قد تكون درجة حرارة جسمه مرتفعة. وأوضح أن "نحو 70 في المائة من إمكانيات المستشفيات العسكرية مُسخرة في الوقت الحالي لمواجهة فيروس كورونا. كما تم استحداث وحدات لمعالجة المصابين ووحدات الإنعاش احتياطاً في حال تفشي المرض"، مشيراً إلى أن "وحدات الجيش تعمل على توفير عدد من المستشفيات الميدانية التي يمكن استخدامها في أي مكان".

المساهمون