إيران تنفذ هجوماً صاروخياً على قاعدتين أميركيتين في العراق: "خطوة أولى"

بغداد

براء الشمري

avata
براء الشمري
طهران

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
08 يناير 2020
5412A95C-E8F2-4002-8031-5FDED81377CB
+ الخط -
أعلن "الحرس الثوري" الإيراني بعد منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء، أن قواته استهدفت قاعدة عين الأسد التي تضم جنوداً أميركيين في محافظة الأنبار العراقية بصواريخ أرض- أرض، إضافة إلى القاعدة الأميركية في أربيل، في أول رد إيراني على اغتيال واشنطن قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، يوم الجمعة الماضي.

يأتي ذلك في وقت أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن إيران أطلقت أكثر من 10 صواريخ بالستية على الجيش الأميركي وقوات التحالف في العراق.

وأوضح "الحرس الثوري" في بيانه، الذي نشره التلفزيون الإيراني، أنه سيعلن عن "التفاصيل لاحقاً"، وأنه يحذر الولايات المتحدة الأميركية "من مغبة أي عمل شرير آخر أو تحرك واعتداء آخر"، مؤكداً أنه "في هذا الحال سيقابل برد أكثر إيلاما وقوة".

كما وجه "الحرس الثوري" تحذيراً "للدول الحليفة لأميركا من وضع مواقعها تحت تصرف الجيش الأميركي"، مؤكداً أنه سيستهدف "أي دولة تشكل بأي نحو منطلقا للتصرفات العدائية والعدوانية ضد جمهورية إيران الإسلامية". كما شدد البيان على أنه "لا يعتبر الكيان الصهيوني بعيدا عن هذه الجرائم التي ارتكبها النظام الأميركي المجرم".

ودعا "الحرس الثوري" الشعب الأميركي إلى "استدعاء الجنود الأميركيين من المنطقة للحيلولة دون تكبدهم المزيد من الخسائر وعدم السماح" للإدارة الأميركية بـ"تعريض أرواح جنود أميركا لمزيد من المخاطر من خلال الكراهية المتزايدة التي تنشرها". ​

وأوضحت "البنتاغون" أنها بصدد تقييم الأضرار ودراسة سبل الردّ، لافتة إلى أنها "ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية الجنود الأميركيين وشركاء وحلفاء أميركا في المنطقة والدفاع عنهم"، وفق ما نقلت "رويترز".

بدوره، قال القيادي في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل كوثري، إن الهجوم الصاروخي على القاعدتين الأميركيتين هو "الخطوة الأولى"، داعياً الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أن "يفكر بسحب قواته وعدم تعريضهم لنيران قواتنا".

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن هجمات إيران جاءت في إطار البند الـ51 لميثاق الأمم المتحدة، مضيفا في تغريدة على "تويتر" أن "إيران استهدفت قاعدة عسكرية أميركية نفذت منها هجمات على مواطنين وقيادات إيرانية".

وقال ظريف: "نحن لا نسعى للتصعيد أو الحرب لكن سندافع عن أنفسنا أمام أي هجوم".


إلى ذلك، نقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن مصادر أمنية، قولها إن القصف على قاعدة عين الأسد خلف مصابين من العراقيين.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، ستيفاني غريشام، يوم الثلاثاء، إن الرئيس دونالد ترامب أطلع على تقارير عن هجوم على منشآت أميركية في العراق وإنه يتابع الوضع. وقالت غريشام في بيان "نحن على علم بتقارير عن هجمات على منشآت أميركية في العراق. تم إطلاع الرئيس وهو يتابع الوضع عن كثب ويتشاور مع فريقه للأمن القومي".

لاحقاً، وصل وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ووزير الدفاع، مارك إسبر، إلى البيت الأبيض للاجتماع مع الرئيس ترامب بعد الهجوم الصاروخي الإيراني. وذكرت متحدثة باسم نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أنه على اتصال بقادة الكونغرس.

في السياق، قال شهود عيان من مدينتي هيت والبغدادي القريبتين من القاعدة لـ"العربي الجديد" إنهم سمعوا أصوات انفجارات عنيفة من اتجاه "عين الأسد"، موضحين أن طيراناً مروحياً يحلق بكثافة فوقها، فضلًا عن انتشار مكثف للقوات العراقية.

ونقلت صفحة "الأنبار الحدث" العراقية على "فيسبوك" مقطعا مصورا قالت إنه للصواريخ التي سقطت على أكبر قاعدة لتمركز القوات الأميركية في البلاد.

وتقع قاعدة "عين الأسد" على بعد 200 كيلومتر غرب بغداد وقرب نهر الفرات في بلدة البغدادي غرب محافظة الأنبار، وتحول اسمها من قاعدة "القادسية" الجوية، إلى قاعدة "عين الأسد" عقب الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، وهي تتوسط المثلث الغربي مع الأردن والسعودية وسورية.

وتمثل القاعدة مرتكزاً لأكثر من ألفي جندي وعسكري أميركي، إضافة إلى سرب مروحيات مقاتلة ومنظومة رصد جوي تغطي أكثر من 400 كيلومتر، إضافة إلى وحدات استطلاع وفرقة مهام خاصة.

وخلال السنوات الأخيرة تحولت القاعدة إلى مقصد الرؤساء الأميركيين، ووزراء الدفاع الأميركيين والجنرالات البارزين، لتفقد جنودهم، وأغلب هذه الزيارات كانت من دون علم الحكومة العراقية في بغداد، ما خلف ردود فعل شاجبة من جانب أحزاب وقوى وفصائل مسلحة مقربة من إيران.

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال المتحدث باسم مليشيا "النجباء" المرتبطة بإيران نصر الشمري إن اجتماعاً سيتم خلال الساعات المقبلة، يضم قادة "المقاومة الإسلامية" العراقية لتشكيل جبهة موحدة ضد الوجود الأميركي، مشيراً إلى "استعداد الفصائل المسلحة لقتال أميركا"، وأن "مقتل بعض قادة الحشد لن يغير في المعادلة شيئا".


كما هدد زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي الولايات المتحدة بـ"رد صعب"، موضحاً في تغريدة على تويتر: "نحن لا تغيرنا الظروف، ننتقي أماكن وأوقات الضربات، ننتصر أو ننتصر".

ويأتي هذا الهجوم الصاروخي بعد نحو 24 ساعة فقط من ارتباك أميركي مع إعلان الانسحاب من العراق ثم نفيه من قبل البنتاغون.

وسحب عدد من أعضاء التحالف الدولي جنودهم من العراق، تخوفاً من هجمات جديدة على قواعدة عسكرية سبق أن طاولها 15 هجوماً صاروخياً منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر.

ذات صلة

الصورة
أسلحة للعراق الجيش العراقي خلال مراسم بقاعدة عين الأسد، 29 فبراير 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)

سياسة

كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، وجود ضغوط إسرائيلية على دول أوروبية وآسيوية لعرقلة بيع أسلحة للعراق وأنظمةة دفاع جوي.
الصورة
الهجوم الإسرائيلي على إيران 26/10/2024 (صورة متداولة)

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، أنه شنّ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية في إيران، لكن الأخيرة نفت نجاح إسرائيل في الهجوم.
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
تظاهرة في بغداد ضد العدوان على غزة ولبنان، 11 أكتوبر 2024 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

منوعات

اقتحم المئات من أنصار فصائل عراقية مسلحة مكتب قناة MBC في بغداد، وحطموا محتوياته، احتجاجاً على عرضها تقريراً وصف قيادات المقاومة بـ"الإرهابيين".