يأتي ذلك في وقت أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن إيران أطلقت أكثر من 10 صواريخ بالستية على الجيش الأميركي وقوات التحالف في العراق.
وأوضح "الحرس الثوري" في بيانه، الذي نشره التلفزيون الإيراني، أنه سيعلن عن "التفاصيل لاحقاً"، وأنه يحذر الولايات المتحدة الأميركية "من مغبة أي عمل شرير آخر أو تحرك واعتداء آخر"، مؤكداً أنه "في هذا الحال سيقابل برد أكثر إيلاما وقوة".
وأوضحت "البنتاغون" أنها بصدد تقييم الأضرار ودراسة سبل الردّ، لافتة إلى أنها "ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية الجنود الأميركيين وشركاء وحلفاء أميركا في المنطقة والدفاع عنهم"، وفق ما نقلت "رويترز".
بدوره، قال القيادي في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل كوثري، إن الهجوم الصاروخي على القاعدتين الأميركيتين هو "الخطوة الأولى"، داعياً الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أن "يفكر بسحب قواته وعدم تعريضهم لنيران قواتنا".
وقال ظريف: "نحن لا نسعى للتصعيد أو الحرب لكن سندافع عن أنفسنا أمام أي هجوم".
Twitter Post
|
إلى ذلك، نقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن مصادر أمنية، قولها إن القصف على قاعدة عين الأسد خلف مصابين من العراقيين.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، ستيفاني غريشام، يوم الثلاثاء، إن الرئيس دونالد ترامب أطلع على تقارير عن هجوم على منشآت أميركية في العراق وإنه يتابع الوضع. وقالت غريشام في بيان "نحن على علم بتقارير عن هجمات على منشآت أميركية في العراق. تم إطلاع الرئيس وهو يتابع الوضع عن كثب ويتشاور مع فريقه للأمن القومي".
لاحقاً، وصل وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ووزير الدفاع، مارك إسبر، إلى البيت الأبيض للاجتماع مع الرئيس ترامب بعد الهجوم الصاروخي الإيراني. وذكرت متحدثة باسم نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أنه على اتصال بقادة الكونغرس.
في السياق، قال شهود عيان من مدينتي هيت والبغدادي القريبتين من القاعدة لـ"العربي الجديد" إنهم سمعوا أصوات انفجارات عنيفة من اتجاه "عين الأسد"، موضحين أن طيراناً مروحياً يحلق بكثافة فوقها، فضلًا عن انتشار مكثف للقوات العراقية.ونقلت صفحة "الأنبار الحدث" العراقية على "فيسبوك" مقطعا مصورا قالت إنه للصواريخ التي سقطت على أكبر قاعدة لتمركز القوات الأميركية في البلاد.
وتقع قاعدة "عين الأسد" على بعد 200 كيلومتر غرب بغداد وقرب نهر الفرات في بلدة البغدادي غرب محافظة الأنبار، وتحول اسمها من قاعدة "القادسية" الجوية، إلى قاعدة "عين الأسد" عقب الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، وهي تتوسط المثلث الغربي مع الأردن والسعودية وسورية.
وتمثل القاعدة مرتكزاً لأكثر من ألفي جندي وعسكري أميركي، إضافة إلى سرب مروحيات مقاتلة ومنظومة رصد جوي تغطي أكثر من 400 كيلومتر، إضافة إلى وحدات استطلاع وفرقة مهام خاصة.
وخلال السنوات الأخيرة تحولت القاعدة إلى مقصد الرؤساء الأميركيين، ووزراء الدفاع الأميركيين والجنرالات البارزين، لتفقد جنودهم، وأغلب هذه الزيارات كانت من دون علم الحكومة العراقية في بغداد، ما خلف ردود فعل شاجبة من جانب أحزاب وقوى وفصائل مسلحة مقربة من إيران.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال المتحدث باسم مليشيا "النجباء" المرتبطة بإيران نصر الشمري إن اجتماعاً سيتم خلال الساعات المقبلة، يضم قادة "المقاومة الإسلامية" العراقية لتشكيل جبهة موحدة ضد الوجود الأميركي، مشيراً إلى "استعداد الفصائل المسلحة لقتال أميركا"، وأن "مقتل بعض قادة الحشد لن يغير في المعادلة شيئا".
كما هدد زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي الولايات المتحدة بـ"رد صعب"، موضحاً في تغريدة على تويتر: "نحن لا تغيرنا الظروف، ننتقي أماكن وأوقات الضربات، ننتصر أو ننتصر".
ويأتي هذا الهجوم الصاروخي بعد نحو 24 ساعة فقط من ارتباك أميركي مع إعلان الانسحاب من العراق ثم نفيه من قبل البنتاغون.
وسحب عدد من أعضاء التحالف الدولي جنودهم من العراق، تخوفاً من هجمات جديدة على قواعدة عسكرية سبق أن طاولها 15 هجوماً صاروخياً منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر.