ليبيا: حفتر يعلن السيطرة على غريان... وغوتيريس يحذر من "مواجهة عسكرية"

04 ابريل 2019
دعا غوتيريس للهدوء وضبط النفس في ليبيا(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس اليوم الخميس، من احتمال "مواجهة عسكرية" في ليبيا، بعدما تحرّكت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في شرق البلاد نحو الغرب، وسيطرت على مدينة غريان جنوب غربي العاصمة طرابلس.

وقال غوتيريس إنه لا يوجد حل عسكري للصراع في ليبيا، وذلك بعدما أمر حفتر قواته بالتحرك صوب طرابلس. وأضاف غوتيريس في مجمع الأمم المتحدة في طرابلس "أود أن أوجه نداء قويا لوقف... التصعيد".

وقبل ذلك، قال غوتيريس في تغريدة على "تويتر"، وفق ما نقلته "رويترز": "أشعر بقلق عميق من التحركات العسكرية في ليبيا ومن خطر المواجهة. لا يوجد حل عسكري. وحده الحوار بين الليبيين يمكن أن يحلّ المشاكل. أدعو للهدوء وضبط النفس، فيما أستعدّ للاجتماع بالقادة الليبيين في البلاد".

ويحدث التصعيد تزامناً مع وصول غوتيريس إلى العاصمة طرابلس، قبل أيام من رعاية البعثة الأممية في ليبيا الملتقى الوطني العام في غدامس الليبية، الذي ينعقد في الفترة ما بين 14 و16 إبريل/ نيسان الحالي.

وأعلن المكتب الإعلامي لفائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق" الليبية المعترف بها دولياً، بدء لقاء بينه وبين غوتيريس، لبحث مستجدات الأوضاع السياسية، والتحضير لعقد الملتقى الوطني الجامع، في حين من المرتقب أن يعقد غوتيريس مؤتمراً صحافياً خلال الساعات المقبلة.

قوات حفتر تسيطر على غريان

واليوم الخميس، أعلن آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة لقوات حفتر، "السيطرة سلمياً" على مدينة غريان الواقعة جنوب غربي العاصمة طرابلس.

وأكد، وفق بيان للمكتب الإعلامي لقيادة قوات حفتر، أنّ "مقر المليشيا الموجودة في غريان تحت السيطرة" في إشارة للقوة التابعة للمنطقة العسكرية الغربية التابعة لحكومة "الوفاق".

وذكر البيان أنّ كل الآليات والأسلحة الموجودة بالمقر، أصبحت تحت سيطرة جهاز الأمن العام التابع لقيادة حفتر.

وفي وقت سابق اليوم الخميس، أكد مصدر عسكري من مدينة غريان لـ"العربي الجديد"، قيام مجموعة مسلحة موالية لحفتر، باقتحام معسكر الصاعقة ومقر سرية الوسط ومديرية الأمن، مع محاولات قوات حفتر التقدّم باتجاه المدينة للسيطرة عليها.

وأشار المصدر، إلى "حالة توتر كبير" تعيشها غريان الواقعة على بعد 90 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس، لافتاً إلى أنّ "القوة الموالية لحكومة الوفاق والتابعة للمنطقة العسكرية الغربية انسحبت، صباح اليوم الخميس، ما شجع موالي حفتر على اقتحام المقارّ العسكرية".

وكان أحمد المسماري المتحدث باسم القيادة العامة لقوات حفتر قد أعلن، خلال ساعات الصباح الأولى اليوم الخميس، "وصول طلائع الجيش لتخوم مدينة غريان"، على حد قوله.

وتقدّمت قوات حفتر باتجاه مدينة غريان، إثر اشتباكات شهدتها منطقة الأصابعة المحاذية، التي تسيطر عليها هذه القوات.

وبحسب المستشفى العام لمدينة غريان، فإنّ قتيلاً وجريحاً هما حصيلة الاشتباكات التي اندلعت في الأصابعة، والتي أشارت وسائل إعلام مقربة من حفتر إلى أنّها حدثت بعد محاولة قوات حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً طرد قوات حفتر منها، لكن الأخيرة نجحت في صدّها والتقدم باتجاه غريان.



وأعلنت القيادة العامة لقوات حفتر، الإثنين، صدور أوامر من الأخير للتحرّك باتجاه مناطق غرب ليبيا، "لتطهير ما تبقى من الجماعات الإرهابية الموجودة في آخر أوكارها بالمنطقة الغربية".

في المقابل، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق" ومقرّه طرابلس، أمس الأربعاء، النفير العام في صفوف القوات العسكرية والأمنية من الجيش والشرطة.

وتزامن إعلان حفتر مع نشر شعبة الإعلان الحربي التابعة لقواته، فيديو مطولاً أظهر عشرات السيارات المسلحة تسير في طرقات صحراوية في مناطق غير معلومة، إلا أنّها أكدت أنّها تتجه إلى "المنطقة الغربية"، "تنفيذاً لأوامره"، في وقت لم تعلن حكومة الوفاق بطرابلس أي موقف رسمي تجاه الإعلان.

اتصالات "لوقف تقدّم حفتر"

في غضون ذلك، كشف مصدر رفيع المستوى في وزارة خارجية حكومة "الوفاق"، عن اتصالات تجريها شخصيات سياسية غربية لم يسمها، لــ"وقف تقدم حفتر باتجاه العاصمة" طرابلس.

وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ "تلك الشخصيات طالبت حفتر بتجميد تصعيده العسكري"، و"تجنيب العاصمة طرابلس مواجهات مسلحة".

وأكد المصدر أنّ رئيس حكومة "الوفاق" فايز السراج، أجرى اتصالات مكثفة مع عدة عواصم، طالباً التدخل لوقف التصعيد العسكري، ومحاولة حفتر السيطرة على مناطق بغرب البلاد، مرجحاً "قرب وصول تحذيرات جديدة لحفتر تلزمه بوقف تقدمه".

بعثة الاتحاد الأوروبي قلقة أيضاً

من جهتها، قالت بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا اليوم الخميس، إنّها تشعر بقلق عميق إزاء التحشيدات العسكرية الجارية في البلاد، و"الخطاب التصعيدي الذي قد يؤدي بشكل خطير إلى مواجهة لا تمكن السيطرة عليها".

وحثت البعثة في بيان، على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، وفق ما نقلت "الأناضول"، جميع الأطراف على تهدئة التوتر على الفور ووقف جميع الأعمال الاستفزازية، مؤكدة أنّه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للأزمة الليبية.

وأضافت البعثة أنّ "الشعب الليبي يستحق العيش بسلام وأمن، فالوضع الحالي يتطلب من صناع القرار التصرف بمسؤولية، واضعين المصلحة الوطنية أولاً وأخيراً".


وأشار البيان إلى أنّ الاتحاد الأوروبي "يدعم بالكامل جهود الوساطة، التي يبذلها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة، بما في ذلك الاجتماعات الأخيرة في أبوظبي، ويوفر المؤتمر الوطني المقبل المقرر عقده في غضون أيام، فرصة تاريخية لجميع شرائح المجتمع الليبي للاتفاق على خريطة الطريق السياسية التي ستنهي المرحلة الانتقالية".

وحثت البعثة جميع الأطراف على "انتهاز فرصة زيارة غوتيريس والانخراط بروح توافقية، من أجل تجنب المزيد من سفك الدماء وبناء مستقبل أفضل لجميع الليبيين".