المرزوقي يشيد بالقضاء: تونس على الطريق الصحيح

17 نوفمبر 2016
المرزوقي: لا تقدّم لتونس دون قضاء مستقل (إلياس غايدي/الأناضول)
+ الخط -
اعتبر الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، أن تونس تسير على الطريق الصحيح، وذلك تعقيباً على الحكم في قضية مقتل منسق "نداء تونس" بتطاوين، لطفي نقض، والذي برّأت فيه المحكمة المتهمين بمقتله في أكتوبر/تشرين الأول 2012، وهو ما اعتبره المرزوقي "تأكيداً على استقلال القضاء"، بحسب رأيه.

وقال المرزوقي، في نص على صفحته الرسمية، مساء أمس، إنه استقبل إبان رئاسته للبلاد آلاف التونسيين من كل المشارب والمهن، باستثناء القضاة الذين لم يستقبل منهم إلا ممثليهم في جلسات رسمية، حتى لا يكون هناك أي جدل عقيم واستقراء نوايا غير موجودة، مؤكداً أنّه "لم يتدخّل يوماً، لا هو ولا أيّ من المستشارين، لدى القضاء بصفة مباشرة أو حتى بالتلميح".

وأضاف المرزوقي أنه رفض أن يرفع قضايا في "الثلب الصارخ" (الذي وُجّه له)، لعلمه أن أي حكم في صالحه سيفسّر على أنه تواصل تبعية القضاء للسلطة التنفيذية.

واعتبر المرزوقي أنه "لا تقدّم لتونس وللديمقراطية دون قضاء مستقلّ قولاً وفعلاً"، وأن رسالته الضمنية للأسرة القضائية: "لا عذر لكم اليوم لكي لا تثبتوا استقلالكم عن أي ضغط جاء من السلطة أو من اللوبيات"، و هو ما اعتبره رهاناً على أن "قوى الخير داخل المؤسسة ستفرض، ولو تدريجياً وبصعوبة، هذا الاستقلال دفاعاً عن هيبة القضاء وشرف القضاة، وإرساء لدولة الحق والقانون ومجتمع العدل والإنصاف".

وجدّد المرزوقي التعبير عن سعادته وهو يرى القضاء اليوم "يحكم في قضية الدكتور سعد الشبلي (أحد المتهمين بمقتل نقض) ورفاقه بالبراءة، خلافاً لتوقّع أو إرادة ساكن قرطاج الحالي، وجوقته التي تصرخ دون حياء، تريد نفسها المدعي العام والقاضي والجلاد".

ودعا من أسماها بـ"القوى الشريفة" لـ"الوقوف إلى جانب قضاء يتعافى من نصف قرن من منظومة الثلاثي بورقيبة، بن علي، السبسي، أمام هذه الهجمة الشرسة على أهم دعامات ديمقراطيتنا الناشئة.. حتى تكون الرسالة لمن لم يتعلموا شيئاً من الماضي أنه حدثت فعلاً ثورة في تونس، وأنهم لم يروا إلا بداية ثمراتها".

ويأتي هذا الموقف على خلفية الاتهامات الحالية للقضاء باختراقه منذ زمن "الترويكا"، وعدم حياده في الحكم القاضي بتبرئة المتهمين في قضية مقتل نقض، وما أثاره من تداعيات شعبية وسياسية كبيرة في تونس، تهدد التوافق الحاصل اليوم بين حزبي "النداء" و"النهضة"، بعد تبادل الاتهامات بين أنصار وقيادات الحزبين.


ويرى متابعون أن الساحة الحزبية عادت إلى الاصطفاف الذي كان غالباً على البلاد في سنتي 2012 و2013، إبان الدعوات لإخراج "الترويكا" من الحكم.

المساهمون