كشف موقع "هآرتس"، اليوم الثلاثاء، أنّ وزارة البناء والإسكان في دولة الاحتلال الإسرائيلي تخطط لإقامة حي استيطاني واسع، على أراض فلسطينية شمالي القدس المحتلة على حدود مطار قلنديا، في الأراضي التي تحددها للدولة الفلسطينية خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن".
وذكر الموقع أنّ وزارة الإسكان باشرت، قبل عشرة أيام، إجراءات التخطيط لإقامة الحي الاستيطاني في أقصى نقطة شمالي شرقي القدس المحتلة على أراضي مطار قلنديا "عطروت"، بمحاذاة جدار الفصل العنصري الذي يفصل بين قرية كفر عقب، وبين الحي الاستيطاني الجديد.
واعتبرت حركة "السلام الآن"، في تعقيب لها، أنّ رئيس وزراء الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، "يحاول توجيه ضربة قاضية لفرصة التوصل إلى حل على أساس الدولتين"، مشيرة إلى أنّ "الخطة الجديدة تدق أسفيناً في قلب منطقة تواصل جغرافي فلسطينية، بين رام الله وشرقي القدس، وتمنع أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية".
ووفقاً للمخطط الأولي الذي قدمته الوزارة، سيقوم الحي الاستيطاني الجديد على مساحة قدرها 1243 دونماً، ويفترض أن يستوعب ما بين 6900 و9000 وحدة سكنية، بالإضافة إلى 300 ألف متر مربع تخصص لأغراض التجارة، و45 ألف متر مربع للأعمال والفنادق.
ولفت الموقع إلى أنّ "ملكية الأراضي المنوي إقامة الحي عليها تعود لكثير من الفلسطينيين، ومساحات أخرى مصنفة كأراضي دولة والبقية تابعة لصندوق أراضي إسرائيل".
وتعتزم دولة الاحتلال إعادة تقسيم الأراضي والمساحات في هذه الأراضي بما يسمح لها بتخطيط الحي، وبدون موافقة أصحاب هذه الأراضي ولا سيما من جانب الفلسطينيين، إذ إنّ قطع الأرض صغيرة نسبياً من حيث مساحتها.
ومع أنّ المخطط الأولي الذي وضعته الوزارة لا يحدد من أجل من سيقام هذا الحي، إلا أنّ تفاصيل المخططات تبين نوايا لإقامة كنس يهودية و"أحواض للتطهر والطهارة"، وفق الشريعة اليهودية. وأشار الموقع إلى أنّ مخططات سابقة كانت قد تحدثت عن إقامة حي استيطاني لصالح اليهود الأرثذوكس "الحريديم".
وتشكل الخطة استمراراً لسياسة الاحتلال في الإعلان عن مخططات بناء في محيط القدس المحتلة، والسطو على مزيد من الأراضي، لا سيما أنّ الأراضي المستهدفة تعود لفلسطينيين، وتقع وراء الخط الأخضر في المناطق التي تم احتلالها في حرب يونيو/حزيران عام 1967.