في موازاة ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية، تحدثت لـ"العربي الجديد"، أن الإجراءات التي يتخذها المحور الداعم لحفتر، والتي شملت خط إمداد عسكري مصري لمليشياته، وحث البعثات على الانشقاق، جاءت بعد سلسلة اجتماعات وتنسيق على مستوى رفيع بين كل من مصر، والإمارات، والسعودية.
وقالت المصادر إن جوهر الاجتماعات التي تمّت في أعقاب توقيع رئيس حكومة الوفاق الوطني، التي تسيطر قواتها على طرابلس، اتفاقيات متعلقة بمناطق المياه البحرية الاقتصادية، وأخرى أمنية، كان هدفها الأساسي إسقاط الشرعية الدولية عن الحكومة، عبر مجموعة من الإجراءات، من بينها تقديم إغراءات لعدد من البعثات الدبلوماسية الليبية، لإعلان انحيازها إلى حفتر، حتى تبدو حكومة الوفاق بلا قبول ودعم شعبي، على حد تعبير المصادر. وأوضحت المصادر نفسها أن القاهرة أجرت أخيراً اتصالات بالحكومة الإيطالية للتوصل إلى صيغة تفاهم تلقى قبول الجانب الإيطالي، بحيث ترفع روما يدها عن السراج، مقابل التوافق على شكل ليبيا من بعده. وبحسب المصادر الدبلوماسية المصرية فإن أبوظبي والرياض عرضتا تقديم تمويل ضخم لإقناع عدد من البعثات الدبلوماسية الليبية، وبعضها في دول الاتحاد الأوروبي وأميركا الجنوبية، بالانشقاق، مع الالتزام بمخصصات شهرية لتلك البعثات، حال أعلنت انضمامها إلى مجلس النواب الليبي في طبرق وتأييد خليفة حفتر، قائلة إن "تلك الخطوة من شأنها إنهاء الاعتراف الدولي بالسراج وحكومته".
من جهة أخرى، نفت مصادر ميدانية ليبية محسوبة على القوات الموالية لحكومة الوفاق صحة ما تردده الوسائل الإعلامية الموالية لحفتر، خلال الساعات الماضية، بشأن تقدُّم كبير له في محاور القتال حول العاصمة طرابلس، مؤكدة أن الأمر لا يعدو كونه حملة إعلامية فقط. وأشارت في الوقت نفسه إلى رصد وصول أسلحة جديدة إلى مقاتلي حفتر لاستخدامها في ساحات القتال. وشددت المصادر على أن المقاتلين التابعين لحكومة الوفاق وكتائب الدفاع عن العاصمة ومصراتة أظهروا شراسة قتالية خلال الساعات الماضية، دفعت مليشيات حفتر للتقهقر عن أماكن كانت قد تمركزت بها في وقت سابق. وقالت المصادر إنه على الرغم من أن من يدير المعركة على الأرض بشكل حقيقي هم المصريون والإماراتيون، إلا أنهم فشلوا حتى الآن في إحراز أي تقدم، على الرغم مما أعلنه حفتر تحت اسم "ساعة الصفر"، مضيفة أن "الحقيقة الوحيدة حتى الآن أن النتائج لمليشيات حفتر هي الصفر الذي حققته منذ إعلانه". وقالت المصادر إن هناك غرفة عمليات يوجد فيها عسكريون مصريون وإماراتيون وروس يديرون تحركات عناصر حفتر.