إحاطة سلامة... هل تعكس رغبات باريس في ليبيا؟

22 مايو 2018
سلامة أعلن فشل تعديل الاتفاق السياسي (Getty)
+ الخط -


في الوقت الذي أملت فيه أطراف ليبية ودولية بإمكانية خروج البلاد من أزمتها الراهنة من خلال بوابة انتخابات عامة طبقاً لخطة المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، جاءت إحاطة الأخير، مساء أمس الإثنين، أمام مجلس الأمن، لتنسجم مع المبادرة الفرنسية الأخيرة.

وقدم سلامة إحاطة لمجلس الأمن عن الوضع الليبي، مساء أمس، أكد فيها فشل جهود تعديل الاتفاق السياسي وضرورة الذهاب إلى انتخابات بناء على مخرجات لقاءات مجتمعية وسياسية تعتزم الأمم المتحدة رعايتها قريباً تحت مسمى المؤتمر الوطني الجامع.

وبشكل صريح أكّد سلامة فشل جهود إقناع الأطراف الليبية بضرورة تعديل الاتفاق السياسي، ولذلك طالب "بضرورة طي هذه الصفحة إذ أنه من خلال التركيز على إجراء الانتخابات هذا العام، تتراجع بسرعة أهمية تعديل الاتفاق السياسي الليبي"، مبيناً أنّ "المخرج الوحيد بات الآن من خلال بوابة الانتخابات".

لكنه أكّد في الوقت ذاته على نجاح البعثة في عقد ما يزيد عن أربعين لقاءً في أكثر من مدينة ليبية، للإعداد لجلسة موحدة للمؤتمر الوطني الجامع قبل نهاية يونيو/حزيران المقبل ليكون أساساً لتفاهمات جديدة تجمع مختلف الأطياف الليبية السياسية والمجتمعية للخروج لمرحلة الانتخابات المقبلة.


وجاءت إحاطة سلامة بعد يومين من تقديم الخارجية الفرنسية مبادرة جديدة لحل الأزمة الليبية، لم تخرج عن عموميات دعوتها إلى وقف إطلاق النار، وإجراء انتخابات عامة في البلاد، إلى جانب ضرورة إتاحة الفرصة لتحسين الوضع الاقتصادي والأمني، غير أنّ أبرز بنودها تمثلت بضرورة "افتتاح دورة جديدة لتسجيل الناخبين في القوائم الانتخابية لمدة 60 يوماً، ونقل مجلس النواب من طبرق إلى بنغازي".

كما دعت المبادرة الفرنسية إلى إجراء الانتخابات المقبلة على أي أساس قانوني، مطالبة بتأجيل البت في شرعية الدستور الحالي المطروح أمام مجلس النواب إلى مجلس النواب المستقبلي. وشدّدت المبادرة أيضاً على ضرورة دعم لقاءات القاهرة من أجل توحيد مؤسسة الجيش.

في السياق، رأى الصحافي الليبي، الجيلاني ازهيمة، أن إحاطة سلامة بدت أكثر وضوحاً في ذهابها للإعلان عن تأييدها للمبادرة الفرنسية، قائلاً "تكاد تكون كلمة سلامة نسخ لصق من نصوص تلك المبادرة".

ولفت ازهيمة في تصريحات لـ"العربي الجديد": إلى طلب سلامة ضرورة تنفيذ جولة جديدة لتسجيل الناخبين بالإضافة إلى طلب ضم أطراف ليبية كأنصار نظام القذافي بقوة في جلسات التحضير للمؤتمر الوطني الجامع المقبل، مبيناً أن "مطالب سلامية هي ذاتها المبادرة الفرنسية".

وعن المطلبين أعلاه، قال إن "سلامة والمبادرة الفرنسية تعتبرهما من شروط تهيئة الأجواء للانتخابات، وحقيقة الأمر أن إعادة فتح التسجيل في منظومة الانتخابات بعد إقفالها يمثل مسعى لإفساح المجال لأنصار أطياف سياسية وشخصيات بعينها للتسجيل في المنظومة استعداداً لدعمها بالأصوات"، موضحاً أنّ "المؤتمر الجامع أتاح فرصة كبيرة وغير مسبوقة لطيف أنصار النظام السابق بالتواجد الفعلي في أي مشهد سياسي مقبل".

وأضاف "برأيي أن التوجه الفرنسي القادم من خلال البعثة يسعى لزيادة الثقل الشعبي لشخصيات بعينها كاللواء المتقاعد خليفة حفتر مثلاً، والذي فقد الكثير من شعبيته، كما أن دخول أنصار النظام السابق يتيح لهم هامش اختيار شخصيات سياسية وعسكرية بديلة لحفتر".


لكنه لفت إلى جزء مهم من كلمة سلامة، وهي الخاصة بالوضع في الجنوب الليبي، قائلاً "لقد تجاوز سلامة كل حدود المعقول عندما طالب علناً بإجراء مفاوضات حول الجنوب الليبي مع دول الجوار الأفريقي لمناقشة أمن الجنوب"، مبيناً أن "دندنة فرنسية واضحة في نبرة سلامة حول هذه المسألة، لا سيما أن باريس لم تنفك عن الحديث عن حقها التاريخي في الجنوب".

وفيما يبدو أن مساعي باريس تباركها واشنطن، إذ أن السفيرة الأميركية لدى ليبيا ستيفاني ويليامز، أكدت أن واشنطن تدرس المبادرة الفرنسية، تتجه تلك المبادرة إلى إعادة تشكيل المشهد وأطرافه المؤثرة، بحسب الصحافي الليبي.

المساهمون