اليمن: تعزيزات برية وبحرية لتحصين الجنوب

22 مارس 2015
اللجان الشعبية تؤدي دوراً أساسيا في جنوب اليمن(فرانس برس)
+ الخط -
تخيم أجواء الحرب على عدد من مناطق جنوب اليمن، في ظل تسارع الأحداث الأمنية والعسكرية وارتفاع احتمالات المواجهات الشاملة، بعد إسقاط معسكرين للقوات الخاصة في عدن ولحج، وتقهقر القوات الموالية للحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح في هاتين المحافظتين. كما يعزز هذه الأجواء، مساعي الحوثيين وصالح للانتقام لما تعرضت له القوات الموالية لهم وإرسالهم تعزيزات عسكرية من صنعاء إلى محافظة تعز وما يتردد من أن تلك التعزيزات في طريقها نحو الجنوب.
هذا الأمر ضاعف من حالة التوتر في الجنوب، وحوّل المشهد في معظم المناطق إلى أجواء تخيم عليها أجواء حرب، لاسيما في عدن ولحج والضالع، حيث تجري تحركات عسكرية واسعة، فضلاً عن تحركات اللجان الشعبية والقبائل.
وشهدت محافظة لحج الجمعة يوماً دامياً تخللته أعمال سلب ونهب وقتل، وسيطرة مسلحي تنظيم "القاعدة" لساعات على مدينة الحوطة، عاصمة المحافظة، وإعدامهم لأكثر من 20 جندياً قبل أن ينسحبوا بعد دخول تعزيزات للجيش بقيادة وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، الذي أحكم قبضته أيضاً على قاعدة العند العسكرية، بعد ساعات من مغادرة الفريق الأميركي وإجلاء جنوده الذين كانوا متواجدين في القاعدة الأكبر في اليمن بذريعة "محاربة الإرهاب".

اقرأ أيضاً: "اللجنة الثورية" للحوثيين تعلن التعبئة العامة

وتمثل محافظتا لحج والضالع بوابة عدن الشمالية. فلحج هي المحافظة المجاورة لعدن، وعمقها الاستراتيجي من ناحية الشمال وشمال غرب، إلى جانب محافظة أبين، التي تربط عدن الشمال الشرقي لها ويسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية الجنوبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي. كما تمثل أبين مسقط رأس هادي. وكان الرئيس اليمني قد أرسل عدداً من الألوية العسكرية إليها العام الماضي، لمحاربة تنظيم القاعدة، وكلّف مسؤولين عسكريين موالين له لقيادة الألوية والمعسكرات فيها.
وتتجه الأنظار إلى المحافظتين لمواجهة أي تطورات، ولاسيما بعد وصول قوات حوثية إلى تعز والضالع، استعداداً، وفق مصادر "العربي الجديد"، لاجتياح الجنوب.
وتعز تقع شمال غرب لحج وعدن، فهي تحدّ عدن من ناحية البحر الأحمر، ومضيق باب المندب. وسبق أن أشارت معلومات إلى أن الحوثيين قد يهاجمون عدن عبر الدخول من البحر الأحمر إلى مضيق باب المندب، الذي تطل عليه عدن إلى جانب المحيط الهندي، والبحر العربي. ضمن هذا السياق، شهدت عدن تعزيزات عسكرية، هي الأوسع من قوات الجيش والبحرية، لمواجهة أي تقدم نحو عدن عبر البحر أو البر، في الوقت نفسه الذي انتشرت فيه عشرات المضادات الأرضية في عدد من المناطق.
وترجح مصادر أن الحوثيين قد يهاجمون الضالع ولحج للوصول إلى عدن، ولا سيما في ظل التعزيزات الأخيرة.
وفي السياق، قالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" إن قبائل الصبيحة صدّت محاولة تسلل أولية ظهر أمس السبت لتلك القوات، أعقبها تحرك وزير الدفاع بقيادة عدد من الكتائب وقوات الجيش واللجان إلى منطقة كرش الحدودية، التي تربط لحج بتعز استعداداً لوقف أي تقدم للمسلحين الحوثيين والقوات الموالية لصالح نحو الجنوب.
وفي الوقت نفسه تمكن رجال القبائل ومسلحو اللجان الشعبية في مناطق ردفان، من السيطرة على كل مواقع ومعسكرات الجيش فيها، وفرضوا عدداً من النقاط العسكرية.
وتربط منطقة ردفان محافظة لحج بمحافظة الضالع. ويتواجد في الضالع اللواء 33 مدرع، الذي يقوده اللواء عبدالله ضبعان، الموالي لصالح، والذي حصل على تعزيزات عسكرية، خلال الأيام الماضية من الحوثيين، ومكنهم من عمليات اللواء. وتمثل الضالع بوابة الجنوب، وتجري اشتباكات فيها بشكل شبه يومي بين أفراد اللواء من جهة ومسلحي القبائل واللجان من جهة ثانية. وتعد بدورها منطقة قابلة للانفجار بأي لحظة.
في غضون ذلك، تراوح قبائل يافع في مكانها، لتأمين الجبهة الشمالية لمحافظة لحج، التي تربطها بمحافظة البيضاء، والتي يبدو أن الحوثيين تراجعوا فيها بسبب الضربات التي تلقوها.

اقرأ أيضاً: الرئيس اليمني: باقٍ في منصبي حتى إقرار الدستور
المساهمون